محمد الباز يكتب: هل فسر البابا شنودة القرآن؟ (القرآن في مصر 18)

نقلاً عن “البوابة”

أعرف أن هذه منطقة زلقة للغاية، لكن لا يمكن أن نتجاهلها، أو ندعى أننا  لم نسمع عنها أو نعرفها، أقصد بالطبع المساحة التى يتقاطع فيها القرآن الكريم بالمسيحيين فى مصر، هؤلاء الذين يعيشون معنا على الحلوة والمرة، يتعلمون معنا فى مدارسنا الفقيرة والغنية منها، يحفظون الآيات القرآنية الواردة فى مناهج اللغة العربية، يقرأون تفسيرها، يتعرضون يوميا لسماع الآذان، والاستماع إلى القرآن يتلى فى التليفزيون، وفى المواصلات العامة، وفى سرادقات العزاء التى تجاور بيوتهم، كثيرون منهم يشاركون فى طقوس العزاء، ولا تتعجب أن كثيرين منهم يحفظون آيات من القرآن، ومنهم من يتعرض له عن قصد، ولا يترك المسألة للصدفة فقط.

بعض الطلاب الأقباط يحلو لهم أن يسمعوا لإذاعة القرآن الكريم، وعندما يحتج أحد على هذا السلوك، الذى يرونه خطرا، يكون الرد، أن القرآن يقرأ بتنغيم، لا يجعلهم يلتفتون إلى معانيه، بقدر ما يدخلهم فى حالة نفسية رائقة، تجعلهم يواصلون مذاكرتهم.

فى مارس 2009 حدث ما يشبه الصدام بين الدكتور على جمعة الذى كان وقتها مفتيا للجمهورية، والبابا شنودة رأس الكنيسة المصرية، تحدث جمعة عما قال أنه شرعية تعدد الزوجات عند الأقباط، لامه البابا شنودة، وطلب منه أن يقرأ الإنجيل جيدا، قبل أن يتعرض للإفتاء فى أمور المسيحيين.

كان السؤال وقتها: وهل يقرأ رجال الدين الأقباط القرآن أيضا؟

قبل الكلام، يجب أن نقر حقيقة وهى أن الأقباط لا يؤمنون لا بالقرآن ولا بالنبى محمد، يحرصون فقط أن يحترموا عقيدة من يجاورنهم فى الوطن، لكن هذا الإحترام لا يعنى أبدا أنهم يؤمنون به.

عن نفسى أعرف عددا كبيرا من رجال الدين المسيحيين، وأعرف أن لهم علاقة وثيقة بالقرآن الكريم.

البابا شنودة نفسه قال نصا: قرأت القرآن فى سنواتى الأولى، وقد أثر تأثيرا كبيرا على لغتى، وبعد ذلك كنت معجبا بمكرم عبيد كرجل نزاهة ورجل فصاحة ولغة، ومعروف أن مكرم عبيد قرأ القرآن ودرسه وحفظه.

لم يكن ما قاله البابا شنودة عن علاقته بالقرآن كلاما نظريا بحتا، يأنس به إلى أحد، او يريد أن يأنس إليه به أحد، فقد كان يعبر عن علاقة وثيقة، ويبدو أنه لم يكتف بقراءة القرآن فى صغره فقط، فقد ظل يقرأه طويلا، ولم يخف إعجابه بأنه كان يحب أن يسمع القرآن بصوت صديقه شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوى، بل كان يتعجب من قدرة شيخ الأزهر من حفظ القرآن كله عن ظهر قلب، واستحضار الآيات التى تتناسب مع الموقف الذى يتحدث عنه.

لا زلتم تذكرون بالطبع عدد مجلة الهلال التاريخى (ديسمبر1970)، فى هذا العدد كانت مفاجأة للجميع أن يجدوا فيه مقالا بعنوان ” القرآن والمسيحية”… بقلم الأنبا شنودة.

لم يكن الأنبا شنودة وقتها قد أصبح البابا، بل كان أسقف عام التعليم، اعتاد نشر مقالات فى الصحف، لكن هذا المقال كان مختلفا، ولم يمر مرور الكرام، فبعد صدور الهلال، أجرى شيخ الأزهر  وقتها الدكتور  محمد الفحام اتصالا برئيس التحرير رجاء النقاش، واعترض بشدة على أن يكتب أسقف عن القرآن، وهدد بأن يلجأ إلى القيادة السياسية لمنع ما أسماه عبثا مع القرآن، إلا أن رجاء هدئ من روع الإمام الأكبر، ومر المقال دون أن يثير زوبعة عامة.

أعرف أيضا أن القمص عبد المسيح بسيط، وهو أحد الوجوه المعروفة إعلاميا، يجتهد قدر الإمكان، ويشتبك قدر الطاقة، يقرأ بسيط القرآن باستمرار، لكنه يعتبره كتاب دراسة وليس عبادة فهو لا يؤمن به، يقرأه ليعرف كيف يتعامل مع المسلمين.

من وجهة نظر بسيط الذى قرأ القرآن عشرات المرات، ودرسه بشكل جيد، أن يفعل ذلك ليكون وجهة نظر واضحة عنه، لكن وجهة النظر هذه فى الغالب يحتفظ بها لنفسه، ربما لأنه يعرف أن الإفصاح عنها ربما يعرضه للقيل والقال.

بسيط فى النهاية رجل دين، يعرف ما يفعله، ويدرك ما عليه أن يقوله، وما يجب أن يمتنع عنه، لكن المرحوم الدكتور ميلاد حنا، وهو أحد الوجوه العلمانية الشهيرة فى أوساط الأقباط، كانت له قصة طويلة مع القرآن، كان يحتفظ بأكثر من مصحف فى بيته، وكان يقرأه باستمرار، ويستشهد ببعض آياته، وعندما سألته فى أحد حواراتنا عن ذلك، قال لى أنه يعتبر القرآن مكونا أساسيا من مكونات شخصيته، ولا يمكن أن يستغنى عنه، أو يدخل به فى خلافات يمكن أن تكون محلا لجدال ونقاش بين رجال الدين.

****

من بين ما يشعر به كثير من المسلمين، وتحديدا أبناء الجماعات الإسلامية المتطرفة التى تحولت بالتدريج إلى التطرف، أن المسيحيين فى مصر لا هم لهم إلا التآمر على القرآن، ولو تفرغت قليلا وبحثت عما يقولونه ستجدهم يقولون عجبا، بل ويقتطعون من أحاديث البابا شنودة ما يدلل على وجهة نظرهم.

وهنا يمكن أن أثبت مقطعين من مقاطع الفيديو.

الأول للبابا شنودة، وهو فى بدايات توليه منصبه كبابا للأقباط، كان معروفا عنه حماسه، غيرته على ما يعتقد أنه صواب، هذه الحماسة قادته إلى أن يتحدث بصراحة، ويبدو أن ما سأوثقه هنا كان إجابة عن سؤال من أحد الحاضرين فى عظته الأسبوعية التى كان يخصص يوم الأربعاء لها، وهى العظة التى حرص عليها حتى الشهور الأخيرة له ( توفى فى مارس 2012).

يقول البابا شنودة بعامية واضحة يغلب عليها الحماس: شيلوا من القرآن اللى بيجرد المسيح من ألوهيته، واحنا ملناش دخل بالإسلام نهائى، شيلوا الآيات اللى بتحرض على قتل المسيحيين، والآيات اللى بتجرد المسيح من اللاهوت، يشيلوها من القرآن، يلغوها، واحنا ملناش حاجة عند الإسلام، إن شاء الله يعيشوا زى ما هم عاوزين، ويعملوا حكومات زى ما هم عاوزين، ويحكموا زى ما هم عاوزين، احنا بنتكلم عن المسيح بتاعنا اللى احنا عارفينه، وبنلوم القرآن وأتباعه والمؤمنين به، على ما يوجهونها إلى المسيح، يجردونه من اللاهوت، احنا بندافع عن الإيمان بتاعنا، ملناش دخل بالإسلام، يعيشوا زى ما هم عاوزين”.

يأخذ المتطرفون من هذا الكلام دليلا على أن البابا شنودة كان يستهدف القرآن، ويريد أن يحذف آيات منه، يفعل ذلك كما فعل اليهود الذين أرادوا هم أيضا أن يحذفوا بعض الآيات التى يعتبرونها إساءة لهم، لكن عندما نتأمل الأمر من زاوية واقعية، سنجد أنه منطقى وطبيعى جدا.

فالبابا شنودة فعليا لم يكن يعترف أن القرآن الكريم كتاب من عند الله، لو اعترف بذلك، لكان حجة عليه، إذ ما الذى يمنعه من الإيمان به، طالما أنه معترف بمصدره الإلهى… ما حدث بالفعل أنه كان يتعامل مع القرآن كموضوع دراسة، ويرى من هذه الأرضية، أن ما ورد فى هذا الكتاب، يمكن أن يشكل خطره عليه وعلى دينه، وعلى ما يؤمن به، ولذلك يطالب برفع هذه الآيات، بغض النظر عن مدى قداستها لدى المسلمين الذين يؤمنون بها، ويعتبرونها رسالة الله إليهم.

****

فى أحد ندوات معرض الكتاب كان البابا شنودة يتحدث، وإلى جواره الدكتور سمير سرحان رئيس الهئية العامة للكتاب وقتها، وتطرق الحديث إلى علاقة المسلمين بالكتب السابقة، وبدلا من أن يتحدث عن التجاور والتآخى والعيش مع بعض بسلام حتى لو اختلفت المعتقدات والأديان، إذا بها يستشهد بآية قرآنية، لكن حدث ما يمكن أن يدخل فى باب المهزلة.

كانوا يقولون أن البابا شنودة يحفظ القرآن جيدا، لكن يبدو أن هذا لم يكن صحيحا على الإطلاق، فالآية التى قالها وهى ” يا آيها الذين آمنوا لن تكونوا على حق حتى تقيموا التوارة والإنجيل وما أنزل إليك وما أنزل من قبلك”… ليست آية على الإطلاق، ولم ترد أبدا فى أى من سور القرآن الكريم، لكن يبدو أن البابا صاغها من عدة معانى قرأها فى القرآن الكريم، واستقرت فى وجدانه، حتى اعتقد أنها يمكن أن تكون آية من آيات القرآن، فأراد أن يجعل منها حجة على المسملين، لكن طاشت الضربة، فقد تحولت الآية التى قرأها البابا إلى سخرية شديدة من إدعاءه المعرفة الجيدة بالقرآن، وأقول سخرية، لأن الأمر لا يخرج عن ذلك أبدا، لأن هناك من تعامل مع الأمر بجدية، وأراد أن يتهم البابا بأنه تعمد تحريف القرآن بهدف الإساءة إليه.

****

الأيام وحدها هى التى جعلت البابا شنودة يهدأ بعض الشئ فيما يتعلق بالقرآن الكريم، وقد يكون وصل إلى قناعة بأن الكتب السماوية لابد لها أن تتجاور وهى على حالها، ليس معقولا أن نضع لبعض شروطا حتى نتعايش، يمكن أن نعيش سويا دون أن نفتش فى ضمائرنا ونوايانا، ويتهم بعضنا البعض بأنه متآمر وقاتل ويريد أن يفنى الآخر من على وجه الأرض.

حدث ما يدل على ذلك.

كان الأنبا بيشوى رجل البابا شنودة القوى، والرجل الذى كان يوصف بالحديدى لشدته وبأسه فى الكنيسة يتحدث فى مؤتمر تثبيت العقيدة الأرثوزكسية المنعقد فى الفيوم سبتمبر 2010، بين سطور الحوار تسربت منه جملة أشعلت النار من حوله، قال: قد تكون هناك آيات أضيفت إلى القرآن فى عهد عثمان بن عفان.

لم يكن كلام الأنبا بيشوى فى حاجة إلى تأويل، إنه يقول أن القرآن الذى بين أيدى المسلمين، ليس هو النص الذى نزل من عند الله، وقد تكون هناك آيات أضيفت إليه فى عهد عثمان بن عفان، عندما تم الجمع البشرى له.

اشتعلت النار من حول الأنبا بيشوى، هاجمه الجميع، طالبوه بأن يعتذر، لكنه لم يفعلها، اعتصم بالصمت، فقد كان عنيدا، وأعتقد أنه لا يزال كذلك، ولأن الأزمة كان لابد أن تنفرج، فقد تحدث البابا شنودة.

فى الحقيقة لم يتحدث شنودة فقط، بل اعتذر أيضا، فى بيان رسمى عن الكنيسة،

فقد أعرب البابا عن أسفه الشديد لجرح مشاعر المسلمين بسبب تصريحات الأنبا بيشوى، وقال : أنا آسف جدا أن يحصل جرح لشعور إخواننا المسلمين، والموضوع مجرد إثارته أمر غير لائق، وتصعيده أيضا غير لائق، فالحوار الدينى يجب أن يكون فى النقاط المشتركة وفى المساحة المشتركة فقط.

****

الشاهد يقول أن البابا شنودة كان كثير التأمل فى القرآن الكريم، وأعتقد أن هذا جر عليه أسئلة استنكارية كثيرة، وهو ما جعله يقول نصا: كل ما فى الأمر أننا نلقى الضوء على بعض ما ذكر عن المسيحية فى القرآن الكريم ليس إلا.

وإذا فتشت فى تراث الأنبا شنودة، ستجد لديه آراء كثيرة تخص القرآن وآياته، ومنها على سبيل المثال، والكلام له نصا:

أولا:ما أكثر الآيات القرآنية التى تدعو إلى الإيمان بالإنجيل والتوارة، نذكر منها ” يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا، ونلاحظ فى النص أنه قال ” كتبه” ولم يقل ” كتابه”، فيجب الإيمان بجميع الكتب الإلهية التى أرسلها هدى ونورا وموعظة للمتقين.

ثانيا: الإنجيل والتوراة المذكوران فى القرآن، وكون القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتاب، فهذا يعنى صحة الإنجيل والتوارة وسلامتهما من التحريف، وإلا فإنه يستحيل على المسلم أن يؤمن بأن القرآن نزل مصدقا لكتاب محرف، كذلك لو كان التوارة والإنجيل قد لحقهما التحريف، ما كان يأمر قائلا: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون” بل ما كان يصدر أيضا ذلك الأمر:” قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوارة والإنجيل، وما أنزل إليكم ربكم”.

ثالثا: القرآن لم ينسخ التوارة والإنجيل، من المحال أن يكون ناسخا لهما وفى نفس الوقت يدعو إلى الإيمان بهما ويحذر من إهمال ذلك.

رابعا: تعرض القرآن للمسيحيين، وقال أنهم أقرب الناس مودة إلى المسلمين، وأنهم متواضعون لا يستكبرون.

يمكن أن تجد فى تراث البابا شنودة مئات المقولات التى يقترب فيها من القرآن الكريم بشكل واضح.

وقد يحلو لك أن تسأل أكثر من سؤال هنا.

السؤال الأول: هل كان البابا شنودة يؤمن بالقرآن الكريم؟، هل كان يعتقد أنه كتاب من عند الله؟.

قد تعتقد أنه يؤمن به، لأنه يقدم ما جاء فيه دليلا للمسلمين على أن يحسنوا فى تعاملهم مع المسيحيين، ويحسنوا إلى كتابهم المقدس؟

وأغلب الظن أن هذه كانت حيلة معرفية ونفسية من البابا شنودة، لم يكن يؤمن بالقرآن بالطبع ككتاب سماوى نزل على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله الله خاتما للكتب والرسالات السماوية، ولكنه تعامل معه على أنه الكتاب الذى يؤمن به المسلمون، وما داموا يؤمنون به، فلابد أن يعملوا بما جاء فيه، ولأن بعض ما جاء فيه فى صف المسيحيين، ينصفهم ويحسن إليهم، فلا بأس من أن يذكرهم بها، ليس إيمانا بها، ولكن من باب استخدامها كوسيلة، ليتقى شر المسلمين، الذين يفسرون بعض آيات القرآن على هواهم، وهو الهوى الذى لم يكن يعجب المسيحيين أبدا.

وهنا يظهر السؤال الثانى: هل يمكن أن نعتبر ما قدمه البابا شنودة حول آيات القرآن الكريم تفسيرا لها؟

بالطبع، هى كذلك، فالتفسير فى جوهره عبر كل من قاموا به، كان وجهة نظر، قال بها أصحابها بناء على ثقافتهم وتكوينهم وإنحيازاتهم ومصالحهم أيضا، وهو دخل إلى عالم تفسير الآيات التى اقتربت من المسيحية بنفس المنطق، بلورة وجهة نظر، تجعل القرآن فى خدمة ما يريده.

ولو أن باحثا مجتهدا بعض الشئ، جلس على تراث البابا شنودة، لأخرج لنا كتابا مهما يمكن أن نطلق عليها ” تفسير البابا شنودة للقرآن”… أو ” التفسير المسيحى للقرآن”… وأنا واثق أنه سيكون إضافة مهمة جدا، لكنى أعتقد أن أحدا لن يجرؤ على فعل ذلك، رغم أن المعرفة لا حدود لها، ومن المفروض ألا يكون هناك ما يحجبها، ثم أن ما قاله سجله بالفعل، أى أنه موجود، ولن يضيرنا إذا جمعناه فى كتاب واحد، بدلا من تركه متفرقا فى أحاديثه المسجلة ومقالاته المنشوره، وجلساته التى حضرها من لا يزالون على قيد الحياة.

ستقول وما الذى سيفيدنا من ذلك؟

ويمكنك أن تعتبر أن هذا هو السؤال الثالث.

سأقول لك: ببساطة شديدة، نحن أمام وجهة نظر فى القرآن الكريم جاءت من أرض مختلفة فى المعتقد، لكنها متحدة مع المسلمين فى التكوين الثقافى والوجدانى، وعليه فسنجد فيما قاله البابا شنودة ما يجمع، لا ما يفرق، ستجده يحاول التقريب لا الإقصاء، ستجده يتعمد التركيز على الطيب من الحديث، وينفى تماما ما يجعل هناك فجوة بين المسلمين والمسيحيين.

****

لقد حدثت مشاحنات كثيرة بين البابا شنودة وعدد من رجال الدين المسلمين، وكان الخلاف طوال الوقت على خلفية تناولهم للآيات القرآنية من وجهة نظرهم، وهى وجهة النظر التى لم تكن تتفق مع ما يراه البابا فى هذه الآيات، وقد تحولت هذه الخلافات والمشاحنات إلى صداقات عميقة، ولعل أشهرها علاقة البابا شنودة بالشيخ الشعراوى، عندما جلسا سويا، وتبادلا الحوار تحول الخلاف إلى إتفاق، والخصومة إلى صداقة… بما يعنى أن اتفاقا فى وجهات النظر جرى.

أخرجوا ما كتبه البابا فى تفسيره للآيات القرآنية، وجهة نظره ستكون خطوة على طريق البحث عن العيش المشترك، لقد تشفع لدى المسلمين بكتابهم، لم يكن يؤمن به نعم، لكنه كان يعرف أن المسلمين يؤمنون به، وحتما سيعملون بما فيه… وكانت نظرته ثاقبة، ووجهة نظره متجاوزة الواقع الضيق الذى كنا ولا نزال نعيش فيه.

نرشح لك

محمد الباز يكتب: القرآن السياسى… كيف مدح الشعراوى السادات وكيف قتله (القرآن في مصر 17)

شارك واختار .. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن