محمد حمدى سلطان يكتب: إبراهيم ويسرية ..مش أحلى الأوقات!

( 1 )

– إيه اللى جرالك يا يسرية ؟ إيه اللى حصل ؟ قوليلى عايزة إيه بالظبط ؟ انطقى ، قولى عايزة إيه

– عايزة ريفو يا إبراهيم

– نعم ؟!

– عايزة ريفو ، إيه مسمعتش ؟ نفسى فى ريفو يا إبراهيم ، ومتقولش علبة الريفو ب 55 جنيه وان كيلو كباب أحسن منه ، وانك شايف الكباب هيضيع الصداع أكتر من الريفو

– ودى لهجة جديدة صاحباتك علموهالك ولا البت بتاعة المعادى قالتلك انتوا ازاى عايشين من غير ريفو

– صاحباتى مالهمش دعوة بالكلام ده ، أنا اللى طول عمرى ونفسى فى ريفو .. مفكرتش فى مرة تجيبهولى لا فى عيد جواز ولا فى عيد حب ولا فى عيد ميلاد ولا ان شاء الله حتى فى 6 اكتوبر ، ليه انا مش زى بقية الستات ولا انت مش زى بقية الرجالة

– وهما برضه اللى قالولك ان الرجالة اللى يعرفوهم بيجيبولهم ريفو يا يسرية .. قالولك إيه كمان ها ؟ قالولك إيه كمان الرجالة بيعملوه وانا مبعرفش اعمله

– قلتلك صاحباتى مالهمش دعوة بالموضوع ده

– انا مش هستنى لما صحباتك يخربولنا البيت والبت بتاعة المعادى تتصلى بيها حالاً وتقوليلها مش هتعرفيها تانى

– قلتلك صاحباتى مالهمش دعوة بالكلام ده

– طب عليا الطلاق لانتى طالباها يا يسرية ..

( 2 )

لم يسبق لابراهيم أن شعر طوال حياته بمثل هذا الامتهان ، منذ متى وأصبح مقصرًا الى هذه الدرجة فى حقوق أسرته وواجباته نحوها إلى درجة أن تتشاجر معه يسرية بسبب فشله فى توفير أقراص الريفو ؟ ريفو .. ريفو يا يسرية ؟! كان يحدث نفسه غير مصدق .. يذكر جيدًا أن مشاجرةً مثل هذه بالضبط قد حدثت بينهم منذ أكثر من 10 أعوام ولكن شتان الفارق .. وقتها كانت يسرية ( عايزة ورد ) وهو طلب وإن كان يحمل فى طياته اتهامًا صريحًا له بأنه رجل غير رومانسى او جاد أكثر من اللازم إلا أنه بشكل او بآخر وجد فى كلامها ما يدعو للفخر ، نعم الفخر ، فزوجته لم تشكُ من تقصيره مثلاً فى توفير أى من متطلبات المنزل او احتياجات الأسرة والأولاد .. لقد وجد فى طلبها هذا اعترافًا صريحًا منها بأنه وفر لها كل شىء ، هو رجل يتعب ويشقى ويعمل بالليل وبالنهار ليوفر لأسرته كل ما تحتاجه ، ويبدو أنه نجح فى ذلك لدرجة أن زوجته أصبحت مرفهةً ولم يعد ينقصها سوى الورد وهو أمر وإن كان قد أزعجه ولكنه لم يجرح كبرياءه مثلما حدث الآن وهى تطلب الريفو .. سأل نفسه .. هل تغيرت يسرية أم أن الحياة هى التى تغيرت وغيرتنا جميعًا ؟ منذ وعى إبراهيم على الدنيا وهو يرى الناس فى كل العصور دائمًا ما تشكو من ارتفاع الأسعار ولكن ما يحدث الآن شىء جنونى ولا يُصدق وغير مسبوق .. لا يمكن أن تستقيم الأمور وأن تستمر الحياة بهذا الشكل .. مستحيل .. سيحدث الانفجار فى لحظة ما ، هذا مؤكد لو لم يتدخل أحد ليوقف هذا الجنون ..

دخل إبراهيم أكثر من صيدلية بحثًا عن الريفو ليجده أخيرًا فى واحدة ، اشترى صاغرًا علبة منه بسعر 65 جنيه وليس 55 كما كانت يسرية تعتقد ، فى طريقه إلى المنزل صادفه محل للورود فقرر أن يفاجىء يسرية وأن يذكرها بالأيام الخوالى و ( بأحلى الأوقات )

( 3 )

 

– انا جبتلك الريفو يا يسرية

– شكرًا يا إبراهيم بس إيه اللى مخبيه ورا ضهرك ده

– ده ورد .. فاكرة الورد يا يسرية ؟

– ورد ؟ يا نهار اسود عليا وعلى سنينى السودا .. وده دفعت فيه كام ان شاء الله ؟

– سنينك السودا ! عشان جبتلك ورد ؟! انتى جرالك إيه يا يسرية ؟! نسيتى عايزة ورد يا إبراهيم ؟

– اه نسيت ومش عايزة ورد يا إبراهيم .. مش عايزة ، وعايزاك تحافظ على كل مليم معاك عشان نعرف نعيش فى الأيام اللى ما يعلم بيها الا ربنا دى

– طيب .. حاضر .. انا آسف انى جبتلك ورد

– يا إبراهيم لازم تفهم كويس ان الزمن اتغير ، الحياة بقت صعبة ، فوق يا إبراهيم .. فوق .. الفيلم خلص من زمان وأحلى الأوقات عدت وانتهت خلاص ، احنا دلوقتى فى الواقع .. فى الحياة اللى بجد ، مش فى السيما .. الورد بيبقى حلو أوى فى الأفلام يا إبراهيم ، لكن فى الحقيقة مش هيبقى خايل علينا ، مش هيليق ، احنا مكسورين يا إبراهيم وآخر حاجة ممكن نكون محتاجينها هى الورد ، أنا مش عايزة ورد يا إبراهيم ، مش عايزة ورد

– عندك حق يا يسرية ، عندك حق

– متزعلش من كلامى يا إبراهيم

– لا أبدًا مفيش حاجة تزعل ، المهم احنا مش هناكل ولا إيه

– اه ما انا كنت رايحة اعملك أكل

– انتى لسه رايحة اعملك أكل ، انا جعان ، دلوقتى يا يسرية

– أطلع ارميلك نفسى من فوق السطوح يا إبراهيم

– وتفتكرى كدة هشبع يا يسرية

– رايح فين يا إبراهيم

– رايح لامى .. هاكل عند امى يا يسرية

– أمك لسه قافلة معايا وجاية هى واختك عشان يتغدوا معانا ، مش قلتلك الفيلم خلص من زمان يا إبراهيم

– طيب انا هروح ارجع الورد على ما سيادتك تجهزى الأكل

– مانا كنت عايزة اقولك ان مفيش أكل .. هات معاك أى حاجة جاهزة بقى وانت جاى بفلوس الورد اللى هترجعه

– انا هسيبلك البيت وامشى يا يسرية

– استنا بس يا إبراهيم ، إبراهيم استنا ، إبراهيم ، رد عليا يا إبراهيم

– عايزة إيه من زفت ؟

– عايزة فراخ بانيه يا إبراهيم

– انتى طالق يا يسرية

( 4 )

مع خالص الإعتذار لهالة خليل وهند صبرى والراحل خالد صالح

نرشح لك

محمد حمدى سلطان يكتب : حكومة دييجو سيميونى

بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016

شارك واختار من النجم الأفضل في إعلان فودافون رمضان ٢٠١٦؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن