عبد الله محمد يكتب: دينا ونقابة الموسيقيين

نقلًا عن مجلة “أخبار النجوم”

تسرع مجلس نقابة المهن الموسيقية بإصدار قرار بمنع الفنانة الشابة دينا الوديدي من الغناء، وسحب ترخيص الغناء السنوي الخاص بها دون تحقيق، بعد المنشور الذي كتبته دينا عبر حسابها الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي، يراه الأعضاء انه هجوم منها على طريقة إدارة نقابة المهن الموسيقية، بعد حكم المحكمة بإلغاء قرار الضبطية القضائية، هذا التسرع هو أسلوب النقابة في الكثير من القرارات، وهو ما حدث مع أزمة دينا الوديدي التي ذهبت للنقابة وخضعت للتحقيق وتم قبول اعتذارها، وبالتالي كان من الأفضل للنقابة التمهل قبل إصدار أي قرار لحين إجراء التحقيق ودراسة الموقف واتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.

دينا الوديدي هى مطربة شابة تمتلك لون غنائي خاص بها ساعدها على تحقيق النجاح لفئة خاصة من الجمهور، كانت قد علقت عبر حسابها الشخصي على الفيس بوك بعد الحكم الصادر بسحب الضبطية القضائية من نقابة الموسيقيين انه قرار رائع وقالت انه بلطجة، وهو التعليق الذي أغضب نقيب الموسيقيين ومجلس النقابة، وتم بعده إصدار قرار منعها من الغناء دون التحقيق معها بخصوص ما نسب لها، وهو أسلوب فيه الكثير من التهديد وتكميم الأفواه، لأن تصاريح نقابة المهن الموسيقية ليست منحة من النقابة، ولا أعرف على ماذا استند أعضاء مجلس نقابة الموسيقيين عند اتخاذ قرار بمنع دينا الوديدي من الغناء رغم أن المحكمة نفسها قررت إلغاء قرار الضبطية القضائية، وأنا هنا لا أناقش موضوع الضبطية القضائية بقدر مناقشتي لمنع مطربة دون تحقيق.

أعرف هاني شاكر منذ سنوات طويلة، وأعرف جيدا أنه إنسان وفنان يحمل الحب للجميع، يدعم ويشجع كل الأصوات الغنائية الجيدة، ومنذ توليه منصب نقيب الموسيقيين، أدخل الكثير من التغيرات المتميزة لنقابة عاشت سنوات طويلة في دوامة المشاكل وبين أروقة المحاكم، ليأتي هاني شاكر وينجح في انتشال النقابة من دوامة التخبط، من خلال حرصه على تحسين أوضاع النقابة التي أصبحت بشهادة الجميع متميزة .

لكن وسط الكثير من المميزات التي طرأت على النقابة، نفاجأ في بعض الأحيان ببعض القرارات المتسرعة الغير مدروسة التي تصدرها النقابة وتتعرض بعدها لهجوم عنيف، والهجوم الأكبر يكون ضد هاني شاكر، وهو ما حدث منذ شهر تقريبا عندما تعرض لهجوم دفعه لاتخاذ قراره المفاجئ بتقديم استقالته من منصب نقيب الموسيقيين، ليعدل عن قرار الاستقالة بعدها بأيام، بعد مناشدة أعضاء النقابة، لكن الملاحظ أنه لا يمر شهر في نقابة الموسيقيين إلا ويصدر قرار يحدث ضجة وجدل في الوسط الفني، حتى أنني بدأت أشعر أن هناك من يحاول إشعال الموقف حول هاني شاكر وجعل الأمور غير هادئة في النقابة التي عرفت طعم الهدوء منذ اليوم الأول لفوزه بمنصب نقيب الموسيقيين، حيث نجد قرارات شبه متسرعة وتحتاج دراسة وصياغة بشكل أفضل، وكلنا نتذكر قرار منع المطربات من الظهور على المسرح بملابس قصيرة أو غير لائقة، وهو القرار الذي اختلفت حوله الآراء بين مؤيد ورافض، ونفس الأمر تكرر مع قرار وقف حفل لعازفي الميتال، وما رافق ذلك من جدل كبير دفع هاني شاكر وقتها لتقديم استقالته، وغيرها من القرارات التي يتم بلورتها بشكل متسرع.

لا يمكن إنكار المجهود الكبير الذي يبذله هاني شاكر ومعه أعضاء مجلس إدارة نقابة الموسيقيين، ومنها مثلا مشروع العلاج والذي يمكن أعضاء النقابة العلاج بتخفيضات كبيرة في الكثير من المستشفيات الكبرى، وأيضا مشروع والإسكان الذي تقرر البدء في تنفيذه في مدينة أكتوبر بعد التعاقد مع شركة كبرى لتنفيذه، ولا ننسى مشروع المعاشات التي زادت بشكل كبير، وكلها قرارات جيدة، لكن للأسف تأتي قرارات أخرى متسرعة تشوش على القرارات الجيدة، وتكون النتيجة أن من يتعرض للهجوم دائما هو هاني شاكر وليس أعضاء مجلس إدارة النقابة لذلك أتمنى أن يتمهل هاني شاكر ومجلس النقابة قبل اتخاذ أي قرار.

لا أعتقد أن فنان قدير بحجم وقيمة هاني شاكر يشعر بالسعادة بعد الهجوم العنيف الذي يتعرض له بعد كل قرار تتخذه النقابة بشكل متسرع ودون دراسة، وهو ما حدث مع أزمة دينا الوديدي التي تلقت دعم وتضامن الجمهور بشكل كبير، في نفس الوقت الذي نالت فيه نقابة المهن الموسيقية الكثير من الهجوم، ونال أمير الغناء هاني شاكر الهجوم الأكبر، لذلك أتمنى أن تتمهل النقابة وتدرس قراراتها قبل إعلانها.