هشام المياني يكتب: الدولة جادة فعلا في تمكين الشباب اللي على مزاجها

نقلا عن جريدة المقال

الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بزيارة وصفتها رئاسة الجمهورية بالمفاجئة إلى مقر المجالس التخصصية التابعة للرئاسة، وذلك للقاء مجموعة من الشباب الدارسين بالدورة الأولى للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.

الزيارة كانت مساء السبت الماضي، وحسب بيان الرئاسة فإن هدفها كان التعرف على تقييم هؤلاء الشباب لفعاليات البرنامج التأهيلي ومدى الاستفادة التي حققوها حتى الآن.

لكن الأهم وما توقفت عنده في تفاصيل تلك الزيارة التي أعلنتها الرئاسة هو أن الرئيس أكد خلال لقائه بالشباب الدارسين على جدية الدولة في تولي الشباب للمناصب القيادية وتمكينهم من الاضطلاع بالمسئولية خلال المرحلة المقبلة، مشيداً بما يتمتع به الشباب من حماس وطاقات وقدرات كبيرة تحرص الدولة على تعظيم الاستفادة منها وتوجيهها إلى الطريق الصحيح في خدمة الوطن.

فالرئيس هنا يؤكد جدية الدولة في تولي الشباب المناصب القيادية ولكن لم يوضح لنا الرئيس أي شباب يقصد؟

هل يقصد الشباب الذين سيتخرجون من هذا البرنامج الرئاسي فقط؟

وإذا كان الأمر كذلك فهل هذا يعني أنه لا يوجد شباب مؤهلين لتولي المناصب القيادية في الدولة إلا أولئك الذين تعدهم الرئاسة؟

أم أن الدولة جادة فقط في تولي الشباب للمناصب القيادية ولكن بشرط أن يكونوا حسب هواها ومن صنع أيديها ولديهم الكفاءة حسب تصوراتها هي فقط؟

وهل مصر معدمة من الكفاءات الشابة ولا يوجد بها أي شاب يصلح لتولي منصب قيادي وكنا ننظر وعلينا أن ننتظر هؤلاء الشباب الذين ستصنع منهم الرئاسة كفاءات؟

ثم من يضمن لنا أن من سيتخرجون من هذا البرنامج هم الأكفاء فعلا أو سيكونوا أكفاء أصلا؟
إن الطريقة التي يتم بها اختيار المسئولين في مصر منذ بداية عهد الرئيس السيسي سواء في اختيار الوزراء أو كبار وصغار المسئولين الحكوميين لا تبشر بأن هناك آلية حكومية قادرة على صنع جيل شاب لدية من الكفاءة والقدرة ما يمكنه من القيادة.

ثم أن مسألة لقاء الرئيس بمجموعة فقط من الدارسين وليس كل الدارسين معناه أيضا أنه تم اختيار عدد قليل من إجمالي الدارسين في المرحلة الأولى الذين عددهم قليل أصلا ولا يتجاوز 500 شاب.

ومؤكد أن معايير اختيار من التقى بهم الرئيس لم يكن بينها الأكفأ من وجهة النظر العلمية ولكن من وجهة النظر الأمنية التي تحكم كل من يحيطون بالرئيس وتتحكم في تقييمهم للأشياء.
فقد يكون تم اختيار المطيع للأوامر والمنفذ للتعليمات والذي لا يجادل أو يناقش بل الذي لا يخرج عن النص المعد له لتسميعه كي يحصل على شهادة الدورة الرئاسية التي تقول إنه كفء للقيادة.

يا سيادة الرئيس إذا كانت الدولة جادة في تولي الشباب للمناصب القيادية فعلا فيجب أن تكون جادة في تحمل تبعات ونتائج التجربة وتولي من هم أكفاء فعلا ولو كانوا ليسو على هواها، لأن التجربة أثبتت أنه من هم على هواها لا يقودونا إلى الطريق الصحيح ومن ثم فلا ما نع من تجربة من هم خارج صندوق الدولة ويغردون خارج سربها الأمني، لعل الطريقة المختلفة تقودنا إلى طريق مختلف وأفضل.

اقـرأ أيـضـًا:

هشام المياني يكتب: الحكومة ترتدي طاقية الإخفاء

هشام المياني يكتب: فردية ما “تمشيش” مع الإيطاليين يا سيادة الرئيس

هشام المياني يكتب: مش هنسمعك انت بس

هشام المياني يكتب: هل يتعامل السيسي مع القوانين بكشف الإنتاج؟

هشام المياني يكتب : أمين الشرطة أهم من رئيس الجمهورية عند وزارة الداخلية

هشام المياني يكتب: مصر مفيهاش دستور.. بس فيها جريدة رسمية!

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا