كابوس "الملكة" الأول و الأخير

محمد سلطان محمود

بدأ برنامج “الملكة” وانتهى في أقل من (24) ساعة، وذلك بعد قرار إدارة شبكة قنوات دبي التليفزيونية الحاسم؛ بالاستجابة لردود الفعل الغاضبة التي جاءتها بعد عرض أولى حلقات البرنامج.

فكرة البرنامج الملغي كانت عن التنافس بين مجموعة من المتسابقين للوصول إلي هدف واحد وهو؛ اختيار الشخص المفضل للمطربة أحلام، أو “الملكة” كما لقبها البرنامج.

التنافس يكون عن طريق تكليف أحلام للمتسابقين بمهام واختبارات تقوم من خلالها باستبعادهم واحدًا تلو الأخر، حتى تصل إلى الفائز النهائي، وهي فكرة نجحت في عدة قوالب تليفزيونية أخرى عربيًا وعالميًا، أشهرها برنامج (The Apprentice) بنسخه المختلفة و التي بدأها رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب، وتم تقديم نسخة عربية منه قدمها رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار.

ما عاب برنامج “The Queen” أو “الملكة” هو طريقة تنفيذ الفكرة، والأسلوب الذي تم به تقديم الشخصيات المشاركة في التجربة، سواء المتسابقون أو أحلام نفسها، فشهرة أحلام كمطربة خليجية تعود إلى سنوات عديدة، لكنها في السنوات القليلة الأخيرة بدأت في التحول إلى شخصية تليفزيونية، وذلك عقب انضمامها إلى لجنة تحكيم برنامج Arab Idol.

ومع بزوغ نجمها التليفزيوني، أصبح لدى أحلام قاعدة جماهيرية مختلفة عن تلك القاعدة التي تشكل منها جمهورها كمطربة، متابعون متحمسون لأفعال وتصريحات أحلام، وجيش اليكتروني بدأ في الظهور لخوض معاركها الإعلامية المختلفة، لاحقًا تحولت تلك القاعدة الجماهيرية إلى مجتمع الكتروني ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم “الحلومين”، نسبة إلى أحلام.

اختيار المتسابقين، جاء بأكمله من تلك القاعدة الجماهيرية؛ هؤلاء الشباب المستميتون في الدفاع عن نجمتهم المفضلة، المتحمسون للقائها، أما القالب الذي تم اختياره لتظهر من خلاله أحلام، فهو شخصيتها الإعلامية، تحديدًا في دور الملكة، وهو لقب منحه لها “الحلوميين”.

وتم اختيار مجموعة من المشتركين من جنسيات عربية مختلفة وأعمار سنية تبدأ من 18 سنة وتتجاوز الـ30 سنة، ليشاركوا في الحلقة الأولى التي تمثل مرحلة تصفية المجموعة المتقدمة للمشاركة إلى 12 متسابقا، ليخوضوا مراحل المنافسة في البرنامج.

لماذا رفض المشاهدون البرنامج بعد عرض أولى حلقاته؟

ربما يكون البرنامج مرتبطا بعلاقة أحلام بمحبيها المتطرفين في تعلقهم بها، لكن المشاهدين ليسوا ضمن تلك الفئة التي تدور حولها فكرة البرنامج، فمنذ اللحظات الأولى في الحلقة، تم إلغاء فكرة أن أحلام شخص طبيعي، وتم التعامل معها والتحدث عنها طوال الحلقة كـ “الملكة” أو “الملكة أحلام”.

التذلل وإظهار الاستعداد لتقبل الإهانة كانا هما العنصران اللذان تم التركيز عليهما منذ بداية التصفيات، لإيضاح طبيعة شخصيات المشتركين المتنافسين على التقرب من أحلام.

التصفية الأولى كانت عن طريق تغطية عين المتسابق واصطحابه إلى غرفة مظلمة، وإخضاعه إلى تحقيق قاس على يد محقق غليظ الطباع يستجوبه لاكتشاف مدى ولائه وإخلاصه لـ “الملكة أحلام”، بينما تجلس أحلام على أحد الكراسي خلف المتسابق لتتابع التحقيق وتنظر إلى الكاميرا، لكي تقوم بعدة ردود أفعال حركية على حديث المتسابق مع المحقق الغاضب.

استُجوب المتسابقون، عن ما يروق وما لا يروق لهم في أحلام، وعن مدى استعدادهم للتضحية من أجلها، وهو بالتأكيد شيء لن يستوعبه المشاهد العادي، فما الذي يجعل أيّ شخص يشترك في برنامج للتعبير عن مدى استعداده للتضحية بحياته من أجل أحلام؟، فالمبالغة في إذلال المتسابقين وصلت إلى درجة قيام المحقق بسؤال إحدى المتسابقات عن مدى استعدادها لخيانة الجميع من أجل أحلام، وبدورها أكدت المتسابقة استعدادها لذلك من أجل نيل شرف لقاء الملكة.

بعد سلسلة من اختبارات الولاء، قامت أحلام باستبعاد المجموعة الأولى من المتسابقين الذين لم يلقوا إعجابها، ثم بدأت المرحلة الثانية من التصفيات، حيث أُدخل كل متسابق بمفرده إلى قاعة كبيرة تجلس أحلام في نهايتها على كرسي ضخم يمثل عرش الملكة، لتقوم بسؤال المتسابق عن سبب حضوره، وما الذي يمكنه تقديمه من أجلها، تلك اللقطات صاحبها التعليق الصوتي للمتسابقين وهم يتحدثون عن صدمتهم و عدم تصديقهم أنهم أمام ملكتهم إلى درجة اعتقاد العديد منهم أن الموجودة على الكرسي هي لوحة مرسومة لأحلام وليست الملكة بنفسها، وهو شيء أخر لن يستوعبه أيّ مشاهد للبرنامج، فما الذي يصدم في أن تشترك في مقابلتك لأحلام خلال برنامج تدور فكرته كلها عنها، ربما تكون الصدمة مفهومة لو دخل المتسابق القاعة ليجد نفسه أمام نوال الزغبي أو لطيفة ،حيث يكون وقتها من المقبول أن يتفاجأ بوجود شخص غريب في البرنامج.

لقاءات المتسابقين، مع أحلام شهدت مواقف غريبة، ما بين بكاء فتاة من رهبتها الوقوف أمام أحلام ومسارعتها لاحتضانها، وإعلان رغبتها أن تعمل لديها في أيّ مهمة لكى تكون بقربها، وقيام أخري بالتصريح لأحلام أنها أنقذت حياتها بعدما زارتها في أحد أحلامها و طلبت منها التمرد على حياتها.

أحلام أكدت في تلك الفقرة أن البرنامج لا يتعلق بها كفنانة بقدر ما يتعلق بها كشخصية إعلامية تهتم بمدى ما يمكن أن يضيفه المتسابقون لإطلالتها وتنظيم أعمالها، بينما لم تبد اهتماما عندما أخبرتها إحدى المتسابقات التي تعمل كمطربة أنها لا تحفظ لها سوى أغنية واحدة.

بعد انتهاء اللقاءات الفردية قامت أحلام باستدعاء المتسابقين في مجموعات، لإبلاغهم بمن تم قبوله أو استبعاده، ومنح المقبولين خاتما ذهبيا أطلقت عليه “الخاتم الحلومي”، يرتديه المتسابقون طوال فترة مشاركتهم في البرنامج.

ثم انتقل المتسابقون إلى أماكن إقامتهم، حيث تم تقسيمهم إلى شباب وفتيات، يقيم كل منهم في إحدى الفيلات، ويقومون بالالتقاء في مكان مشترك، للمناقشة خلال مراحل المنافسة، لتنتهي الحلقة الأولى، وتصنع حالة من الغضب والاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، من المشاهدين المصدومين من كم الإهانة التي تعرض لها المتسابقون، وطريقة تقديم البرنامج، التي تضع أحلام في إطار غير مألوف كشخصية مميزة عن الأخرين، إلى درجة التنافس و التضحية للتقرب إليها، وهو ما يختلف تمامًا مع الصورة التي اعتاد الجمهور عليها من أحلام كمطربة أو كشخصية إعلامية عُرف عنها العفوية والمزاح مع الجميع.

حملة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تستغرق سوى ساعات، لتصل إلى هدفها، وشارك فيها بعض من الإعلاميين مثل الكاتبة اللبنانية نضال الأحمدية، التي غردت قائلة “شاهدت القليل، وإلى المسؤول: من فضلك توقف عن إهانة الشباب العربي وإذلاله واستغلال مشاعره وجعله عبداً يسجد لأحلام”، بينما قال الإعلامي جمال بوشقر، المذيع بقناة “أبو ظبي” :”للأسف كيف مرت فكره البرنامج مرور الكرام على القائمين على مؤسسة دبي للإعلام- دبي تستحق منكم إعلام أفضل”، وغرد الإعلامي أحمد اليماحى، المذيع بقناة أبو ظبي، :”شتان بين يتنافس للذود عن راية الحق في ميادين العز وبين من يتنافس ليصبح رفيق الملكة !!”

في البداية لم تتقبل أحلام، وقامت بالحديث عن الحاقدين والغيورين الواقفين خلف تلك الحملة التي لن تهتز لها، كما قامت بإعادة نشر عدة تغريدات للصحفية الكويتية فجر السعيد دعمتها فيها، لكن قرار مؤسسة دبي للإعلام كان سريعا، وتم إعلان إيقاف البرنامج من خلال تغريدة على حساب المؤسسة بموقع “تويتر” جاء فيها: “نزولاً عند رغبة المشاهدين ومراعاةً لمطلب الجمهور، تعلن قناة دبي عن إيقاف بث برنامج #ذا_كوين”، بينما لاتزال أحلام تواجه هجمات شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي، من المشاهدين الذين مازالوا يشعرون بالغضب تجاه ما جاء في محتوى البرنامج، رغم إيقاف عرضه.

ؤرلاى

ءؤرلا

 

ءؤرلاىة

1بلاىةىلا

7كمنت

جحمن

فغعم

بلاتز

اقرأ أيضًا:

مخرج بماسبيرو يشكو من “العنصرية”

إلهام شاهين ترد على اتهامات غادة إبراهيم

طوني خليفة: لهذا أرفض دخول ابني الإسلام

يوسف فوزي.. الفنان الذي جسد مشهدًا تحول لحقيقة

ظافر العابدين يكشف سبب ظهوره عاريًا في فيلم بريطاني

بالفيديو.. أول ظهور لمحرك شخصية آبلة فاهيتا

الشناوي: عادل إمام “مكسوف” من مهنة والده

مشاري العفاسي قريبًا في دويتو مع “فضل شاكر”

أول حصر لتبرعات السيسي لصندوق تحيا مصر

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا