نشوى الغندور تكتب: هلاوس سمعية وبصرية في "دوامة" الشحرورة

أغنية الدوامة للشحرورة صباح هي أغنية نعشقها جميعاً وهي تصور حالة التخبط والأمراض السيكولوجية التي وقعت فيها الفتاة السيكوباتية بطلة الأغنية وذلك بعد أن رأت حبيبها مرة واحدة فقط وحتي أنه لم ينتبه أصلاً لوجودها ورغم ذلك تتهمه بخطف قلبها مع سبق الإصرار والترصد ، وهذا يتنافي كلياً مع ما سيرد لاحقاً من كلمات الأغنية حيث سيظر قلبها ويتبين أنه لم يخطف بل وسيجري حوار مع عقلها أيضاً!!

         بقي هو الحب يا ناس ممكن بالشكل ده يعمل مابداله

        أنا شوفته مره مافيش غيرها وماكنش حتي واخد باله

       والمدهش إنه خطف قلبي ومبسوطه وراضية وسكتاله

لكن الفتاة مع هذا الإنبساط والرضي بدأت تحس بدوار شديد كأنها تلف في دوامة ، بعدها مباشرةً ظهرت عليها أعراض سيكولوجية مختلفه لكنها كانت خطيره جداً ..

             أصحي باليل من غير داعي علي صوت من جوه بينده لي

أفرك في عنيه وأقوم خايف الاقيني قصاد قلبي وعقلي

العقل يقول سمي ونامي والقلب شفايفه تودودلي

بدأت هذه الأعراض السيكولوجية بالكوابيس والهلاوس السمعية والبصرية

حيث تستيقظ الفتاة من نومها في عز الليل خائفة مرتعدة علي أصوات خفية في البداية لا تعرف مصدرها لكن سرعان ما تهاجمها الهلاوس البصرية أيضاً فتجد نفسها أمام كائن غريب يشبه “كرعون” بطل المسلسل الكرتوني سلاحف النينجا وعرفت بعد ذلك أن هذا الكائن هو عقلها بينما يظهر  إلى جواره كائن آخر يرتدي ثوب أحمر ويمسك بيده “دبدوب”عرفت بعد ذلك أنه قلبها ، وبينما كان هذا الأخير يحدثها عن الحب والحبيب والغيره والشوق والسهاد وغيره من أحاديث العشق والهوى ، كان كرعون أقصد عقلها يصرخ بها قائلاً:

” إتلمي يابت ونامي أحسن لك بلا حب بلا كلام فاضي ” فتنظر إلى قلبها فتجده يلوح لها بالدبدوب ويذكرها بالفلانتين والتمشية مع الحبيب على كوبري قصر النيل وحديثهما الساهر عبر الهاتف حتي الصباح وإقفل لأ إقفلي إنت الأول وفجأة تنتبه على صرخة أخرى من كرعون “اللي بيقوم بدور عقلها ” في الهلاوس ، وهو يذكرها باللوعة والخيانة والهجر وفواتير الهاتف ومصاريف الهدايا والورد والدباديب فتعاود النظر بحزن إلى قلبها مرة أخرى لتجده مازال يلوح لها بالدبدوب وفي يده الأخرى سهماً وقوس ، وهكذا تقضي ليلها في تلك الهلاوس السمعية والبصرية ، وفي الصباح بينما هي تجهز نفسها للخروج مرتدية ” الحته اللي على الحبل” تظهر عليها علامات مرض سيكولوجي آخر وهو النرجسية ..

       أمشي في السكة أشوف نفسي كده حلوة وروحي عجباني

       وأتمنى أقابله ولو صدفة ويشوف تسريحتي وفستاني

        وأكلم نفسي واقول يمكن شافني وعينيه مش عارفاني

ويصحب هذا الإحساس الطاووسي النرجسي بعض الهذيان عندما لا تتحقق رغبتها في أن يراها الحبيب وهي تختال بشعرها وفستانها فتبدأ بفتح حوار مع نفسها .. شافني ، ماشفنيش ، عرفني ، ماعرفنيش ،طب شافني وماعرفنيش ولا شافني وعرفني وبيستهبل ؟!!

وساعات أحلامي تضحك لي بحاجات ما انكرش إنها حلوة

         وأشوف خيالات لو اسجلها كنت أكتب في اليوم ميت غنوة

         وساعات الضحكة الاقيها غرقانة في دموع الشكوي

وهنا يبدو أن الفتاة قد وصلت إلى حد الخيالات والتهيؤات وأصبحت نتيجة لذلك متقلبة المزاج أيضاً حسب نوع الخيالات التي تراها فإذا رأت الحبيب على حصان أبيض يخطفها ويجول بها وسط الحدائق والزهور فرحت وودت لو تكتب في ذلك الشعر والأغاني الرومانسية ، وإذا رأت الحبيب راكب

توك توك وهي محشورة جنبه وبيلف بيها الحارات الضيقة والشوارع المكسرة وبيعمل غرز بين السيارات في الشارع الرئيسي بكت وودت لو تكتب في ذلك المواويل الشعبية وأغاني المهرجانا

وحالات من النوع ده كتير يا ما

      بتلف معايا في دوامة

وأنا أصلي بحب الدوامة !!

وهنا إعتراف صريح وواضح ومباشر من الفتاة أن هناك حالات سيكولوجية كثيرة تمر بها وتلف معها في دوامة لا يمكن الخروج منها حتي أنها أعتادت تلك الحالات وأحبت هذه  الدوامة !!

ووصول الفتاة لهذه المرحلة يستدعي حتماً الذهاب إلي ” المأذون ” وهذا بالفعل ما حدث في نهاية الفيلم ” الأيدي الناعمة ” حيث غنت الشحرورة هذه الأغنية السيكوباتية الجميلة ..

https://www.youtube.com/watch?v=3Su-85jvG38

لمتابعة الكاتبة علي الفيس بوك من هنـــا

اقرأ أيضًا:

نشوى الغندور تكتب: المغنالوجيا والإبداع الترالالي (٢) آه لو لعبت يازهر

نشوى الغندور تكتب : المغنالوجيا والإبداع الترالالي (١) حكيم عيون 

نشوى الغندور تكتب: شهادتي على الثورة

نشوى الغندور تكتب: لقاء السراب بين فجر السعيد وأحمد موسى

نشوى الغندور تكتب : توك شو … سكوت … هنصّوت

نشوى الغندور تكتب : التوقعات المرئية لنجوم الشاشات المصرية

نشوى الغندور تكتب: السلطة الخامسة تسعى والحكومة عليها إدراك النجاح

نشوى الغندور تكتب: فتاوي القهاوي

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا