محمد حسن يكتب: "بص العصفورة"

الجميع يعلم نظرية “بُص العصفورة”، استخدمت تلك النظرية في البداية للأطفال الصغار لكنّها سرعان ما فشلت مع الصغار لتنتقل إلي الكبار! وهب الله الأطفال ذكاءاً حاداً يُمكنهم من مقابلة الصعاب والمشاكل التي تواجههم في الصغر والتغلب عليها، لقد اكتشف الأطفال بسرعة مدهشة أنه ليس هناك عُصفورة، لكن من الواضح أن الكبار من كثرة التمثيل والخداع انقلبت عليهم النظرية من باب انقلاب السحر علي الساحر.

الجميع الآن يتفنن في تلك النظرية، إلا أن الإعلام المصري يبدو مُدهشًا في تطبيقها، الأمر لم تعد خطورته قاصرة علي مجرد إلهاء البُسطاء عن القضايا الأساسية، لكن الأمر تعدي إلي تجريف الشخصية المصرية، تعدي واضح وتغول علي الأخلاقيات والسلوكيات، الأعجب أن الفوضي الإعلامية ظاهرها الفوضي المُطلقة إلا أن باطنها الفوضي المنظمة المُخططة؟!

“منع فيلم حلاوة روح، وعودته وإستقبال منتجه إستقبال محمد الفاتح “السلطان الذي نجح في فتح القسطنطينية بعد أحد عشر قرنا “، برنامج “الراقصة” والجدل المُصاحب وظهوره علي الشاشة، وصولًا إلي الحلقة الشهيرة للإعلامية ريهام سعيد” ،

هل وصلت الفكرة؟

ما هذا الإبهار؟ أمر عجيب من الفوضي ربما أكثر قوة من فوضي الجراد في المساحات الخضراء! ، لن تجد مع الإعلام الأن قضايا مكررة، الإعلام متجدد، كل يوم قضية وكل يوم فضيحة وكل يوم كارثة، شئ ربما يفوق السحر أو الخيال، من الذي يقوم “بتفنيط الكوتشينة”؟

العُصفورة يتم إعادة إنتاجها يومياً بشكل مختلف، الاف المرات ربما إعتماداً أصيلا علي جملة الخال الأبنودي “يا عم اقعد بسّ واشرب شاى، الدنيا ماشيه وشعبنا نسّاى والبركة فى الشاشة وفى الجرانين” ، من يُدير هذا السيرك العجيب؟!  من يرعاه؟! من يرفع هذا ليتصدر “التريند”، ومن يقصيه مباشرة الي أطول Week end؟! ، كيف كان باسم يوسف وريم ماجد ويسري فودة أبطال الجُزء الأول من مسلسل الثورة، وكيف اختفي الثلاثي عن الأضواء دون أن يشعر الجميع؟!

سنجلس سوياً لنطرح ألف سؤال، لكن لن نجد إجابة واحدة صريحة من منتج العمل؟! ما الهدف من تلك البرامج ؟ ، ما الفائدة من أن يظل الاف والملايين مرعوبين وفارقهم النوم بسبب حلقة عن الجن ؟! هل كان عقاباً ربّانيّاً لأنهم تابعوا تلك الحلقة؟ أم عقابا كونياً، أم أن الجن أراد يُعاقب الجموع التي شاهدتها؟  وهل يعلم هذا الجن السافر أن المصريين يتلقوا العقاب اليومي بكافة أنواعه؟ هل تخيّل هذا الجن محطة مترو “الشهداء” يوم الخميس مثلاً في السادسة مساءاً مع نسبة 70% من الركاب لاتستخدم أي نوع من مزيلات العرق؟!

في كل الأحوال سواء كنت تراها فوضي منظمة أو مطلقة، أو كنت مقتنع أن هذا السيرك له صاحب أو أنه مات منتحرًا أو غريقًا، وأخذت زوجته ال 5 الاف تعويض، اليك كلمة: هل ستظل أسير تلك الفوضي، لماذت تظل الوعاء الذي يستوعب كل الهراء؟  لماذا تصدق تلك الأشباح، لماذا أصبحت تشعر بانتصار داخلي وأنت تري المعارك الفضائية اللا أخلاقية حين ينتصر من تعتقد أنه الحق، علي الرغم أن الكل علي باطل؟ لماذا تظل النقطة الأضعف، لماذا أصبحت تسير بلاتوقف دون تقييم؟

أرجوك فكر جيداً قبل أن تتسرع في الرد، إن وجدت!

إقرأ ايضا

محمد حسن: رحلة إلى الإعلام

لمتابعتنا عبر تويتر اضغط هنا

لمتابعتنا عبر الفيس بوك اضغط هنا