هيثم محمد يكتب: قبل الشروع في النووي يا سيادة الرئيس

أيام بعد توقيع اتفاقية التعاون النووي وانشاء محطة الطاقة الذرية في الضبعة .. مرت بذهني الكثير من الاسئلة بعد عديد من القراءات والتحليلات التى اخذ هؤلاء بوصفها اعظم انجازات مصر الحديثة وبين هؤلاء الذين شككوا في امكانية امتلاك مصر لهذا النوع من الطاقة المستمدة من التكنولوجيا المتطورة.

وحيث ان جميع من لديهم شكاوى لا يسئلون فيها الا السيد رئيس الجمهورية بسبب عدم قدرة المسئولين في الحكومة على الاجابة على استفسارات المواطنين بسبب اشياء لا يعلمها الا الله.

فإني اتساءل … سيادة الرئيس هل تستطيع مصر بالفعل امتلاك مفاعل نووي بدون علماء قادرين على ادارة وتطوير المشروع مع الخبراء الاجانب منذ اول يوم لانشائه وحتى تشغيله وبدأ توليد طاقة منه.

مصر تعاني من تدهور وانهيار تعليمي احتلت فيه المركز الـ 118 عالمياً في جودة التعليم الابتدائي والتى حوت فصوله على ما لا يقل عن 80 تلميذ وصولاً الي مجاميع الدروس الخصوصية في مراحل الاعدادي والثانوي وصولاً الي الجامعات والتى تقوم في الاساس على الحفظ والتلقين لا على البحث والتفكير ناهيك عن التعليم الفنى الذي هو في مصر عبئ ليس اكثر.

فهل نستطيع كدولة افراز علماء بدون علم في ظل تلك الظروف التعليمية المريرة؟!

ان ما يعاني منه الشعب المصري من قصر ذات اليد التى لا تطول الا الفتات يجعلني اتشكك في اي مشروع جديد دون ايجاد حلول حقيقة لمشاكل حياتية بسيطة يعاني منها المواطن. تعاقبت الحكومات وتواصلت تصريحات المسئولين دون انقطاع عن تطوير وتنفيذ واستصلاح وتمكين وازالة وبناء في كل مناحي حياتنا ولكننا كمواطنين لم نجد من هذه التصريحات الا صدى اصواتهم بتردد عالياً في فراغ الوطن.

سيادة الرئيس … كنت اتمنى قبل الشروع في ذلك المفاعل النووي ان اجد طرقاً بلا حوادث حاصدة للارواح يومياً سالت بسببها بحور من دماء الابرياء اهمها دماء الاطفال … زهور الحياة التى دعست وهي في طريقها الي محراب العلم وفي النهاية عامل التحويلة هو السبب …

كنت امني نفسي بمواصلات عامة آدمية يستطيع كل انسان مهما كان وضعه الاجتماعي والمادي ان يستخدمها دون تمييز طبقي … تطوير حقيقي يرفع ترتيب مصر من دولة في المركز الاخير عالمياً على مستوى المعيشة الي دولة قادرة على توفير حياة كريمة لكل فرد على ارضها…

كنت ابحث عن دولة قادرة على ضبط الاسعار ومحاسبة الجناة ومحاربة لكل ما هو فاسد في كل المجالات … دولة قائمة على الزراعة والصناعة والعمل لا على استيراد ابسط احتياجاتنا اليومية.
مصر يا سيادة الرئيس غير قادرة على تدوير الاف الاطنان من القمامة والنفايات التى هي كنز ان تم استغلاله … مستشفياتنا يموت فيها المرضى من المواطنين بسبب قلة الامكانيات او بسبب تشخيص خاطئ من طبيب غاب عنه العلم الحقيقي.

كنت ابحث عن قانون يطبق بلا تمييز وشعب يحترمه ويلتزم بتعاليمه، تكافئ فرص في التوظيف تكون على اساس الخبرات لا على اساس المحسوبيات (في القطاع العام) بالاضافة الي قانون عمل يحمي رب العمل والاجير (في القطاع الخاص).

كنت اتمنى ان ارى بعيني عودة زراعة القطن طويل التيلة وتصنيعه وتصديره الي العالم.
كنت اتمنى ان يرتفع دخل دولة بها ثلث آثار العالم الي اضعاف مضاعفة وقفت عاجزة على جذب سياحة خارجية من كل اقطار الارض واعتمدت سياحتها على دول لا يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة … في حين انشأت الصين نموذج ابوالهول ليقف على ابوابها سياح من كل فج عميق.

كنت اتمني ان لا ارى جموع بني وطني حاملي وثائق سفرهم يتكففون على ابواب سفارات دول العالم طالبي الرزق.

كنت اتمنى ان ارى مصر تقدم يد العون الي العالم من جديد كما انقذت الشعب البلجيكي من الجوع والمرض ابان الحرب العالمية الاولى بهبة مالية قيمتها 500 الف فرنك فرنسي اعطاها الشعب المصري الي نظيره البلجيكي.

او ان ارى جموع من الشعب الياباني تزور القاهرة للوقوف على الحضارة المصرية العظيمة كما فعل اليابانيون سنة 1862 حيث ارسلت اليابان بعثة من الساموراي لتزور عدة دول بينها مصر للوقوف علي مقومات نهضتها وتستفيد من تجارب الآخرين…

سيادة رئيس الجمهورية … اتمنى ان ارى مصر كما تعلمتها في كتب مدرستي ام الدنيا ولكن بحق.

 

يمكنك قراءة المراجع من هنا 

للتواصل مع الكاتب  عبر الفيسبوك

اقـرأ أيـضـًا:

هيثم محمد يكتب: سياسة ساخرة .. جمهور حقيقي

أديب يتصالح مع خالد صلاح: شيطان وراح

“خناقة” غير مسبوقة بين خالد صلاح وعمرو أديب   

رئيس الزمالك يرد على جوزيه بوصلة سباب

صورة أحمد موسى المثيرة للجدل “مش فوتوشوب”

المراسلة التي غنى لها عدوية : التعليقات سخيفة !

“أستاذ” محمد صبحي.. مايصحش كده!!

مواقف و طرائف حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى

عادل إمام يحرج مراسل قناة المحور على الهواء

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا