خالد توحيد يكتب: بيت لن أتوقف عن محبته.. أبدًا

نقلا عن “الأهرام الرياضي”

كنت واحدًا من أولئك الذين عاشوا معنى أن تدفعك المقادير إلى الفوز بجائزة فى عالم الصحافة، أعرف جيدًا كيف يكون إحساس صاحبها.. وأعرف ــ أيضًا ــ ماذا تصنع به هذه الجائزة فيما بعد الحصول عليها.. نيل جائزة مهنية، هو من اللحظات الاستثنائية المبهرة فى حياة كل من يعمل فى عمل إبداعى، ولكننى لست هنا فى موضع الحديث عن هذا الإحساس، وكيف يشعر من ينال جائزة فى مهنته.. هذا ليس موضعه، رغم أن وصف الإحساس ليس صعبًا، ولا عصيًا، حيث اكتسبت خبرة غير قليلة باعتبار أننى عرفت هذا الإحساس بدلا من المرة مرات، ولكن ما يعنينى هنا هو وصف إحساس آخر مختلف تمام الاختلاف، إحساس من يكون مسئولا عن كيان، ويحصل واحد من أبناء هذا الكيان على جائزة صحفية! هل يمكن أن يشعر بالسعادة؟ هل تساوى أحاسيسه نفس الأحاسيس التى شعر بها وهو يفوز بالجائزة لنفسه؟ الحقيقة أن هذا ما جرى معى قبل أيام قليلة، بعد أن تلقيت اتصالاً هاتفيًا مساء أحد أيام الأسبوع الماضى، وقبل أن أنطق بكلمة جاءنى صوت الطرف الآخر دون مقدمات: مبروك.. أخذتنى الدهشة للحظات، فلم أكن أترقب أى بشرى فى هذا الأمر أو ذاك، ورغم ذلك وجدت نفسى أرد الرد المتعارف عليه فى مثل هذا الموقف، وقبل أن أضيف كلمة واحدة عاجلنى الصوت القادم من الجانب الآخر: الأهرام الرياضى اكتسحت جوائز التفوق فى المسابقة السنوية التى تنظمها نقابة الصحفيين.. وما هى إلا لحظات كنت أحاول فيها استيعاب ما قيل، حتى بادرت المتصل: مين؟ فراح يروى الأسماء واحدًا واحدًا، وفى ذات اللحظة كنت مثل من انقسم إلى جزأين.. أحدهما يستمع لما يقال له من الصوت القادم عبر الهاتف، والآخر يسرح بعقله بعيدًا مسترجعًا تلك الأحاسيس التى عاشها حين نال جوائزه الصحفية، سواء من نادى دبى للصحافة، الذى يقدم أرفع جوائز المهنة فى العالم العربى، ومن نقابة الصحفيين، التى تعد جوائزها وسامًا رفيعًا على صدر من ينالها.. وبكل صدق أقول معترفًا إن البهجة التى تحتويك لحظة الفوز، هى نفسها التى شعرت بها حين نال الجائزة زملائى عاطف عبدالواحد، وعبدالمنعم فهمي، ومحمد البنهاوى، لم يختلف الأمر بالمرة، بل ربما هو إحساس جديد لمعنى النجاح، تمامًا مثل أن يحقق اللاعب بطولة مع زملائه فى الفريق، ثم يأتى اللاعب نفسه ليحصل على البطولة ذاتها، وهو يتولى الفريق الذى انتمى إليه، وأخلص له عبر حياته كلها.. هى نفس السعادة، نفس البهجة، نفس الاعتزاز بما تحقق، لا فرق بالمرة.. بل ربما يزيد، فنحن حين حققنا النجاح فى حياتنا يومًا ما، يمكن أن تفوق السعادة التى ستشعر بها.. حين يتعلق الأمر بأولادك، وهؤلاء الشباب هم فى مثل هذه المرتبة، ونجاحهم نجاح للأهرام الرياضى.. المجلة التى لم تكن عندى وظيفة، ولا مكانًا للعمل، الأهرام الرياضى كانت ــ ولا تزال ــ فى مرتبة ومكانة البيت، الذى عشت فيه عددًا وفيرًا جدًا من سنوات عمرى، وتعاملت مع المكان بمثل ما أفعل بين جدران منزلى، ولا تندهش حين تعرف أننى لم أتوقف يومًا عن المرور على غرف المجلة لأطفئ أنوارها حين أجدها خاوية ولا يشغلها أحد، ولا تندهش كذلك حين تعرف أننى أطفأت أنوار مكتبى كلها لأنها أزيد كثيرًا من متطلبات المكان، وتركت 4 لمبات فقط، هى كل المطلوب، هذا ما أفعله فى بيتى بالحرف.. دون زيادة أو نقصان، فالإحساس لا يختلف من مكان لمكان، والأمانة لا تتجزأ بين مقر عمل أو بيت للسكن، والمبادئ لا تتغير ما بين العام والخاص.. عليك أن تكون أنت أينما ذهبت، وكيفما فعلت.

لقد شعرت بوافر من الفرحة والبهجة والامتنان، فقد كانت جوائز عاطف وعبدالمنعم والبنهاوى تكفى تمامًا، فهو جهدهم مائة بالمائة ولا فضل لأحد فيه، وهم أصحاب الفرح كما يقولون، أما أنا فيكفينى فخرًا ما حققه الزملاء الأعزاء، ويزيد الفخر حين علمت أن من لم ينالوا الجوائز، باعتبار أن الجائزة لمركزين فقط.. الأول والثانى، كانوا أيضا من الأهرام الرياضى، أى أن الخمسة الأوائل كانوا من الأهرام فى عمل أقرب للاكتساح..

أخيرًا.. كلمة لابد منها، كنت أتمنى أن يفوز محسن لملوم بجائزة بجانب الجوائز الثلاث، فقد قدم العام الماضى واحدًا من الخبطات الصحفية الحقيقية التى لا تتكرر كثيرًا، حين أجرى حوارًا مع نجم الكرة العالمى “كريستيانو رونالدو”.. كان يستحق بالفعل، ويستحق أن أقول له مبروك.

……………………………….

** إذا كان اتحاد الكرة.. والشركة الراعية له.. ينفيان مسئوليتهما عن تنظيم المؤتمرات الصحفية المخجلة، التى تقام عقب مباريات الدورى، وينكران أى علاقة بهذا الأمر، فأنا إذن المسئول، وأنا من يتحمل مسئولية مشهد العار المخزى للترابيزة والثلاثة كراسى الموضوعة خلفها.. “حاجة وضيعة جدًا” لم يصل مستواها ولو لترابيزة بشمسية لسمسار عقارات فى المهندسين!

واضح أنها فعلا مسئوليتى أنا باعتبارى لست عضوًا فى اتحاد الكرة، ولا أدير شئونه، وليست لى أى علاقة به.. لا من قريب ولا بعيد، ولست كذلك صاحب حقوق رعاية، ولا وصاية، ولا أى شىء من أى نوع!

طبيعى أن ينفى الكل علاقته بتلك المؤتمرات العار.. فعلاً عار، لأن الناس لا يعرفون من علاقتها بكرة القدم سوى الحصول على المال، والمناصب، والشهرة، ويتركون للجمهور الحزن، والحسرة، والاحتقار للكل!

فشلة عصاميون.. عاجزون عن أى عمل، وعن أى نجاح!

اقـرأ أيـضـًا:

إبراهيم عيسى للسيسي: لن نسمح بأكثر من مدتين للرئاسة

9 تصريحات جريئة لمجدي الجلاد أبرزها: الإبراشي يقدم إعلام “خناقات”

بيان شديد اللهجة من CBC ضد مرتضى منصور

5 محطات أدت إلى توقف ترام هاني المسيرى

من هو “رجل الثلاجة” ضحية أمطار الإسكندرية؟

أحمد مرتضى منصور: 6 إبريل وراء انتشار فيديو “الألفاظ الخارجة”

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا