معتز نادي يكتب: ماذا لو أصبحت "السوشيال ميديا" باشتراكات؟

تخيل حضرتك في يوم مشمس على خفيف وهواء منعش، تمسك هاتفك الذكي لتبدأ تصفح حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، فتجد رسالة مسجلة.. عليك دفع قيمة الاشتراك لتبدأ رحلتك.

ويصبح نشر أي نص أو صورة أو فيديو أو حتى المشاركات والإعجابات وما لديك من نشاطات كلها مرهونة بدفع هذا الاشتراك.

تخيلت؟

ماذا ستفعل وقتها؟

تخيل أن المتابعين والمستخدمين السابحين في فضاء تلك المنصات قرروا عدم دفع أي اشتراكات.

بالتالي.. ماذا سيحدث؟

وأنت تفكر في الإجابة وتتخيل السيناريوهات التي تفقد فيها منصات التواصل الاجتماعي غياب ما يزيد على نشاط نحو 5 مليارات من الحسابات.. ولو عندك رقم شارك تفاصيله في التعليقات.. والمعلومة خليها من فضلك "مش انبوكس".

ستأتيك العديد من المشاهد منها مثلًا انقراض "الانفلونسرز" بسبب غياب متابعيهم.

وببساطة لن تصادفك مشاهد مراجعات الطعام التي باتت وكأن "الفودد بلوجرز" في سباق ماراثوني لتزويدك بما لذ وطاب من إجابات قبل اختبار هذه الوجبة بحلوها ومُرها.

ولن تجد مقاطع الطبخ من محمر ومشمر ومحاشي وطيور ولحوم ودواجن ولا بث مباشر مفتوح على أي كلام.

وأحبك أن تتخيل أيضًا أنك لن تجد طوفان "البودكاست" الذي ترك المايكروفونات وحدها وقرر أن يصطحبها أصحابها إلى الشاشات فأصبح الجدل.. هل هي "بودكاست" ولا "فودكاست" ولا "فيديو كاست"؟

وقبل أن تطير بيديك وتعمل cut سيسجل أصحاب البودكاستات "الهبيدة" غياب.. ومعهم اللجان بتحفيلهم وتطبيلهم.

كما أن المجموعات التي تتكاثر على الواتساب بمنتهى السهولة ستصبح في طي النسيان.. وقد تلمح من بعيد فرحة أحدهم بغياب "جروبات الشغل".. وآخر لا يريد "جروب السكان".. وثالثهما يبحث عن أي "جروب" لا يريده ويخرج منه بمنتهى السلاسة ودون إحراج.. فمن يريد أن يصبح الأدمن أو المدير على تلك المجموعات عليه دفع قيمة الاشتراك.

لن تأتيك اللينكات أو الروابط التي يرميها أحدهم عليك عبر الدردشات ويجري مسرعا دون سلامات.

لكن.. ربما تستثمر البنوك تلك الفرصة وتفكر في عمل عروض مغرية بهدف فتح الباب أمام الاقتراض وتوفير دفعات ميسرة من أجل الحصول على قيمة الاشتراك بشرط استيفاء الشروط لضمان السداد.. وهي ضمان حضورك في أي ترند وعدم انصرافك إلا لترند جديد وبشهادة وإمضاء 1000 متابع مع 1000 شير.. و1000 تحية لأفكارك الخيالية.

نرشح لك: الرسامة الألمانية عن مقاضاة مها الصغير: اعتذارها مهما وأؤمن بالمغفرة