الفضائيات وانتخابات البرلمان: كثير من التحليل.. قليل من البث المباشر
فاتن الوكيل
بعد خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، والذي دعا فيه المصريين للمشاركة بقوة في الانتخابات البرلمانية، اعتبر البعض أن الخطاب “أمر روتيني”، نظرًا لأهمية هذه الخطوة في طريق خارطة المستقبل، التي أُعلنت يوم 3 يوليو، نتيجة لثورة 30 يونيو، بينما نظر البعض الآخر على أنه “نداء استغاثة” من السيسي للشعب، ويدل على قلق الرئيس من ضعف المشاركة، والخوف من أن تظهر اللجان في القنوات الفضائية خاوية.
مع اللحظات الأولى لفتح المقرات الانتخابية احتل مشهد تواجد السيدات كالعادة البث المباشر للفضائيات المتواجدة أمام اللجان، بالإضافة إلى كبار السن، حتى في المحافظات التي شهدت إقبالًا ضعيفًا، وهو ما أكده عمر مروان، المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، الذي أشار إلى أن نسبة إقبال السيدات 4 أضعاف الرجال، بينما أغلب من توجهوا للانتخاب حتى الآن، من هم فوق سن الـ 61.
الطوابير الانتخابية اختفت من الشاشات في معظم المقرات الانتخابية، إلا أن القنوات نقلت بثا مباشرا من أمام اللجان في العديد من المحافظات مثل الاقصر والبحيرة ودوائر العجوزة وامبابة بالجيزة بالاضافة الى الفيوم وسوهاج وغيرهم من محافظات المرحلة الاولى.
مراسل cbc extra استعرض خطوات عملية للتصويت، حيث قام بتمثيل دور الناخب من إحدى لجان محافظة الجيزة، كما سجل لقاءًا مع المستشار المتواجد باللجنة.
زاحم الخبر الكئيب عن وفاة الأديب الكبير جمال الغيطاني، أخبار الانتخابات، عن طريق الشريط العاجل، وذلك مع الساعات الأولى لفتح اللجان، كما عُرضت أخبارًا عاجلة أخرى مثل تفقد الفريق صدقي صبحي، وزير الدفاع، للقوات في سيناء، بالإضافة إلى الأخبار والتصريحات المتتالية من اللجنة العليا للانتخابات.
الوضع في قنوات ontv، وcbc extra، وmbc مصر، والنهار اليوم، و TeN لم يختلف كثيرا، فالتغطية مشابهة إلا حد ما، حيث كثفت القنوات من تواجدها أمام اللجان، مع الساعات الاولى للصباح، وعرضت الكثافات إما العالية او المتوسطة أمام اللجان من قبل السيدات، وتطلب ذلك تقسيم الشاشة إلى عدة أقسام لتغطية كافة المحافظات، ومع هدوء حركة الناخبين، ووصلوها إلى درجة الضعيفة، بدأت الفضائيات في العودة إلى الاستوديو لتحليل المشهد الانتخابي، وعقد اللقاءات مع المحافظين والمسئولين بالعليا للانتخابات، بالإضافة إلى المحللين السياسيين.
ولكن المختلف عن الانتخابات السابقة، أن قناة cbc extra على عكس الانتخابات الرئاسية التي قسمت فيها الشاشة إلى 27 قسم، لم تلجأ هذه المرة إلى تقسيم الشاشة أغلب الوقت، وركزت على المؤتمرات والمقابلات، أما قناة دريم2، فبدات تغطيتها منذ السابعة صباحًا، حيث ظهرت أغلب اللجان خاوية او وجود إقبال قليل.
الفواصل كانت عبارة عن إما أغاني وطنية، وأحدثها أغنية “كلنا هننزل”، للفنان الشاب محمد شاهين، أو إعلانات توعوية عن كيفية اختيار المرشحين، وشكل بطاقة الانتخابات، والتحذير من “اللخطبة” في أوراق انتخاب المرشحين على الفردي والقوائم، وهو دور كان يجب القيام به منذ فترة طويلة وليس الآن فقط.
القنوات الإخبارية العربية، لم تقدم تغطيات متواصلة ومركزة على المشهد الانتخابي المصري، واقتصر الأمر على تقارير المراسلين المباشرة من بعض اللجان الانتخابية، مثلما فعلت قناة “العربية الحدث”، و”سكاي نيوز عربية”، حتى أن أصوات المراسلين جاءت رتيبة ومحبَطة من قلة الإقبال، بينما عرضت BBC عربية، لقاءًا مع الدكتورة كريمة الحفناوي، والدكتور إبراهيم نافعة، ببرنامج “عالم الظهيرة”، لمناقشة المشهد الانتخابي.
أما التلفزيون المصري، فقد ابتعد أغلب الوقت عن تقسيم شاشته لعدة أقسام لعرض الوضع أمام اللجان، واكتفى باستقبال الضيوف في الاستوديو لتحليل المشهد الانتخابي، وحث المواطنين على النزول للانتخاب.
مراسل التلفزيون المصري بدمنهور، أرجع قلة الإقبال إلى طبيعة المدينة التجارية، مشيرا إلى أن الإقبال يتركز أكثر في اللجان الريفية، بينما أشار مراسل الفيوم، إلى الحضور الواضح من السيدات، أما الجديد على الشاشة الرسمية، فهو استخدام الاستوديو التفاعلي، الذي تظهر فيه صناديق الانتخاب، وسيارات الإسعاف ورجال الجيش والشرطة، في صورة مجسمة، لشرح استعدادات الانتخابات بشكل أكثر احترافية من قبل.
الصورة بشكل عام هادئة في القنوات الفضائية، وهو انعكاس لهدوء وضعف الإقبال على اللجان الانتخابية، كما لوحظ أن “وصلة الصراخ” من قبل الإعلاميين،في دعوة الناخبين للمشاركة بكثافة، لم تبدأ بعد، كما فعلوا في الانتخابات الرئاسية، بالرغم من ان الإقبال وقتها لا يقارن بالآن، فهل تعلموا الدرس، بعدم “فضح” المشهد الانتخابي أكثر من ذلك؟ أم مازال الوقت مبكرًا على هذا الاعتقاد؟