عن أهل الخطاب العرفاني.. كتاب جديد لـ حمدي النورج

يصدر خلال الفترة المقبلة للأستاذ الدكتور حمدي النورج، الأستاذ المساعد بقسم النقد الأدبي بالمعهد العالي للنقد الفني، كتاب جديد بعنوان "الخطاب العرفاني.. مقاربات حضارية"، عن دار إضاءات للنشر والتوزيع.


وعن أهمية الكتاب وتفاصيله قال الدكتور حمدي النورج إن الكتاب يتكون من أربعة فصول مع مقدمة حادة تتعلق بفعل المقاربات والموقف الحضاري وأزمة الواقع، مع الحديث عن مفهوم الخطاب العرفاني الذوقي، وكيف يُقرأ التصوف الآن، ودوره لتقديم نموذج إسلامي وسطي من خلال استعراض تجارب صوفية حديثة وتعريفاتهم الفكرية التي قدموها.

وعن أهل الخطاب العرفاني أوضح "النورج" أنهم كُثر من بينهم جلال الدين الرومي، وابن عربي، ، وصلاح الدين التجاني، وهم ما يركز عليهم الكتاب، مؤكدا على أنه عند دراسة الخطاب العرفاني يجب الحديث عن رواده خاصة من نشأوا من رحم أزمة. وهناك رائدان كبيران نشأ خطابهما العرفاني من رحم الأزمة تم الحديث عنهما في الكتاب كدراسة للمشرق والمغرب مثل جلال الدين الرومي، حيث ظهر في آسيا الصغرى، والمد التتري كان على أشده ومع قلق الناس وخوفهم من طغيان المد المغولي وضياع الإرث الإسلامي كان يجب أن يتصدى لذلك شخص مثل جلال الدين الرومي الذي تبنى الخطاب العرفاني لمواجهة المشكلات والاستفسارات كرجل دين أمام التتار، وفي الأندلس كان يتشكل خطاب آخر وهو خطاب محيي الدين بن عربي، وهو أكثر عمقا وفلسفة ووعيا من خطاب جلال الدين الرومي الذي نشأ في رحم الفلسفة قبل أن يبدأ خطابه العرفاني، مشيرا إلى أن التجربة الصوفية هي تجربة ذاتية فلكل شخص تجربته الخاصة في طريق الوصول إلى الله.


أشار إلى أنه في الكتاب يتحدث عن دراسة الدكتور نصر أبو زيد لدراسة ابن عربي، وأيضاً قراءة لدراسة الشيخ صلاح الدين التجاني وكيف قرأ ابن عربي وما هي المقاربات الحضارية التي قدمها كل منهما.

أوضح "النورج" أن قراءة الدكتور نصر أبو زيد للخطاب العرفاني لابن عربي كانت قراءة سليمة ومنضبطة وتتمحور حول فكرة أن ابن عربي تأثر بحال المجتمع الأندلسي السائد حينذاك والمد الصليبي في المشرق العربي، وكان يجب أن يقدم خطابا كاشفا للوسطية في الإسلام، لولا بعض الإلباس الذي وقع نتيجة عدم الوقوف الجيد على البنية المفهومية لجوهر المصطلحات، مع الإسراف التأويلي المجحف لبعض معارف ابن عربي.

أما عن الشيخ صلاح الدين التجاني فله أكثر من 90 كتابًا في الفقه وعلوم الحديث والتصوف، وأهم كتاب له هو زبدة الفتوحات المكية، والذي قدم رؤية حضارية متسقة مع تعاليم ابن عربي مع مراعاة الظرف السياقي الحادث.

أما عن مدة تأليف الكتاب فقال إنه استغرق عاما كاملا، أعاد "النورج" خلالها قراءة ابن عربي وجلال الدين الرومي وكتب دكتور نصر أبو زيد، ودكتور صلاح الدين التجاني، مكملا: "استمتعت أثناء كتابة الجزء الخاص بابن عربي وقراءة دكتور صلاح الدين التجاني مع دكتور نصر أبو زيد، وقرأت كتاب (فيه ما فيه) لجلال الدين الرومي ولم أقرأ كتاب (مثنوي) فهو عبارة عن مجموعة أقوال نثرية بها تجارب ولكن آلية الحوار والتلقي غير موجودة، ولكن كتاب (فيه ما فيه) بني على الأداء الشفاهي والتفاعل بين الجمهور والشيخ ويوضح فيه موقف اتصالي هام جدا لتحليل الخطاب الخاص به".

وعن رأيه في غلاف الكتاب فقال إن الغلاف جيد، فالمصمم بلال محمد قام بتوظيف الجمل عليه، حيث ظهرت بطريقة جيدة وصاحب هذه المقولات هو الشيخ صلاح الدين التجاني وتعبر عن تجربة ذاتية خاصة مأخوذ من كتاب التنزلات الإلهية. 


من جانبها قالت، نسرين يوسف، مديرة دار "إضاءات"، إن هذه الكتب مهمة لأن لها جمهور مثقف يبحث عنها، مشيرة إلى أنهم كدار نشر يخاطبون الفكر، مؤكدة على أن دار النشر تحرص على قراءة كافة الكتب التي تُقدم لها قراءة كاملة من قِبل لجنة متخصصة بها أساتذة في كافة التخصصات.

أما عن سبب قبول دار النشر الكتاب فقالت إن دكتور حمدي النورج رجل علم وفكر وله مع الدار ثلاثة إصدارات بالإضافة إلى هذا الكتاب، موضحة أن كتابه "الخطاب العرفاني" مختلف عن سابقيه من حيث المضمون، فهذه الكتب تناقش فكرًا وتقدم مقاربات فكرية، كما أن الدار تنشر الكتب الفلسفية والتاريخية.

وأشارت إلى أن الكتاب يخاطب الجمهور العام لأنه يطرح قضايا فكرية، مكملة: "نحن نقدم فكرًا يستمر عبر الزمن وقابل للنقاش ولا يخضع لفئة معينة، وكتب دكتور حمدي أكثر طلبًا من قبل الجمهور، خاصة وأن له جمهور كثير، وبمجرد الإعلان عن الغلاف طُلبت منا نسخًا كثيرة وتم حجزها".

نرشح لك: حكايات الشعراوي مع النجوم.. جدل بلا نهاية