الأبطال الحقيقيون اعترضوا.. أعمال فنية عن قصص واقعية وصلت للمحاكم

يقولون إن الفن مرآة الواقع، وهو ما يظهر بشكلٍ لافت في تجسيد العديد من القصص الحقيقية في الكتب والروايات والأفلام والأعمال التلفزيونية، لكن يبدو أن مرآة الواقع تعكس بعض التحديات أيضًا فيما يواجهه صناع تلك الأعمال، حيث تؤول بهم في نهاية المطاف إلى أروقة وقاعات المحاكم إثر دعاوى قضائية أو انتقادات من أصحاب القصة الحقيقيين، مثلما حدث مؤخرًا للممثلة الكولومبية الأمريكية صوفيا فيرغارا في مسلسلها "Griselda"، وغيرها من الأعمال الفنية.

صوفيا فيرغارا في "Griselda"

رغم ترقب الجمهور لرؤية صوفيا فيرغارا على الشاشة مجددًا بعمل اعتبره البعض عودة مميزة لنجمتهم المفضلة، من خلال مسلسل "Griselda" الذي تقدم فيه شخصية "غريزيلدا بلانكو"، وهي سيدة كولومبية عملت على تأسيس منظمات إجرامية في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن الأمور أخذت منحى مختلف عندما رفعت العائلة الحقيقية دعوى قضائية على صوفيا فيرغارا، بتهمة أن المسلسل ومواده الترويجية تستخدم "صورة أو هوية" غير مصرح بها لأفراد الأسرة.

وفقًا لتقرير من CBS News، فقد رفع مايكل كورليوني بلانكو، نجل غريسيلدا بلانكو، مع زوجته ماري دعوى قضائية على صناع المسلسل للحصول على تعويضات مالية، بالإضافة إلى أمر قضائي طارئ مؤقت لمنع عرضه، كما يزعم الزوجان أيضًا في الدعوى المقدمة أن المسلسل اعتمد على محادثات مسجلة أجراها منتجو العرض مع مايكل كورليوني بلانكو، الذي لم يتم تعويضه مقابل استخدامها.

عائلة غوتشي

من الأعمال التي أغضبت الأفراد الحقيقيين هو فيلم "House of Gucci"، الذي انتقدته عائلة غوتشي الحقيقية، وورثة دار الأزياء الإيطالية الشهيرة، مشيرين إلى أنه يصور أفراد العائلة على أنهم "مجرمين"، متهمين صناع العمل بأنهم يقدمون صورة بعيدة تمامًا عن الحقيقة، ويستخدمون هوية العائلة لتحقيق الربح، مهددين آنذاك باحتمالية اللجوء للقضاء إذا استلزم الأمر، وفقًا لتقرير BBC.

واتهمت الأسرة صناع الفيلم بأنهم ينسبون إلى الشخصيات والأحداث، صورة بعيدة تمامًا عن الواقع، مشيرين إلى أنه "إهانة للإرث الذي بنيت عليه العلامة التجارية اليوم"، وذكرت العائلة أنها شعرت بالإهانة بشكل خاص من تصوير باتريزيا ريجياني، التي تجسد دورها ليدي جاجا، كضحية تحاول البقاء على قيد الحياة في ثقافة عالم المال والأعمال، وتابع البيان: "هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة".

اختراع آنا

واجهت شركة نتفليكس أيضًا دعوى تشهير بسبب مسلسل "اختراع آنا - Inventing Anna"، حيث رفعت راشيل ويليامز، محررة مجلة فانيتي فير السابقة، والمعروفة بصداقتها بالمحتالة المخادعة آنا سوروكين، التي تُلقب أيضًا بـ آنا ديلفي، دعوى تشهير بسبب طبيعة تصويرها في العمل الدرامي بأنها "شخص جشع، ومتعجرف، وخائن، وغير أمين، وجبان، ومتلاعب وانتهازي".

بحسب سرد الأحداث على نتفليكس، تقبل راشيل ويليامز، التي أدت دورها في العرض كاتي لويس، بكل سرور الهدايا والرحلات الفخمة من سوروكين، ولكنها تبيع صديقتها للسلطات بمجرد أن علمت أنها كذبت بشأن ثروتها، وبحسب الشكوى المقدمة في محكمة ولاية ديلاوير الفيدرالية: "تؤكد تلك الأحداث أن نتفليكس قد اتخذت قرارًا متعمدًا لأغراض درامية لإظهار أن راشيل ويليامز "جشعة وانتهازية"، ما أثر على سمعتها في الحياة الواقعية.

ذئب وول ستريت

رغم اكتساحه جوائز الأوسكار في عام 2014، إلا أن فيلم "ذئب وول ستريت - The Wolf of Wall Street" قد واجه دعوى قضائية من جوردان بيلفورت، سمسار البورصة الحقيقي الذي ألهمت حكايته قصة الفيلم، مطالبًا بمبلغ 300 مليون دولار، حيث تمحورت الدعوى حول مزاعم بشأن تمويل الفيلم، وتدعي أن بيلفورت مُنع من استغلال حقوق قصته بالكامل.


ليس هذا فقط، بل أفادت الإندبندنت البريطانية أنه في عام 2016، ادعى مكتب التحقيقات الفيدرالي أن بعض الأموال المستخدمة لإنتاج فيلم "ذئب وول ستريت" جاءت من الفساد المزعوم في ماليزيا، حتى أن هذه القضية أصبحت معروفة باسم فضيحة 1MDB، على اسم شركة تطوير استراتيجي تديرها الدولة.

نرشح لك: دراسة: "مشاهدة محتوى الرعب يزيد الاعتقاد بالأشباح"