الفن وثورة 23 يوليو 1952

 كتبت: نرمين جودة
 

لعب الفن دور مهم فى ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ بدءاً من توثيق اسباب ودوافع الثورة كما فى فيلم رد قلبى الذى ناقش عدة قضايا مهمة تعد بمثابة الاسباب التى ادت الى اندلاع ثورة ٢٣يوليو فقد ناقش قضية الطبقية فى المجتمع المصرى فى ظل الملكية وسيطرة الاقطاع على مقدرات وخيرات الدولة المصرية ومعاملتهم لابناء مصر على اعتبار ان المصريين عبيد وهؤلاء الاقطاع هم الاسياد وظهر ذلك من خلال تعامل البرنس مع الجناينى فى اكثر من موقف اولها رفضه التوسط لعلى ابن الجناينى للالتحاق بالمدرسة الحربية باعتبارها مدرسة خاصة بصفوة المجتمع ولا يصح ان يدخلها ابناء الطبقة الكادحة وثانيها عندما ذهب عبد الواحد لخطبة انجى لابنه على واتهام البرنس للجناينى بالجنون مما ادى الى اصابة الجناينى بالشلل وفقدان النطق
 
وقدم الفيلم عدة اسباب اخرى تعد من الاسباب الاساسية للثورة منها حرب فلسطين والتى انتهت بهزيمة الجيش المصرى امام القوة الصهيونية بسبب الاسلحة الفاسدة وسجلها الفيلم بعبارة لخصت المأساة بعمق “لم تهزمهم اسرائيل ولكن هزمهم ملكهم” وهنا اشارة الى تورط الملك وبعض الفاسدين من المسئولين فى صفقة الاسلحة الفاسدة التى كانت سبباً فى هزيمة الجيش المصرى وارتفاع عدد شهدائه وحريق القاهرة الذى لم يحدد الفيلم اسبابه لكنه اشار الى كون الحريق دليل على مدى فساد تلك السلطة الحاكمة ولابد من ازاحتها من حكم مصر.

نرشح لك: السيدة انتصار السيسي تهنئ المصريين بذكرى ثورة 23 يوليو

ولم تكن ثورة الضباط الاحرار والجيش المصرى بالامر المفاجئ ولكن كانت ثمة ارهاصات لرفض الجيش المصرى آنذاك لممارسات السلطة الحاكمة الظالمة لابناء الوطن حيث اظهر الفيلم قبول ابناء الطبقة الكادحة من المصريين بالكلية الحربية وكذلك عبارات المديح والتشجيع من قيادات المدرسة الحربية لعلى ابن الجناينى ووصفه بانه رجل وانهم يحترمون الرجال.
 
اما فيلم الايدى الناعمة فقد دارت احداثه حول قيمة العلم والاخلاص فى العمل وان قيمة الفرد تتحدد بعلمه وعمله وليس بحسبه ونسبه وقد قدمت الفكرة فى اكثر من موقف درامى بالفيلم لعل اهمها لقاء البرنس بابن بائع البسبوسة الذى يعمل بوزارة الخارجية ويفتخر بوالده بائع البسبوسة وزوج ميرفت ابنة البرنس المتزوجة من مهندس ميكانيكى العصامى الذى بدأ طريقه بورشة صغيرة اصبحت مصنع بفضل اجتهاده فى العمل واخيرا موقف كريمة التى اشترطت ان يعمل البرنس ويكافح حتى توافق على الزواج منه فالعمل هو الذى يعطى للانسان قيمته ويضمن له مستقبل آمن .

ودارت العديد من الافلام حول دور المراة فى تنمية المجتمع واهمية مشاركتها فى دفع عجلة الانتاج والعمل الوطنى وان حرية المرأة مرتبطة ارتباط وثيق بتحرير الوطن من المحتل الاجنبى ومنها على سبيل المثال: فيلم مراتى مدير عام للفنانة شادية وفيلم انا حرة للفنانة لبنى عبد العزيز وفيلم الباب المفتوح للفنانة فاتن حمامة وفيلم الافوكاتو مديحة للفنانة مديحة يسرى
 
حتى ان فنانى الكوميديا كان لهم دوراً مهماً فى غرس قيم الوطنية والانتماء للوطن فكانت مجموعة افلام اسماعيل يس فى البوليس والطيران والجيش والاسطول وغيرها على رأس تلك الاعمال
واخيرا قامت العديد من الافلام بتوثيق اهم الاحداث والانجازات الوطنية منها فيلم الخطايا لعبد الحليم حافظ الذى وثق لصناعة الحديد والصلب وفيلم سيدة القطار الذى وثق صناعة الغزل والنسيج وفيلم الحقيقة العارية وثق لبناء السد العالى
ان الفن لا يمكن فصله عن احداث وقضايا المجتمع فهو مرآة المجتمع وذاكرة الوطن والقوة الناعمة التى تحقق ما لا تستطيع الآلة العسكرية تحقيقه.