بين الإلغاء والاستمرارية.. سبب انتقاد حفل ترافس سكوت بمصر

هالة أبو شامة

رغم التحذيرات ودعوات الإلغاء التي أطلقها الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استجابت لها نقابة المهن الموسيقية بإصدراها بيانا قررت فيه عدم إصدار ترخيص لحفل الرابر الأمريكي ترافس سكوت، الذي كان من المقرر أن يقام يوم 28 يوليو الجاري بمنطقة الصوت والضوء في أهرامات الجيزة، إلا أن هناك أصوات أخرى تعالت مؤكدة أن على الحفل ما زال قائما.

ففي الأيام الماضية، انحاز البعض لفكرة إقامة حفل “سكوت” بحجة أنه مؤدي راب عالمي يروج للسياحة بغنائه في أهم المعالم السياحية بمصر، إلا أن النقابة أكدت على ضروري وضع الاعتبارات الأمنية ضمن الأولويات، حيث نص بيانها على الآتي: “تؤكد النقابة العامة للمهن الموسيقية، باعتبارها الجهة المنوط بها إصدار تراخيص إقامة الحفلات الموسيقية والغنائية في مصر بالتضامن مع وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية والسادة وزارة العمل، على ضرورة وضع الاعتبارات الأمنية والموافقات من الجهات المختصة على رأس الأولويات فيما يخص إقامة الحفلات، وذلك ضمانًا وحماية لجموع الجماهير، مما لا شك فيه أن النقابة العامة في الأشهر الأخيرة، رحبت بكافة ألوان الفنون والحفلات إلا أنها حددت شروطًا وضوابط لضمان عدم المساس بالعادات والتقاليد الموروثة للشعب المصري”.

نرشح لك: مدير أعمال ترافيس سكوت ينفي إلغاء حفله في مصر

محاولات يائسة للهروب من حفل الموت

الاعتبارات والأولويات الأمنية التي أشارت لها النقابة في بيانها، تعود جذورها إلى حفل “سكوت” الذي أحياه يوم 5 نوفمبر عام 2021، في تكساس والذي عُرف إعلاميا بـ “حفل الموت”؛ فوفقا لموقع “BBC” فإن 8 أشخاص على الأقل لقو حتفهم جراء السكتة القلبية، فيما أًصيب العشرات من الحضور الذين بلغ عددهم 50 ألف شخص، بسبب التدافع، إذ وصف أحد الحاضرين الموقف قائلا “كنا نتشبث ببعضنا البعض لتجنب الانفصال، لأنه كان من الممكن أن نتباعد بسهولة”.

وفي تحقيق آخر عبر “BBC” كشف أحد الحضور أن الأمور تحولت لكارثة عارمة في دقائق، حتى أن البعض حاول الهروب إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل بعد أن دم دفعهم وسحبهم، لافتا إلى أن إحدى الفتيات تشبثت به لاعتقادها أنها على وشك الموت، فيما أكد أن أشخاصا أخرين حوله كانوا فاقدين الوعي وبعضهم تلقى إنعاش قلبي رئوي.

حالة الذعر والهلع التي سادت في الحفل لم تحول دون توقفه، إذ استمر “سكوت” في الغناء رغم خروج الجثث الهامدة من بين الحشود على مرآى ومسمع الجميع.

علق “سكوت” على ذلك الحادث المؤلم، من خلال بيان طرحه عبر حسابه على “تويتر”، أعرب من خلاله عن أسفه لكل العائلات المتضررة، مؤكدا أن الأمر دمره نفسيا.

نتيجة ما حدث تم رفع ما لا يقل عن 200 دعوى قضائية في حق كل من “سكوت” ومغني الراب الكندي درايك الذي اعتلى المسرح في الدقائق الأخيرة من الحفل رغم إعلان السلطات حالة الطوارئ.

حفل من الأهرامات

تلك التي وصمت حفلات “سكوت” بأنها قاتلة، لم تمنعه من الترويج لحفله بمصر، ونشر صورة عبر حسابه الرسمي على موقع “إنستجرام”، عَبرت عن هيئته السمراء، وكتب عليها “الأهرامات”.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by flame (@travisscott)

 

فيما أعلن بعد ذلك عن أن حفله المنتظر سيتم بثه لايف من الأهرامات وأن سيعلن من خلاله عن ألبومه الجديد “يوتوبيا” يوم 28 يوليو الجاري، وبالطبع قابل محبيه النبأ بترحيب شديد، خاصة من فئتي المراهقين والشباب.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by flame (@travisscott)

نفاذ التذاكر

بعد فترة وجيزة من طرح التذاكر عبر الموقع الإلكتروني للشركة المنظمة، تم الإعلان عن نفاذها، ورغم أن قيمة الفئة الأولى 4 آلاف جنيه، وقيمة الفئة الـ  VIP 6500 جنيه، إلا أن أسعارها وصلت لأكثر من 30 ألف جنيه بسبب بيعها في السوق السوداء بعد نفاذها.

مخاوف من حفل “سكوت” بمصر

رغم الشروط الصارمة التي وضعتها الشركة المنظمة والتي تمثلت في عدم السماح بالحضور لمن هم أقل من 16 عاما، والدخول بالبطاقة الشخصية، ومنع الخروج ومعاودة الدخول للحفل، ومنع الكاميرات، والسماح فقط بدخول حقائب اليد الصغيرة، إلا أن ذلك لم يمنع البعض من الإعراب عن مخاوفهم من النتائج التي يمكن أن تترتب على إقامة الحفل في ذلك الموقع بالتحديد.

بناء على ذلك، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج “امنعوا حفل ترافس سكوت بمصر”، ومن خلال العديد من المنشورات تم تفنيد المخاوف المتوقعة، والتي كان أبرزها حدوث التدافع القاتل، وممارسة أنشطة شيطانية لها علاقة بالماسونية، والتشجيع على تعاطي المخدرات وممارسة الجنس.

تضحيات بالدم في طقوس شيطانية

من أبرز الحجج التي روجها البعض بممارسة “سكوت” لطقوس شيطانية، هو ما حدث بحفل الموت، حيث قالوا إن مدخل الحفل الذي تم تصميمه على هيئة رأس مغني الراب وهو يفتح فمه وكأنه يلتهم الحضور هو رمز في حد ذاته لأبواب الجحيم، ووفقا لموقع “the sun” فإن هناك من قارن الفم المفتوح بلوحة هيرونيموس الشهيرة، حيث كتب أحد رواد تويتر: “اللوحة هي (المسيح في طي النسيان) التي تصور عبادة الشياطين”، فيما كتبت أخرى: “الصورة هي مقارنة بمدخل أستروورلد.. والرمزية كانت موجودة من المدخل إلى بوابة المسرح مرورا بالقميص الذي ارتداه سكوت”.

فيما لاحظ البعض أن المسرح نفسه تم تصميمه على هيئة صليب مقلوب يؤدي إلى بوابة الجحيم، هذا بالإضافة إلى أن هناك أحد الأشخاص قال إن عدد ألسنة اللهب التي تم إطلاقها بالحفل هي 8 وهو نفس عدد القتلى بالحفل، واصفين الحادث بأنه كان تضحية شيطانية، هذا بخلاف الشكل الدائري حول المسرح الذي أكد البعض أنه يمكن رؤية الأحرف الرونية مكتوبة حوله وهو ما يمثل “دائرة الاستدعاء”، فيما اتهم أخرين الملصقات الترويجية للحفل بأنها كانت جزء من المؤامر، نظرا لما تضمنته حيث كتب عليها “أراك على الجانب الآخر”.

بخلاف الاتهامات الشيطانية، أكد البعض أن اختيار الأهرامات تحديدا لإقامة الحفل هو جزء من خطة “سكوت” نظرا للادعاءات التي تشير إلى أن الهرم هو بوابة كونية.

مصر تلغي الحفل و”سكوت” ينفي

أمام تعبيرات الغضب والرفض التي شهدها الهاشتاج السابق ذكره، اضطرت النقابة لإصدار بيان أكدت فيه أنها ستلغي تصريحها بشأن الحفل، لكن الصفحة الرسمية لمعجبي “سكوت” والتي عادة ما تنشر أخباره الرسمية، أكدت أن “الموسيقيين” ليس في سلطتها إلغاء الحفل، مؤكدين أن سلطتها تقتصر على المطربين المحليين فقط.