هشام المياني يكتب: ذهب محلب وجاء إسماعيل ولاشيء تغير!

“نقلا عن جريدة المقال”

لماذا يصر السيسي على رئيس وزراء لا يملك رؤية سياسية في حين أن مصر في أمس الحاجة لحكومة سياسية؟

 

هي إقالة وليست استقالة، ولكنها العادة أو البروتوكول أو أي حسابات أخرى تجعل الرئيس أو الرئاسة يصفون الأمر رسميا بأنه استقالة، بينما الحقيقة المؤكدة أن السيسي أمر محلب بتقديم استقالته الآن فقام محلب – الذي لا يعرف شيئا إلا تنفيذ الأوامر- بالتنفيذ فورا.

وكما جرت العادة أو حسب البيانات المحفوظة والمعلبة للرئيس والرئاسة نجد أن بيان الرئاسة عن إقالة الحكومة أمس التي وصفها بالاستقالة، يقول إن الرئيس أشاد بجهود حكومة محلب وما حققته في فترة عصيبة من تاريخ الوطن.

وحقيقة هذه عادة باتت منفرة أن نصف الشخص بنقيض التصرف أو اللحظة الآنية، فمن أين نشيد بجهود الحكومة ومن أين نقيلها؟

أليس هذا مبعث للتضارب في عقل المواطن؟

وما الذي كان سيضير الرئيس والرئاسة من الاكتفاء بأمر قبول الاستقالة وفقط.

ومفهوم بالطبع أن هذا كلام مجاملات أو عبارات محفوظة كما قلنا ولكن المواطن الآن أصبح يراقب كل كلمة وكل تعبير ومن ثم فعلينا مراعاة عقله، ولا نقول له إننا نشيد بجهود فلان ولذلك أقلناه.

والحقيقة المؤكدة في مسألة حكومة محلب أنها مقالة منذ فترة، وخبر إقالتها لم يكن مفاجئا أو صادرا بالأمس، بل كان أمس يوما كاشفا فقط للإقالة وليس منشئا لها، لأن السيسي بل والشعب كله بات متاكدا من أن هذه حكومة فاشلة ولم تفلح في أية مهمة وأهمها مهمة الانتخابات البرلمانية التي لم تنجح في إتمامها منذ تعيينها وحتى إقالتها، ولو كانت قد استمرت فلن تفلح فيها، فضلا عن أنها حكومة فسدت مبكرا وأسرع حكومة أحاطت وزرائها فضائح الفساد.

والمؤكد أيضا أنه لم يكن هناك اتفاق مسبق بين السيسي ومحلب على الإقالة بل هو أمر محلب بالتنفيذ أمس فقط فنفذ، بدليل أنه فور إعلان إقالة حكومة محلب، أعلن السيسي فورا عن اسم رئيس الحكومة الجديدة وهو المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية في حكومة محلب، وكلفه السيسي بتشكيل الحكومة في غضون أسبوع وهذا مفهوم في إطار أن الحكومة الجديدة هي التي ستتولى إدارة العملية الانتخابية إن تمت خلال شهر من الآن.

كل هذا يعني أن السيسي كان قد استقر على اسم رئيس الحكومة منذ فترة بل ولا نستبعد أن الحكومة الجديدة مشكلة فعلا وتم عرض أسماء وزرائها على الرئيس ووافق على بعضها وطلب البحث عن بدلاء لأسماء أخرى وهي التي سيتم البحث عليها خلال هذا الأسبوع.

وما يعزز أن تشكيل الحكومة بدأ على الأقل منذ أسبوع أو أكثر أن السيسي اجتمع يوم 6 سبتمبر الجاري بالمهندس شريف اسماعيل في قصر الاتحادية، وكان اللقاء منفردا مع الوزير بعكس العادة أنه يكون مع المجموعة الاقتصادية أو بحضور محلب، وخرج بيان الرئاسة عن اللقاء مقتضبا على عكس عادة مثل هذه الللقاء أيضا، حيث تحدث البيان فقط بشكل مختصر عن مناقشة الرئيس لمسألة اكتشاف حقل الغاز الجديد والجهود المبذولة في قطاع البترول، ما يعني أن هذا لم يكن السبب الحقيقي للاجتماع.

ولكن يبقى هنا أن نشير إلى أن السيسي في اختياره لوزير البترول فهو يستمر على نفس نهجه في اختيار رؤساء الحكومة حيث لا يريد حكومة سياسية بل يأتي برؤساء الحكومات إما خبراء في المقاولات وإدارة الشركات كمحلب أو خبراء في البترول ومتخصصين في الاقتصاد، والمؤكد أن هذا ليس هو المطلوب في رئيس الحكومة على وجه الخصوص بل مطلوب رجل سياسة لأن أكثر ما تحتاجه مصر الآن هو حكومة سياسية حتى لا نقع في مصير حكومة محلب وكأنه لا شيء تغير، وحقيقة فإن القول بأن اختيار اسماعيل جاء بسبب اكتشاف حقل الغاز الجديد في مصر فهو إن صح أمر مضحك ومبكي لأن مواصفات رئيس الحكومة لا تتحدد بكشف أو مشروع أو النجاح في إدارة شركة كما حكمنا من قبل على محلب وخيب آمالنا.

اقـرأ أيضـاً:

 هشام المياني يكتب: حكومة “المتفقداتي” 

 هشام المياني يكتب: عندما قال الإرهابيون للحكومة “بلي قانونك وإشربي ميته” 

هشام المياني يكتب: وزير الداخلية يدهس دولة القانون بأقدام توفيق عكاشة!  

هشام المياني يكتب: المرحوم عضوا في لجنة الأداء الإعلامي

هشام المياني: قناة السويس الجديدة والفرخة التي تبيض الذهب

هشام المياني: خبراء السيسي يحاربون الإرهاب بالحب وموائد الإفطار!

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا