مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (51) أدهم السعيد

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

اتكلمت كتير عن الثنائي خالد مرعي وهشام نزيه، اللي كونوا مع محمد أمين راضي ثلاثي وعملوا “نيران صديقة” و”السبع وصايا” و”العهد”، وقلت إن خالد مرعي عامل زي الموترونوم (جهاز ضبط الإيقاع) وهشام لما بـ يعمل مزيكا، مش بـ يعمل حاجة “تغلف” الدراما، لكنها حاجة في صلب الدراما، مكون من مكوناتها.

أول مرة أنتبه لـ الثنائي ده، كان في إبراهيم الأبيض، تحديدا في مشهد الفزورة “أسد بـ يحكم مملكة”، صحيح اشتغلوا تحت إشراف مروان حامد، وأكيد كان له دور كبير في صياغة المفاهيم دي، ودور أكبر في صناعتها، لكن التوافق بين الثنائي كان غير طبيعي (خالد مرعي كان مونتير الفيلم) تقطيع اللقطات في المشهد وإيقاعها، مع إيقاع الموسيقى اللي فيه حس صوفي أشبه بـ الذكر، في “مستر سين” زي ده شيء غير طبيعي.

الفكرة الصوفية قايمة على فكرة فناء الذات، أو إفناءها، وده اللي كان بـ يعمله إبراهيم بـ خطوة الشغل مع فارس، حتى كان تعبير عشري إنه خرج من عند عزرائيل راح لـ ملك الموت، بس إذا كان شغله مع زرزور مش بـ قرار منه، فـ شغله مع فارس كان بـ حماس.

لكن، رغم كل الكلام اللي ممكن يتقال عن مرعي ونزيه، فـ المشهد كان هـ يبقى ناقص كتير من غير الأداء الصوتي لـ المطرب اللي كان بـ ينقل حالة إبراهيم، والمطرب ده هو أدهم السعيد.

أدهم هو المطرب الأهم، من وجهة نظري، في فرقة “وسط البلد”، مع احترامي لـ هاني عادل وباقي الفرقة. هاني مزيكاتي أكتر، وليدر، وشاب جان، وعنده حضور، لكن صوتا أدهم هو الموضوع.

عرفت أدهم من أوائل التسعينات، من قعدات جامعة القاهرة، اللي امتدت لـ الندوات اللي كنا بـ نعملها في قهاوي وسط البلد، من أفتر إيت، لـ العجاتي، لـ الأتيلييه، وأحيانا مجموعات المثقفين تخرج بره وسط البلد أو بره القاهرة، بس سنين، مجموعة كبيرة من الفنانين والمثقفين مفيش في حياتهم غير الأشعار والأغاني والمسرح.

ممر أفتر إيت، اللي جنب البوب الشهير، فيه قهوة مهران، بتاعة عم فؤاد مهران، وكان فيها اتنين قهوجية بـ يعرفهم مرتادي الممر ده (وهم كتير الحقيقة، ما أقدرش أعمل بيهم ليسته) واحد منهم اسمه “عبده بخيت” (عبده ظهر في إبراهيم الأبيض بـ المناسبة).

سنة 1999 عم عبده ساب القهوة، وراح فتح قهوة، ورا مول طلعت حرب، اللي كان لسه بـ يتنبني، والقهوة دي بقت مركز جديد، ولم ناس منهم أدهم السعيد وهاني عادل وميزو وبوب وأسعد وأحمد عمران. الستة دول عملوا فرقة في نفس السنة، يسموها إيه؟

طبعا وسط البلد. واشتغل معاهم كذا حد، لكنهم هم الستة بقوا الكور، وأكتر الكلمات كان بـ يكتبهالهم الشاعر منتصر حجازي.
لما جم يعملوا فيلم إبراهيم الأبيض، وكانت المزيكا قايمة على الحس الصوفي ده، خصوصا في المشهد المذكور، كانت الفكرة إن ييجي مطرب، له إمكانيات صوتية تصلح إنه يغني ما يشبه الإنشاد، لكنه مش هـ يغني، هو بس هـ يعمل أداء صوتي، وده يخلي المهمة أصعب.

اللي اختار أدهم هو صفي الدين محمود المخرج المنفذ لـ الفيلم، ولـ الأسف الشديد حصلت غلطة فـ اسمه ما جاش على التيتر.
أبرز المشاهد المميز فيها صوت أدهم (إلى جانب مشهد الفزورة) كان مشهد المطاردة الأولى، وتقدر تميز بين أداء أدهم في المطاردة مثلا، وأداؤه في مشهد الفزورة، اللي بـ يتغير بناء على الموقف الدرامي، مع إنه بـ يعمل أداء صوتي مش أكتر.

الحقيقة الفيلم يتقال لسه عنه كلام كتير، لكن هـ نكتفي بـ إننا المرة الجاية، هـ نقول المشاهد المحذوفة لـ محمود عبد العزيز وباسم سمرة وأحمد رزق.

أحمد رزق؟ هو أحمد رزق في الفيلم؟

أومال

بس المشهد الجي بقى

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يحل لغز الأسد .. ألف مشهد ومشهد (50)

 مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (49).. دراع زرزور اليمين  

مؤمن المحمدي يكتب: عشري صاحب صاحبه ..ألف مشهد ومشهد (48)

مؤمن المحمدي يواصل رحلة توثيق إبراهيم الأبيض ..ألف مشهد ومشهد (47)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (46)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (45)

 مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (44)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (43) ..صفي الدين محمود الصانع

.