الموهبة وحدها تكفي.. كيف تصنع ترندًا حقيقيًا دون مجهود؟

رباب طلعت
كيف تصنع ترند

انقضى الثلث الأول من رمضان، وكشف الموسم الدرامي لعام 2022 عن ملامحه و انطباعاته الأولية، وازدحمت قائمة “الترند” خلال الأسبوع المنصرم بأسماء نجحت في اعتلائها دون مجهود “افتراضي”، بعد نجاح مجهودها الحقيقي في تقديم شخصياتها الرمضانية باقتدار.

وفيما يلي أبرز الملاحظات على ترندات العشرة أيام الأولى من رمضان:

(1)

قائمة الترند للعشرة أيام الأولى من رمضان، ظهر فيها أسماء جديدة، بجوار نجوم كبار، قدمهم هذا الموسم بشكل مختلف، أثار إعجاب المشاهدين، فيما غابت “الترندات” الوهمية والمصطنعة، على الرغم من محاولات أصحابها المعتادة في تصدر القائمة، لكنهم لم يصمدوا كثيرًا أمام “الترند” الحقيقي، فأصحاب “ادفع تطلع ترند” لم يكن لهم نصيبًا هذا العام من الترند، ولا حتى بشكل سلبي.

نرشح لك: فيصل شمس يكتب: “المكسيكي” أفضل شخصيات رمضان الدرامية بلا منافس

 

(2)
الموهبة الحقيقية، والأداء الجيد كانوا السبب الأول في دفع الأسماء الجديدة لقائمة الترند، فظهر اسم رحمة أحمد التي قدمت “مربوحة” في الكبير أوي 6″، وحاتم صلاح الذي قدم “تفادي” في نفس العمل، مع سما إبراهيم، التي تحافظ على تألقها للعام الثاني على التوالي، ليصنع الثلاثي ترندًا حقيقيًا يضيف إلى نجاحات أحمد مكي نجاحًا آخر، وهو تقديم وجوه كوميدية شابة ذات موهبة حقيقية، تستطيع خلق ترند “نظيف” دون مجهود، بمجرد وقوفهم أمام الكاميرا، لتقديم كوميديا افتقدها الجمهور كثيرًا.

(3)
للكوميديا “الحقيقية” النصيب الأكبر من صدارة الترند، فبجانب “الكبير أوي 6” الذي نجح بطله أحمد مكي، مع الوجوه الجديدة، والقديمة للعمل في التواجد بشدة في المنافسة الرمضانية هذا العام، كان أكرم حسني بـ”مكتوب عليا”، وكان تصدر “حسني” للترند بأغنية “ستو أنا” التي تقترب من العشرين مليون مشاهدة خلال 10 أيام فقط على “يوتيوب” بالإضافة للانتشار الكبير لها على “تيك توك”، وتلك ليست المرة الأولى التي تحقق فيها أغنية لأكرم حسني هذا النجاح، فهو أحد أهم الفنانين المتواجدين دائمًا على تيك توك، وسبق “ستو أنا”، “ارميلي رمش” التي قدمها مع مي عمر في “لؤلؤ”، و”بسبوسة بالسمنة” التي قدمها في “الوصية”، وأغنيته الأخيرة أيضًا مع هيفاء وهبي.

(4)
قائمة الترند خلال العشرة أيام الماضية، سلطت الضوء من جديد على نجوم كبيرة، يضاف إلى نجاحاتهم ما قدموه في رمضان 2022، وأبرزهم ياسمين عبد العزيز، بإعلان “وي” مع كريم محمود عبدالعزيز، حتى وصل الأمر إلى أن الشيخ مبروك عطية بنفسه علق عليه مبديئًا إعجابه لتأثير الكبير الذي حققته ياسمين على الناس، وبجانب إشادته كانت إشادة الإعلامي عمرو أديب بها الذي وصف الإعلان بأنه إعادة اكتشاف لمواهبها، فهي من أهم فنانات مصر خلال السنوات الماضية، وذلك لنجاحها في تقديم عدد من الشخصيات خلال الإعلام بمنتهى البراعة وخفة الدم.

(5)
ياسمين اكتسحت الترند وما زالت بإعلانها، ومقابل ذلك كان في الدراما ياسر جلال، الذي قدم دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في “الاختيار” ببراعة وإتقان لدرجة “مرعبة” حيث ظهر بشكل أقرب ما يكون للرئيس، سواء الهيئة أو الصوت أو لغة الجسد والوجه، وبالطبع تصدر الترند بمجرد ظهوره في المشهد الأول للعمل، ولا يزال.

(6)
ظهر في القائمة أيضًا أحمد أمين، ظهور “خفيف الروح” كدوره في “جزيرة غمام”، فقد سرق “عرفات” القلوب ليس فقط لأن الشخصية حالمة ونقية، إنما لأداء أحمد أمين المتقن حيث أعاد الدور اكتشافه من جديد، بعيدًا عن أحمد أمين الكوميديان الذي اعتاد عليه الناس في البرامج والأعمال الدرامية، فلقد خط “عرفات” لـ”أمين” سطرًا جديدًا في مسيرة نجاحه، ومعه طارق لطفي الذي يغير من جلده كل عام، وقدم هذا العام دور “خلدون” تلك الشخصية المركبة و المرعبة، ليحجز العمل كله مكانا في قائمة الترند.

(7)
العامل المشترك والأساسي في كل ما سبق، هو الموهبة الحقيقية، والفن “المتعوب عليه” دون استسهال أو استخفاف، ودون مشاكل أو “حوارات” كالمعتاد، فلأول مرة تنصف قائمة الترند الموهوبين والمجتهدين بعيدًا عن ضجيج النجومية المزيفة التي يختلقها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي لإجبار الجمهور على المتابعة والانخراط في لعبة صناعة الترند المزيف، مما يعطي درسًا لهم في كيفية صناعة ترند حقيقي من النجاح.