هذا ما جناه أبي.. من المخطئ في أزمة ياسمين صبري؟

إيمان مندور

رغم التأثيرات والتغيرات التي طرأت على الشخصية المصرية، إلا أن الأصول والتقاليد لا خلاف عليها مهما صدر من سلوكيات فردية أو جماعية الآن، لا سيما في الأمور المتعلقة بالعلاقات الشخصية من زواج أو طلاق. ومن أبدع ما قاله المصريون لاختصار الأحاديث في هذا الأمر وعدم الخوض فيه أنه “محصلش نصيب”، لا توضيح لا أسباب لا نقاشات، النصيب جاء وانتهى وانتهت معه أي أحاديث متعلقة بالطرف الأخر؛ إلا بالخير، لذلك لا داعي للخوض في “النصيب اللي محصلش”.

لكن في ظل التطور والانفتاح التكنولوجي خلال السنوات الأخيرة، والاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي في التعبير عن الذات وعن الأزمات الشخصية، لا سيما لدى المشاهير، كان لأخلاقيات القرابة والنسب على هذه المنصات شأن جديد، فالبعض لم يعد يكتفي بجمل مثل “الأمور الخاصة متطلعش برا” أو “محصلش نصيب”، بل تحوّل الأمر للنقيض وصار يُقال علنا إنه “حصل وحصل وحصل…”.

نرشح لك: ياسمين صبري عن علاقتها بوالدها: “مفيش علاقة”

 

الأسوأ بالطبع حين يحدث ذلك من المشاهير، لأن “التلقيح” آنذاك يكون على نطاق أوسع مما نتخيل، صحيح إن الأمر يكون مجرد خلاف عائلي، لكنه هنا يحدث أمام ملايين الجماهير..

لماذا هذا الحديث الآن؟!

لأن الأمر صار متكررا مع النجوم، فأصبحنا نكرر الحديث ذاته مع كل واقعة جديدة، فالآن ياسمين صبري ووالدها، وبالأمس حلا شيحة ووالدها، ومن قبلهما المطربة بوسي مع والدها، وشيرين عبد الوهاب مع والد حسام حبيب، وياسمين عبد العزيز مع شقيقها، وأحمد سعد وسمية الخشاب، وأحمد عبد الله محمود وزوجته، وأحمد فلوكس وزوجاته، وأصالة مع طارق العريان… وغيرهم الكثير والكثير.

وللإنصاف، فإن الخلاف بين الآباء والأبناء من المشاهير لا يجب مقارنته أصلا بخلافات الأزواج، صحيح إن ما يجمعهما ميثاق غليظ لا يشبهه شيء، لكن لا شيء يعلو عاطفة الأبوة والأمومة، وبالتالي “التلقيح العلني” بين المشاهير قبل وبعد الانفصال، لا يجب مقارنته أبدا بخلافات الآباء والأبناء، أيا كان الطرف المشهور فيهم، ومهما اختلفت الأسباب.

والد ياسمين صبري

اليوم يتصدر والد الفنانة ياسمين صبري الساحة، ويتهمها بالجحود والنكران، مؤكدا أنها ووالدتها وإخوتها لا هدف لهم سوى الأموال، لذلك وافقوا على زيجتها من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وقطعوا علاقتهم به وبأولاده من زوجته الثانية… الرجل لا يدع فرصة عبر السوشيال ميديا أو القنوات الفضائية للحديث عن ذلك، بينما الابنة، النجمة، الفنانة التي طالما شغلت الجمهور بإطلالاتها الفارهة، قررت الخروج عن صمتها والرد على والدها في آخر لقاء إعلامي لها.

ياسمين أكدت أنه لا مكان له في حياتها، ولا تجمعها به أي علاقة، لأنه انفصل عن والدتها منذ أن كانت في عمر سنتين، ولم يهتم بها منذ ذلك الحين. الأمر الذي دفع الأب للرد ونشر صور من زيجتها الأولى وكيف أنه كان بجانبها حينذاك، والأدهى أنه كشف “سر” انفصالها عن زوجها الأول، ولم يجد غضاضة في إعلان ذلك على الملأ.

أزمات يشعلها الآباء ويقع فيها النجوم

من المخطئ؟!

الجميع بالطبع؛ لكن أولهم الأب الذي لم يجد حرجا في فضح ابنته على الملأ بهذا الشكل، وكشف أمور عائلية لا يصح الحديث عنها إلا مع أطرافها، خاصة أنه جاء بطرف ثالث لا علاقة له بكل هذه الأزمة، ألا وهو الزوج الأول الذي لم يخرج للأضواء أبدا، لكن الأب ضحى به في جولته الأولى، وكشف عن صوره، بل وعن سر انفصاله عن ابنته.

جحود الأب لا يبرر أبدا الرد بالمثل من الابنة، فحتى وإن كان الأب مخطئا، حتى وإن كان كاذبا، حتى وإن كان مستفزا، كان جديرا بـ”ياسمين” أن تترفّع عن الحديث عنه بالسوء، إن لم يكن من باب صلة الرحم فمن باب مسؤولية الشهرة والحفاظ على صورتها أمام الجمهور، وعلى كونها قدوة لبعض المعجبين، حتى وإن كانوا قليلين أو لا يتجاوز عددهم العشرات حتى!

نرشح لك: أحدثهم ياسمين صبري.. أزمات يشعلها الآباء ويقع فيها النجوم

 

الخلاصة، الخلافات الأسرية التي تدخل نطاق التشهير والفضائح، تشبه كرة الثلج التي يزداد حجمها مع كل حركة، حلها الوحيد أن يتوقف الطرفان عن دفعها، أو حتى أحدهما، لأنه لن يخرج أحد رابحا بهذه الطريقة، لا سيما إذا وصلت خيوط الأزمة لمواقع التواصل الاجتماعي التي لا ترحم. لذا يجب على المشاهير، وغير المشاهير أيضا، أن يدركوا أن الخلافات الأسرية لا يسعها سوى المنزل فقط، ولا مجال لطرحها على الملأ، لأن الخارج مهما بدا فضاءً بلا نهاية، إلا إنه لا يستوعب خلافا بسيطا بين أب وابنه أو زوج وزوجته.. قد يحتاج كلمة فقط لإنهائه!

اجواء مهرجان الجونة بعيدا عن الفساتين