مخرج فلبيني وصفحة حوادث.. أبرز تصريحات أحمد فوزي صالح عن "الحرامي"

هالة أبو شامة
الحرامي

على مدار 10 حلقات عرضت عبر منصة “شاهد”، وتصدرت قائمة الأكثر مشاهدة في مصر، استمتع الجمهور بدراما مشوقة من خلال مسلسل “الحرامي 2” الذي تناول في جزئيه قصة مراهق أجبرته ظروفه على أن يكون سارقا مُدان في نظر المجتمع، إلا أن إنسانيته ورغبته في إثبات عكس ما وُصم به تدفعه لخوض مواقف في إطار من الإثارة والتشويق.

ذلك السارق البرئ هو الفنان الشاب أحمد داش، الذي قام بدور البطولة بجانب كل من الفنانين بيومي فؤاد، رنيا يوسف، محمد جمعة، رنا رئيس، كارولين عزمي، محمد خميس.

 

نرشح لك: دراما مكثفة وتشويق متوازن.. أبرز ما يميز مسلسل الحرامي 2

 

والجزء الثاني من العمل إخراج أحمد الجندي، ومن تأليف أحمد فوزي صالح، الذي تحدث مع “إعلام دوت كوم” عن كواليس إعداد المسلسل وسبب اختياره لهذه القصة بالتحديد، والذي كشف أيضًا عن سبب اتجاهه لكتابة الأعمال التلفزيونية وعن أعماله المنتظرة وأخرى لم ترى النور.

الحرامي

صفحة حوادث

قال “صالح” إنه أراد أن يستهدف بعمله فئة الأطفال والشباب ممن يستخدمون هواتفهم النقالة بشكل شبه دائم، وهذا ما دفعه لخلق قصة مشوقة يمكن سردها بشكل متسارع في فترة زمنية وجيزة مناسبة للشريحة المستهدفة من الجمهور، معلقًا: “اتعلمت من بتوع الإعلانات إن قبل ما أشتغل القصة اللي عاوز أحكيها بقول ايه الجمهور المستهدف وبحط احتمالات”.

ولفت إلى أن قصة الحرامي مستوحاة من أحداث حقيقية لشخصين؛ الأول قرأ حكايته عام 2013 على إحدى صفحات الحوادث، حيث ظل مقيما 40 يوما في أحد المنازل وحينما تم إلقاء القبض عليه أكد أنه لم يسرق وإنما أراد فقط الشعور بدفء الأسرة، إلا أن روايته لم يصدقها أحد، أما الثاني فهو شخص لا يعرف والديه وعاش طفولته كاملة في ملجأ للأيتام، ذلك الأمر الذي جعله لقيطًا في نظر المجتمع، وغير مؤهل للزواج بسبب نسبه.

أما تشابه اسمه مع بطل العمل كمال فوزي، فإنه أمرا لم يكن متعمدا، إلا أن هناك صفات مشتركة بينهما على حد وصفه، إذ أن كلاهما نشأ في بيئة فقيرة، حيث قال: “المجتمع مش عاوز يسمح للفقراء إنهم يصعدوا طبقيًا.. أنا ما زلت منتمي للطبقة اللي خرجت منها حتى وإن أصبحت منتمي لها بقلبي وبالأفكار اللي بعتنقها.. احنا الاتنين واحد”.

الحرامي

هذا ما ذكره بموقف آخر جمعه بحرامي حقيقي قال له: “أنا نفسي أبقى محترم زيك، انت ليه مفكر إني اخترت أبقى كده! أو إني اخترت أفضل طول الوقت شخص معرض لعنف المجتمع ومشتبه فيه؟!”.

وعلق على هذه الذكريات والمواقف قائلا: “عشان أكتب أو أخرج لازم أكون بتحرك في العالم، أنا بحب أقابل الناس ويحكولي وأحكي لهم”.

في نفس السياق، أكد “صالح” على أن الجمهور متشوقا لمشاهدة الأعمال التي تستعرض قصصا إنسانية، مستشهدا بأن أغلب الأعمال التلفزيونية التي حققت نجاحا كبيرا خلال الشهور الماضية استعرضت قصصا اجتماعية من بينها “ليه لأ”، وغيرها، حيث قال: “الأعمال اللي بتنجح مع الناس هي اللي بيقولوا عليه آه ده شبه اللي بنشوفه.. وأنا عندي أفكار اجتماعية بتشغلني ومن حقي إني أعبر عنها وطالما وصلت يبقى أنا نجحت”.

المشهد الأخير

وعلق على المشهد الأخير في المسلسل والذي ظهر فيه بطل العمل وهو يرسل طلب صداقة على تطبيق فيسبوك “لسالي” التي قامت بدورها الفنانة الشابة رنا رئيس، قائلا: “لأنه  في الجزء الأول مكنش معاه موبايل سمارت.. وبالتالي ده تطور حصل في الجزء التاني”، لافتًا إلى أن ذلك يشير إلى أن الأحداث ممتدة ويمكن عمل عدة أجزاء أخرى نظرا لمرونة الشخصيات.

الحرامي

فأر في المصيدة

فيما أشار إلى كتابة سيناريو الجزء الثاني كان أصعب نسبيا من الجزء الثاني، إذ أن الأول كان يدور في مكان محدد وهو المنزل، واصفا البطل بأنه كان أشبه بالفأر في المصيدة، الذي يحاول الهرب إلا أن إنسانيته منعته من ذلك، لكنه في الجزء الثاني تطلب أن تكون أحداثه في أماكن متعددة، معلقًا: “بخلق أماكن وشخصيات أعرف استخدمهم”، لافتًا إلى أنه تجنب أن تكون كل الأحداث تدور في إطار الإثارة حتى لا يضع المتفرج تحت ضغط كبير، لذا كان لا بد أن يتخلل العمل بعض المشاهد الرومانسية أو المواقف الطريفة.

هذا ما دفعه لتوضيح أن اختيار الفنان بيومي فؤاد لدور الأب، لم يكن يرجع إلى أنه فنانا كوميديا في الأساس، وإنما وقع الاختيار عليه لإمكانياته الفنية.

وعن كواليس التصوير، أكد أنه لا يحب أن يحضرها، لأن احترافيته تحتم عليه عدم التدخل في عمل المخرج، وبخصوص السيناريو فإنه دائما ما يتناقش مع فريق العمل نظرا لأنه عملا جماعيا وإذا كان هناك ما يستدعي التغيير فإنه لا يتردد طالما أن ذلك لا يمس الخطوط الرئيسية للفكرة الأساسية.

أما سبب اختيارهم بطل في سن صغير مثل أحمد داش، هو أنه يتمتع بالموهبة التي لا ترتبط أبدا بأي سن، لافتًا إلى أن اشتراكه في بطولة “الحرامي” لم يمنعه من المشاركة في أدوار أخرى، معلقًا: “بما إن فكرة العرض على المنصات ده جديد وموجه لشرايح جديدة، فكان لازم التجديد الكلي”.

ظهور نجله في المسلسل

علق “صالح” على ظهور نجله حسن في أحداث مسلسل “الحرامي” قائلا إنه طفل بعمر 7 سنوات، انبهر بعالم التمثيل إلا أنه يمكن الجزم حاليا على ما إذا كان موهوبا أم لا.. “ممكن يكون بيتهيأ له”.

نصيحة مخرج فلبيني

عُرف أحمد فوزي صالح، بشغفه لإخراج العديد من الأفلام التي حملت في مضمونها أفكار عميقة عن فئة المهمشين، لكن اتجاهه للكتابة التلفزيونية كانت لافتة للانتباه، وهذا ما كشف كواليسه، حيث قال إنه كان في عشاء ودي في مهرجان فينيس، بصحبة منتج فيلمه وبعض المخرجين الفلبينيين، وهنا دار الحديث كالآتي:

أحمد فوزي صالح للمنتج: النوع ده من الأفلام لما بننتجه في أوروبا بيبقى لصناعه راتب شهري عشان يأمنك ماديا وتفكر في الفيلم الجديد

المنتج لـ “صالح”: أنا بعد الفيلم هفتح فرن عيش في باريس

“صالح” لـ المنتج: وأنا هاجي أقف معاك في الفرن

ليقطع حديثهما مخرج فلبيني قائلا: في العالم العربي عندكم صناعة كبيرة للمسلسلات انتوا ممكن ترحوا تعملوا مسلسلات لانكم كريتبف فأي حاجة هتقولوها هتبقى جديدة في المسلسلات فلازم تجربوا، ده بجانب إن فيلمك بياخد 5 أو 6 سنين مدة كبيرة، واحنا زي الصنايعية ايدينا تتيبس وتنسى فلازم إيدك تبقى في الصانعة

استأنف أحمد فوزي صالح، توضيح ما سرده من حديث أكد على أن عمله في المسلسلات غيره كصانع أفلام، معلقًا: “بعمل أفلام غامضة شوية، لكن دلوقتي بدأت أفهم إزاي أقدر أتواصل مع الناس”، لافتًا أن الدليل على ذلك هو تقديم مسلسل “الحرامي” في صورة مبسطة متوازنة.

الحرافيش


كشف أحمد فوزي صالح، على أنه يعمل على تحضيرات مسلسل جديد بعنوان “الحرافيش”، مؤكدا على أن العمل ضخم وسيتم فيه معالجة 10 أجزاء ليتم عرضهم على مدار 5 أجزاء فقط، وهذا ما يجعله عملا صعبا، معلقًا: “من أحلام حياتي إنه يخرج للنور في القريب العاجل”.

الفن مستويات

رد “صالح” على اتهام أفلامه بالغموض قائلا إن الفن مستويات دلالية، وهو يحب هذه النوعيات من الأفلام التي تحتاج إلى عصف ذهني لفهم أحداثها -كل واحد يقول وجهة نظره- لافتًا إلا أنه غير ملزم بعرض حل للقضية التي يتحدث عنها معلقًا: “أنا مش مصلح اجتماعي.. أنا عندي أفكار مشغول بيها وبنفذها بطريقتي، ممكن أكون غلطان في اللحظة دي، بس هي دي قناعاتي حاليا”، مضيفا: “أنا بقدم فن، ممكن تبقى رسالة وجدانية، بتخليكي تفكري، مش لازم أقول رسالة واضحة”.

توثيق حقبة

وعن أعماله التي تتناول قصص لأماكن ومناطق تتم إزالتها حاليا مثل مساكت الصفيح في فيلمه “هاملت من عزبة الصفيح”، والمدابغ في فيلم “ورد مسموم”، أكد على أنهما فيلمين وثقا هذه الحقبة ويمكن الرجوع إليهما في المستقبل لمعرفة حالة المجتمع في هذا الوقت ومدى التطور الذي لحق به.

قضايا المرأة

أكد أحمد فوزي صالح، على أن انحيازه لقضايا المهمشين، لم يشغله عن الكتابة في قضايا المرأة، مؤكدا على أن كل أعماله التي لم تر النور بعد هي جميعها عن المرأة، عدا مسلسل “الحرافيش”.

واختتم حديثه بالكشف عن تفاصيل مسلسله المنتظر، والذي من المقرر أن تدور أحداثه على مدار 10 حلقات عبر إحدى المنصات حول العصابات والجريمة في جو من التشويق والإثارة، إذ أن فكرته تطرح سؤالا هاما هو “ماذا لو تحول الشخص البرئ إلى مجرم؟”.