مؤمن المحمدي يواصل رحلة توثيق إبراهيم الأبيض ..ألف مشهد ومشهد (47)

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

عبد الملك زرزور بـ يحب حورية، إبراهيم الأبيض كمان بـ يحبها، بس الفرق بينهم كبير كبير، زي الفرق بين الحياة والموت.

زرزور راجل مدرك جدا ضعفه قدام الحب ده، واللي مدرك ضعفه، يعرف حجم قوته، ويقدر يستغلها طول الوقت. كما إن الإحساس بـ الضعف، أعزك الله، يورث الحكمة. إنما إبراهيم الجرأة واخداه، فاهم إنه يقدر ع الدنيا لـ وحده.

أول لقاء بين إبراهيم وزرزور كان بعد عركة خاضها إبراهيم بـ طوله ضد الزرازير جميعا، وكان هـ يروح فيها، لولا المعلم أنقذه، فـ انتهى الموقف بـ إنه واقف قدام المعلم ينظر في أمره. كان ممكن إبراهيم يروح لـ زرزور مباشرة، بس ما يبقاش الأبيض. كان لازم يقف الوقفة دي وهو معلم على معظم رجالة زرزور.

عبد الملك شرح لـ إبراهيم إن الجرأة حلوة مفيش كلام، بس مش مفيدة، وقرر إنه يتعامل معاه زي نخلة غير مرغوب فيها نبتت فـ حوش داره، هـ يستنى يجني ثمارها، وبعدين يقطعها.

عبد الملك زرزور بـ يحب حورية، إبراهيم الأبيض كمان بـ يحبها، بس علاقة زرزور بيها واضحة، محددة، سالكة، باينة فين مشكلتها، حتى لو المشكلة دي مالهاش حل. هي مش قابلة إنها تنام معاه، يوم ما تقبل تتحل القصة كلها.

علاقة إبراهيم بـ حورية مش كده خالص، دي علاقة مرتبكة مشتبكة ملتبسة ملتبخة، أمها قتلت أبوه بـ مساعدة أبوها، وهو قتل أبوها، وما قتلوش ردا ولا انتقاما، قتله بـ سببها، لـ إنه كان بـ ينام معاها وهم عيال، فـ الراجل عرف، وعاقبه بـ مزيد من القهر اللي كان بـ الفعل بـ يمارسه عليه.

الدم سادد الطريق بين إبراهيم وحورية، هو عنده استعداد يسامح، وهي ما عندهاش، ولما بقى عندها، كان هو مش موجود.

دخل السجن في وشاية، وخرج علشان يلاقي السدود بـ تزيد سد، هي ضاعت بـ الجواز، واتسجن تاني، وخرج، علشان يلاقي السدود بـ تزيد سد، هو ما يعرفوش، لما عشري هجم عليها، الدم والوشاية والخيانة، حورية مش ليك يا إبراهيم، مش مقسومالك.

عبد الملك زرزور بـ يحب حورية، إبراهيم الأبيض كمان بـ يحبها، بس كل واحد كان عنده رغبة فـ حتة، وخد الحتة التانية اللي مش عايزها، اللي كان عايز ينام معاها، اتجوزها وعاش معاها، بس ما نالش غرضه. واللي كان عايز يتجوزها ويعيش معاها، نام معاها، بس ما خدش غرضه منها.

إبراهيم هو الفعل، علشان كده كان مهم يكون واحد فـ اللياقة البدنية بتاعة أحمد السقا، مش ضروري يكون ممثل يعتمد على انفعالاته، جسم إبراهيم هو حدوته الخاصة، جسمه هو الحاجة الوحيدة اللي بـ يمتلكها في رحلة البحث عن الروح.

زرزور هو العقل، علشان كده كان مهم يكون ممثل بـ حجم محمود عبد العزيز، كل بصة ليها معنى، كل انفعال واضح، كل جملة بـ يقولها بـ تعبر عن قاعدة فـ الحياة، روح زرزور هي الحاجة الوحيدة اللي بـ يمتلكها في رحلة البحث عن الجسد.

وحورية هي الحياة، اللي محدش طالها، أو محدش طالها زي ما هو عايز،
دنيا غرورة وعقصة
كيف السمك فـ المداور
بـ تدي كل زول رقصة
وقت السفر لم تشاور

بس زرزور قتل إبراهيم، زرزور عاش وإبراهيم مات، ده نظريا، لكن فعليا زرزور هو اللي مات بـ الحياة، وإبراهيم عاش بـ الأسطورة، عاش لـ إنه مات علشانها، بعد ما علشان علشانها، ولهذا كان الفيلم اسمه إبراهيم الأبيض، مش عبد الملك زرزور.

عاش

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (46)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (45)

 مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (44)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (43) ..صفي الدين محمود الصانع

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (42) معسكر التدريب

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (41) ماكينزي .. أهلا بـ المعارك

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (40).. أنسي أبو سيف عين الحياة

.