بعد 42 عاماً على صدوره..تحذير : هذا الكتاب مُفبرك بالكامل

محمد عبد الرحمن

لم يكتفى مقال الكاتب الصحفي محمد موسى لا يوجد صحفيون في الجنة بإثارة الجدل حول المنحدرات المهنية التي تعاني منها مهنة الصحافة في مصر هذه الأيام بعدما سارت في اتجاه معاكس  للذي كان يجب أن تسير إليه بعد ثورة يناير، لكن المقال المنشور بجريدة الشروق لفت الإنتباه إلى أن نشر “الفبركة والأكاذيب” هو شجرة متأصلة الجذور – للأسف- في تُربة الصحافة المصرية، فبدون قصد مباشر كشف موسى عن “فبركة” كتاب نال شهرة عريضة في سبعينيات القرن الماضي ولازال متداولا حتى اليوم باعتباره مرجعا لكل صحفي يريد كشف أسرار المجتمع من خلال التنكر والتخفي والوصول لأسرار لن يعرفها غيره ولن يشهد عليها إلا هو، بل أرجع البعض ما تقدمه برامج تلفزيونية حاليا من حوارات مع الجن والعفاريت والمجرمين ومخالفى القانون لأصل هذا الكتاب باعتباره رائدا في هذا المجال.

كان محمد موسى قد لفت في مقاله إلى أن كتاب ” مغامرات صحفي في قاع المجتمع المصري” كان سببا في دخوله المهنة، وذكر أن الكتاب الذي لم ينشر اسمه صاحبه في المقال كان مدعما بصور للمصور الراحل الكبير فاروق إبراهيم، وكان الكاتب يتنكر في شخصية متسول، وخادم ، وسايس وغير ذلك من أجل كشف كواليس عصابات الإجرام في ذلك الحين، لكن موسى المصدوم في المهنة برمتها، التقى فاروق إبراهيم لاحقا  وقال له قصته مع الكتاب لكن رد المصور الكبير صعق الصحفي الشاب وقتها، قال فاروق إبراهيم نصا حسب مقال موسى ” أغرق الراحل الجميل في الضحك، وسألني: انت بتتكلم بجد؟ ما فيش في الكتاب قصة واحدة حقيقية. كله تأليف. كل أسبوع كان يقول لي: المغامرة الجديدة عن كذا. نطلع الشارع نعمل كام صورة، وهو يختفي في لوكاندة في وسط البلد، ويرجع لنا بالحكاية الجديدة بعد كام يوم، رحل فاروق إبراهيم وترك لي أجمل ضحكة، وأخطر اعتراف: ولا حكاية من دول حصلت، قالها وهو يخرج عن الهزار ليسألني: هو انت عبيط؟ أول مغامرة كانت الخدمة في البيوت، وأول صفحة في الكتاب فيها صورة الصحفي المتنكر، ومعاه صاحب البيت في الروب دي شامبر، وانا صورتها ازاي بقى؟ ما تعديش على واحد ذكي زيك يعني “صحفي في قاع المجتمع المصري-2

الإسم المسكوت عنه في مقال محمد موسى هو الكاتب الراحل عبد العاطي حامد أحد أبرز صحفيي أخبار اليوم في هذه المرحلة، الكتاب صدر عن سلسلة كتاب اليوم يوليو 1974 ، ولعبد العاطي حامد كتاب شهير أخر بعنوان “حكايتي مع الجن والعفاريت” ، يمكن الآن أن نشكك أيضا في مضمونه بناء على شهادة فاروق إبراهيم التي نشرها على عهدته محمد موسى (لا تنسى الربط بين عنوان الكتاب وحلقات ريهام سعيد)، فإذا كان حامد – رحمه الله – فبرك قصصا مرتبطة بتجار مخدرات وعصابات إجرامية فكيف سيكون الحال مع دجالين ومشعوذين وجن وعفاريت .

لعبد العاطي حامد قصة تستحق أن تروى للأجيال الجديدة من الصحفيين، لكنها تحتاج لشاهد عيان يكون ملم بكل التفاصيل ويرصد ما حدث من كل الزوايا، سواء صدامه مع إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم في بداية الثمانينات واتهام سعدة له بالفساد ووصفه بالميلونير الصعلوك وصولا لوفاته في حادث سيارة غامض التفاصيل قبل 3 عقود من الآن، لكن ما يمكن الإكتفاء به حاليا هو هذا “البوست المختصر” الذي نشره الكاتب الصحفي سليمان الحكيم عبر صفحته على فيس بوك في سبتمبر 2013، كان الحكيم يحاول مناقشة قضية أخرى ترتبط بصناعة الصحفي، لكن كلامه قد يفسر من زاوية مختلفة كيف وقع قراء كثيرون وليس موسى وحده في فخ الكتاب المُفبرك .

كتب سليمان الحكيم ما يلي

” هل يولد الصحفي أم يصنع ؟

هذا هو السؤال الذي كان موضوعا للجدل والحوار بين العملاقين محمد التابعي وتلميذه مصطفي أمين .. التابعي كان يري أن الصحفي يولد أي أن الموهبة الفطرية لازمة وضرورية له ليشق طريقه في بلاط صاحبة الجلالة .. بينما كان مصطفي أمين يري أن التجربة والممارسة أهم للصحفي من الموهبة ولكي يؤكد وجهة نظره جاء بشاب كان يعمل بالأسانسير في أخبار اليوم وألحقه بقسم الحوادث في الجريدة ليتولي صحفيوها تدريبه علي المهنة وما هي إلا سنوات قليلة حتي أصبح “عبدالعاطي حامد” من ألمع محرري قسم الحوادث في مصر قبل أن ينتقل إلي قسم التحقيقات ليصبح واحدا من رواد التحقيق الاستقصائي في الصحافة المصرية حين قام بالتنكر في صورة شحات ليدخل عالم التسول كاشفا أسراره .. وتنكر كذلك في صورة ممرض بأحد المستشفيات الحكومية ليكشف سلبيات العمل بتلك الأماكن .. وفي عز شهرته لقي عبد العاطي حامد مصرعه في حادث سيارة وأصيبت زوجته مذيعة التليفزيون “فاطمة الكساباني” بإصابات بليغة .. رحم الله مصطفي أمين والتابعي فكلاهما كان علي حق فصحفي بلا موهبة مثل مطرب بلا حنجرة وصحفي بلا خبرة مثل عازف بلا آلة .. ورحم الله عبد العاطي حامد محرر الحوادث الذي لم يكن يعلم أنه سيصبح خبرا في صفحاتها ..!! ”

اقرأ أيضـًا:

15 صورة من عزاء ميرنا المهندس

تفاصيل المرض الذي هزم ميرنا المهندس

ميرنا المهندس .. 25 سنة تمثيل و5 أعمال لافتة

4 معلومات خاطئة عن حفل افتتاح قناة السويس الجديدة

لماذا يعد حفل الافتتاح أفضل من حفلات المناسبات الوطنية السابقة ؟

مشادة بين باحث اقتصادي ومذيعة الجزيرة بسبب قناة السويس الجديدة

أبرز 9 مشاهد في حفل افتتاح قناة السويس

احتفال قناه السويس لم يصل لـ”أنا آسف يا ريس”

خمس ملاحظات على كلمة السيسي في افتتاح قناة السويس الجديدة

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا