تفاصيل العلاج النفسي الذي تلقاه الأمير هاري

أسماء مندور

في سلسلة وثائقية جديدة عن الصحة العقلية مع المذيعة الأمريكية أوبرا وينفري، خضع الأمير هاري لشكل من أشكال العلاج المعروف باسم “إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة” (EMDR)، لعلاج الاضطرابات النفسية التي عانى منها، الناجمة عن وفاة والدته، الأميرة ديانا، عندما كان عمره 12 عامًا.

هذا العلاج تم تطويره في الثمانينيات من قِبل عالمة النفس الأمريكية “فرانسين شابيرو”، فعندما كانت تسير في الحديقة، لاحظت أن حركات عينيها تخفف من الضغط النفسي لذكرياتها المؤلمة، ثم اختبرت هذه الطريقة على بعض الأشخاص، وبمرور الوقت طورت علاجًا نفسيًا موحدًا لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الذكريات المؤلمة.

نرشح لك: إلى أي مدى يعرف الصحفيون ما يريده الجمهور منهم؟

اضطراب ما بعد الصدمة

وفقًا للجارديان، فإن العلاج موصى به من قِبل المعهد الوطني للرعاية الصحية، ومنظمة الصحة العالمية لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، ويُستخدم لمعالجة مجموعة متنوعة من المشاكل الناجمة عن الصدمات السابقة، التي يواجه فيها المرضى حدثًا مزعجًا للغاية في ماضيهم ويعود إلى الظهور من خلال الأفكار المتطفلة أو الكوابيس أو ذكريات الماضي، مما يسبب الخوف والقلق، وأحيانًا الرغبة في تجنب المواقف التي تثير الذاكرة.

يشارك الأشخاص الذين خضعوا لعلاج “إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة” في عدة جلسات، يُطلب منهم خلالها التركيز على التجارب التي تزعجهم والأحاسيس التي تسببها تلك الذكريات.

في جلساته مع أخصائية العلاج النفسي “سانجا أوكلي”، يصف هاري السفر إلى لندن بأنه “محفز” لاضطراباته ويُشعره بأنه “مُطارَد”.

التحفيز الثنائي

أثناء التركيز على تجربة أو حدث معين، يتلقى الأشخاص الذين يخضعون لهذا العلاج ما يسمى “التحفيز الثنائي”، يعني هذا غالبًا اتباع إصبع المعالج أثناء تحركه إلى اليسار واليمين، أو تشغيل الأصوات في أذن واحدة ثم الأخرى.

الهدف من هذه الطريقة هو تقليل المشاعر المؤلمة التي تسببها ذكريات معينة ومواقف محفزة. من غير الواضح كيف يعمل هذا، لكن الفكرة هي أن الأحداث الصادمة لا يتم تخزينها بنفس طريقة تخزين الذكريات الطبيعية والصحية، وبالتالي يمكنها الظهور والتطفل، ففي أثناء العلاج، يضطر الأشخاص إلى تشتيت انتباههم، مع التركيز على “التحفيز الثنائي” في نفس الوقت الذي يركزون فيه على الحدث الصادم.

لا يساعد العلاج الأشخاص على نسيان الذكريات السيئة، ولكن يُقال إنه يخفف من الضغط والألم النفسي الذي تسببه تلك الذكريات، من خلال السماح للدماغ بمعالجتها وتخزينها بشكل طبيعي في الذاكرة.