كيف تطور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أسماء مندور

مع تصاعد القتال بين المحتلين الإسرائيليين والمناضلين الفلسطينيين على الأرض، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا ساحة للتعبير عن التوترات بين الطرفين، كما أصبحت تطبيقات الفيديو أيضًا منصة رئيسية لمشاركة الأخبار، حيث يتمتع موقع تيك توك المملوك للصينيين بجمهور واسع، معظمهم من الشباب، مع ما يقدر بنحو 700 مليون مستخدم شهري في جميع أنحاء العالم.

انتشرت صور إطلاق الصواريخ الإسرائيلية والدمار في غزة والاحتجاجات الفلسطينية على الموقع، لقد جلب الصراع إلى شاشات هواتف الناس في جميع أنحاء العالم، خاصةً توترات الأوضاع هذا الأسبوع بين غزة وإسرائيل، والذي يعتبر الأسوأ منذ عام 2014.

نرشح لك: أهمية مسايرة الصحافة للعالم الرقمي

 

جاء ذلك بعد أسابيع من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتصاعد في القدس الشرقية، والذي بلغ ذروته في اشتباكات مع اليهود في موقع يقدسه المسلمين، حيث صمدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، بعد تحذير إسرائيل بالانسحاب من الموقع، مما أدى إلى ضربات جوية انتقامية.

الجانب الفلسطيني

لكن قبل اندلاع القتال الأخير، اندلعت التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على تيك توك، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، حيث نشر المستخدمون مقاطع فيديو تحت هاشتاج #انقذوا الشيخ جراح #SaveSheikhJarrah، في إشارة إلى التهديد بإجلاء عائلات فلسطينية في أحد أحياء القدس الشرقية، تم بالفعل مشاهدة مقاطع الفيديو هذه ومشاركتها في جميع أنحاء العالم.

من جانبه، قال كريس ستوكلي ووكر، مؤلف كتاب TikTok Boom ، لـBBC: إن سهولة استخدام تيك توك وشعبيته الهائلة سمحت بالانتشار السريع لمحتواه، كما أن إنشاء أدوات للفيديو من خلال التطبيق أمر بسيط للغاية، بحيث يمكن لأي شخص بدءًا من سن 12 عامًا إلى 90 عامًا أن يقوم بذلك بنفسه دون كل هذا القدر من الذكاء التقني، بالإضافة أيضًا إلى حجم الجمهور على المنصة، نحن نعلم أن تيك توك لديه ما يقرب من 732 مليون مستخدم نشط شهريًا في جميع أنحاء العالم، لذلك إذا كنت تنشر شيئًا ما، فمن المؤكد أن يراه الكثير من الناس”.

وفي نفس السياق، استخدم رواد تيك توك، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل فيسبوك و إنستجرام و تويتر، هاشتاج #انقذوا الشيخ جراح #SaveSheikhJarrah ، إلى جانب لقطات من الاشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية، وكذلك الوضع على الأرض في غزة، ومقطع فيديو آخر يُظهر أشخاصًا يفرون من الضربات الإسرائيلية في غزة، وقد نُشر تحت نفس الهاشتاج من قِبل موقع إخباري مسلم ومقره الولايات المتحدة، حصل على أكثر من 44 مليون مشاهدة على تيك توك.

الجانب الإسرائيلي

ومن جانبهم،  نشر أنصار قوات الاحتلال مقطع فيديو يزعم أن جنديًا إسرائيليًا يحمي امرأة فلسطينية من الحجارة التي ألقاها المتظاهرون الفلسطينيون، حقق الفيديو أكثر من 1.5 مليون مشاهدة.

ولجيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا وجود قوي على الإنترنت، فلديه 1.3 مليون متابع على تويتر، وأكثر من 70 ألف متابع على تيك توك، حيث ينشر مقاطع فيديو لقواته أثناء القتال ومشاهد من داخل إسرائيل.

وفي نفس السياق، انتشر مقطع فيديو هذا الشهر على كل من تيك توك وتويتر يظهر يهودًا يرقصون ويهتفون بينما تحترق شجرة في ساحة المسجد الأقصى بالقدس، قال مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إنهم كانوا يحتفلون بتدمير المسجد، لكن ادعت الشرطة الإسرائيلية إن ذلك كان بسبب الألعاب النارية التي أطلقها المتظاهرون الفلسطينيون، بينما قال المتظاهرون إن ذلك كان بسبب القنابل التي تستخدمها قوات الاحتلال.

مساء الخميس، طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، من فيسبوك وتيك توك إزالة المنشورات من مواقعهما التي زعم أنها “تشجع على العنف”، وادعى أن تلك الإجراءات من شأنها أن تمنع بشكل مباشر أعمال العنف التي يتم تحريكها عن قصد عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل العناصر التي تسعى إلى إلحاق الضرر بالبلاد.

وبحسب ما ذكرته وسائل الأخبار الإسرائيلية، وعد المسؤولون التنفيذيون في كلتا الشركتين بالعمل بسرعة وفعالية لمنع التحريض على شبكتيهما.