انتهت مسلسلات رمضان.. وبدأ مسلسل "إيهاب طلعت"

تحليل يكتبه رئيس التحرير 

فيما تتبادل القنوات المصرية  “العروض الثانية” لمسلسلات رمضان، يتابع العاملون في سوق الصحافة والإعلام والإعلان في مصر مسلسل بدأ فجاة قبل ثلاثة أيام ولا يعرف أحد كيف سينتهي.

من الصعب اختيار اسم يعكس هذا المسلسل بدقة، رغم أن الشخصية محور الأحداث معروفة ويشير إليها الجميع، الخبير الإعلامي والإعلاني البارز “إيهاب طلعت” الذي عاد قبل عامين تقريبا وقرر أن يستعيد مكانته التي اعتاد عليها في سوق الإعلام المصري قبل خروجه منها عام  2006  .

مهلا العبارة السابقة غير دقيقة، “طلعت” لم يقرر فقط إستعادة المكانة بل الإستحواذ على ما يستطيع من سوق الصحافة والفضائيات في مصر، رغم امتلاء هذا السوق بمنافسين لم يكونوا على الساحة وقت صعوده الكبير في السنوات الأولى لبرنامج التوك شو الشهير “البيت بيتك” .

الطموح مشروع بالتأكيد، الإحتكار ليس جريمة طالما وافق عليه كل الأطراف، لكن المهم نجاح المحتكر في الوفاء بإلتزمات هذا الإستحواذ.

هل يمكن أن نطلق على المسلسل اسم ” إيهاب طلعت وشركاؤه”، أو ” حلفاء وخصوم إيهاب طلعت”؟  كلاهما غير مناسب بسبب حجم “الإنقلابات” التي تابعناها خلال الأيام الأخيرة، فلنستقر إذن على الإسم المجرد، مسلسل “إيهاب طلعت” الذي اعتبر البعض أن الحلقة الأولى بدأت بإطلاق المصري اليوم مدفعيتها الثقيلة ضد وكالة “بروموميديا” التي يملكها نجيب ساويرس ويديرها طلعت، لكن لأن الذكرى تنفع المؤمنين فقد طرحنا في إعلام.أورج الخطوط الأولى لهذا المسلسل في تقرير منشور في ثاني أيام العام الحالي

 إيهاب طلعت.. من 2014 إلى 2015 علامات الاستفهام مستمرة !!  

التقرير أثار غضبا كبيرا ضد الموقع الذي كان يخطو نحو شهره الثاني في هذا التوقيت، وأثار أيضا  قلق معظم العاملين في سوق الميديا المصرية، قلق هؤلاء تحول لاحقا إلى غضب ليس منا، ولكن من القائمين على السوق التي عانت من جفاف مالي غير مسبوق هذا العام، جفاف مرشح للبقاء لشهور أخرى طويلة، جفاف غير مرتبط فقط بالوكالات الإعلانية والقنوات المصرية التي تعاني جميعها من تخبط بالغ في الإدارة وأوجه الإنفاق، وإنما الوضع الإقتصادي كله لم يكن على ما يرام .

نعم، أنت محق  سوق الإعلانات المصري انتعش بشدة في رمضان، فيما عدا كوكاكولا، كل المعلنين الكبار تواجدوا بقوة وظهر معلنون أخرون بعضهم مثل “شاي العروسة” استمر على الشاشة ثلاثين يوما متتالية، فكيف واصل الجفاف صموده في حلق مدينة الإنتاج الإعلامي؟

الإجابة باختصار لأن ما يأتي حتى لو تضاعف أقل بكثير مما هو مطلوب من أجور وتكاليف إنتاج، أقل بكثير مما وعد به إيهاب طلعت عملاءه، خصوصا عندما يكون طلعت قد وزع جهده ما بين الإنتاج الدرامي والوكالة الإعلانية وغير ذلك من نشاطات، كله دخل في كله، لكن الآلة الحاسبة لا تكذب، اللي جاي أقل بكتير من المطلوب.

نعم، أنت محق للمرة الثانية، هذه مقدمة طويلة كتلك التي يتميز بها معظم مقدمي برامج التوك شو في مصر، إذا هيا إلى الحلقة الأولى، أول ما قبلها بقليل.

الإعلان التشويقي 

المفارقة أن المسلسل الذي يقوم خطه الدرامي الآن على النزاع بين إيهاب طلعت والمصري اليوم بدأ من الأهرام، لا داع للتعجب الجريدة القومية الكبرى لديها نزاع كبير مع طلعت بسبب تأخره في سداد أقساط المديونية رغم أن اتفاق الصلح بينه وبين الأهرام هو الذي مهد لعودته للقاهرة.

01

الحلقة الأولى

بعد الإعلان التسويقي بساعات، أطلقت المصري اليوم الحلقة الأولى من مسلسل “إيهاب طلعت” ، خبر يؤكد أن ثلاث صحف خاصة هي “المصري اليوم” و”الوطن” و”اليوم السابع “صعدت إجراءاتها ضد طلعت الذي لم يلتزم ببنود التعاقد معها، مع الوضع في الإعتبار أن المصري لم تذكر في تقريرها أن طلعت مطالب بسداد 37 مليون جنيه للمصري اليوم، رغم أن الأهرام ذكرته في “الإعلان التشويقي” .

02

فاصل 1 : شهدت هذه الحلقة مفاجأة للجمهور من العاملين في السوق، وهي الإعلان لأول مرة عن وجود خلاف بين إيهاب طلعت واليوم السابع، لكن التشويق لم يستمر طويلا .

الحلقة الثانية

اليوم السابع تصدر بيانا تؤكد فيه أن علاقتها بشركة بروموميديا وإيهاب طلعت ممتازة ومستمرة، وتُكثف من نشر أخبار ونشاطات طلعت وتبرز ظهوره مع الإعلامي “عمرو الليثي” في برنامج “بوضوح” على فضائية الحياة باعتباره منتجا لمسلسل “لهفة” .

03

فاصل2 : لم يعد واضحا، هل أقحمت “المصري اليوم” اسم “اليوم السابع” في الخبر الأزمة، أم هناك خلاف فعلا تم تداركه سريعا حتى لا يقف طلعت بمفرده في مواجهة الصحف الغاضبة .

الحلقة الثالثة

لم تكتفِ “بروموميديا” بنفي اليوم السابع، أطلقت بيان “شديد اللهجة” ضد “المصري اليوم” كان واضحا أنه مكتوب على عجالة وبدون تدقيق، تضمن تناقضات كثيرة أبرزها أن المهندس نجيب ساويرس عنصر مشترك بين المؤسستين، دون أن يفسر البيان لماذا لم يتدخل لرأب الصدع، قال البيان أن المصري اليوم لم تلتزم بخطط التطوير التي اتفقت عليها مع “بروموميديا” ما أدى لتراجع الجريدة بوضوح، طب لماذا تستمر “بروموميديا” مع جريدة متراجعة؟ قال البيان أنه تم تجديد التعاقد مع جريدة الشروق، فيما نشرت الشروق نص البيان وغيرت هذه العبارة تحديدا وأكدت أنه جار التجديد، أي لم يتم رسميا ، قال البيان أن “بروموميديا” جددت التعاقد حتى 2020 مع قناة الحياة في رمضان الماضي، فلماذا لم يتم الإعلان عن ذلك إلا بعد عرض الحلقة الأولى من المسلسل .. (مسلسل “إيهاب طلعت” لو كنت نسيت) .

04

 

فاصل 3 : لم تلتزم قناة الحياة أبدا بمدة أي تعاقد بينها وبين أي وكالة إعلانية .

فاصل 4 : لم يقترب بيان “بروموميديا” من جريدة الوطن، لم يجب على ما نشرته المصري اليوم بخصوص الأزمة بين “برومو ميديا” و”الوطن” وهل فعلا أنذرت الجريدة الوكالة الإعلانية لفسخ العقد، وهل صحيح أن خطاب شكر تم تعليقه على حوائط “الوطن” موجه لمالكها الرئيسي محمد الأمين لأنه تدخل ودفع رواتب يونيو بعدما لم تورد “بروموميديا” ما عليها من مستحقات؟

سؤال الحلقة : هل منطقي أن تتعاقد 4 صحف خاصة من المفترض أنهم متنافسون مع وكيل إعلاني واحد؟

حلقة إستثنائية

البيان العنيف من برومو ميديا ضد “المصري اليوم” لم تنشره اليوم السابع التي اكتفت بنفي الأزمة فيما يخصها، نشرته وكالة أونا وهي مملوكة لبروموميديا كما هو معروف، لكن المفاجأة أن جريدة “الشروق” نشرته بنفس النص وبدون إعادة صياغة فيما عدا الفقرة الخاصة بها (راجع الحلقة الثالثة) لتضع نفسها في مواجهة موازية مع “المصري اليوم”، الأخيرة ردت “الضربة” بهذا الخبر.

05

فاصل 5 : قالت جريدة الأهرام في “الإعلان التشويقي” أن إيهاب طلعت يحاول السفر خارج مصر، وهو ما نفاه الأخير مرارا وتكرارا

الحلقة الرابعة

تبدأ هذه الحلقة بمجموعة من العاملين في مدينة الإنتاج الإعلامي وهم جالسون في مقهي “السكرية” الشهير، يحاولون إعادة ترتيب الأوراق، بروموميديا تضمن ontv  بالقطع فهي مملوكة لنجيب ساويرس الذي يملك الوكالة أيضا، العلاقة مع TeN  تبدو متماسكة حتى الآن إلا إذا كان تحت السطح نار أخرى لم يرتفع لهيبها بعد، الكرة الآن في ملعب الحياة التي تعاني من أزمات مالية خانقة وخطط تقشف غير مسبوقة، هل ستؤمن على بيان بروموميديا وتؤكد من طرفها أن التعاقد مستمر حتى 2020 لتكون بذلك أول  مؤسسة في مصر تعرف تفاصيل نشاطها بعد 5 سنوات من الآن، إنجاز إداري بكل المقاييس.

أما على مستوى الصحف فالوضع حتى الآن، المصري اليوم والوطن على الرصيف المقابل لبروموميديا ، فيما يقف إلى جوارها “اليوم السابع ” و”الشروق” .

أسئلة الحلقة : هل من مصلحة سوق الإعلام والصحافة في مصر خروج إيهاب طلعت منه، أم تسديد الديون وإعادة تنظيم السوق بشكل مختلف؟ وهل هناك وكالة أو أكثر مستعدة لأن تدخل بديلة لبروموميديا، وهل أسلوب العمل بين الصحف والقنوات من جهة والوكالة الإعلانية من جهة يحتاج إلى إعادة تقييم، هل القنوات المصرية أصلا تنفذ سياسات تضمن للوكالات الإعلانية أن تدعمها وتفي بتعاقداتها، ولماذا صدقت تلك القنوات والصحف أن وكالة – أيا كان اسمها- قادرة على توفير عشرات الملايين سنويا بما يتخطى حركة السوق، فمضت العقود سريعا ثم جاء الآن وقت الصدمة وتبادل الإتهامات؟

الحلقة الخامسة

لم تبدأ بعد

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضًا: 

 الفائزون تسعة والخاسرون سبعة في رمضان 2015 

مهرجان إعلام.أورج : أفضل 9 ممثلات في رمضان 2015 ..ونيللي كريم تكتسح

مهرجان إعلام.أورج : أفضل 9 ممثلين في رمضان 2015  

الجائزة الأخيرة لمهرجان إعلام.أورج : أفضل 3 مسلسلات في رمضان

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا