خلود أبو حمص نائب المدير التنفيذي لـ osn: ندرس إطلاق هذه القنوات

أجرى الحوار د.ياسر أيوب (نقلا عن مجلة 7 أيام)

الحوار بالنسبة لأى صحفى هو واحد من ثلاثة أنواع.. حوار يسعى الصحفى إليه ويتمناه.. وحوار يهرب منه ولا يريده.. والحوار الثالث هو الذى يفرض نفسه على الاثنين.. صاحب الحوار والصحفى الذى أجرى الحوار.. وكان حوارى مع خلود أبو حمص من هذا النوع الثالث.. فلا هى كانت تريد هذا الحوار أو غيره وهى نادرًا ما تتكلم أصلاً للإعلام بشكل مباشر رغم دورها ومنصبها كنائبة للرئيس التنفيذى لشبكة أو إس إن الكبرى والمسئولة المباشرة عن إدارة برامج هذه الشبكة عبر مختلف شاشاتها.. وواضح أنها اكتفت بدور صانعة النجاح والنجوم والأفكار الجديدة بعيدًا عن كل الأضواء التى تتركها لمن يسكنون شاشاتها وبرامجها.. وأنا أيضًا لم أكن أريد هذا الحوار مع واحدة من هؤلاء المديرين لمختلف الشبكات والمحطات مهما يكن نجاحهم وتفوقهم وكانت قدرتهم حيث إنه يبدو غالبًا كأنه حوار فى مطعم فاخر أو محل أنيق للأحذية الغالية.. ويصبح الصحفى فى هذه الحالة هو الزبون الذى يسأل عن أفضل الموجود.. والمدير يتباهى بأفضل ما لديه ويعدد الأصناف والأنواع والأشكال التى يفيض بها المطعم أو المحل.. وهكذا بدأ كلامنا خلود أبو حمص وأنا دون إرادة أو تفكير أو رغبة فى أى حوار.. وبعد قليل من الوقت.. أدركنا نحن الاثنان أن الحوار ممكن.. وبعد كثير من الوقت تأكدنا أنه قد يكون ضروريًا وبالتأكيد سيكون جميلاً.. ربما لأن خلود وافقت على أن تتحرر من أعباء وقيود وظيفتها وتفتح شبابيك روحها وفضاءات حياتها لى.. وربما لأننى أدركت أننى أحاور صاحبة حكاية مختلفة واستثنائية.. فهى امرأة فلسطينية درست الإعلام فى جامعة ماساتشوستس الأمريكية وكانت مراسلة صحفية وقت الحرب فى الخليج وكانت قبل إدارة أو إس إن مسئولة عن الخدمات الإبداعية فى شبكة أوربت.. وأشياء أخرى كثيرة باتت دافعًا وسببًا وتحريضًا على هذا الحوار الذى بدأته بسؤالها عما تبقى داخل عقلها وقلبها وفكرها منذ ممارستها العمل كمراسلة صحفية لشبكة إن بى سى أثناء حرب الخليج سنة 1990..

صحفية شابة وطموحة عاشت الحرب واقعًا ورأت الموت والدم والسلاح الثقيل يفرض كلمته على الأرض.. وما الذكريات التى لا تزال تسكن خلود من تلك الحرب حتى الآن؟

الإعلام فى زمن الحرب وميادين القتال ترك الأثر العميق فى نفسيتى حيث بدأت مسيرتى كمراسلة فى السنة الثانية من دراستى الجامعية لشبكة إن بى سى الأمريكية وانتهت بصقل شخصيتى ووضع قصص مهمة فهمتها الآن وأهمها الفصل بين وجهة النظر الشخصية والعمل الصحفى.. حيث أنت كصحفى يجب عليك الاستماع إلى كل وجهات النظر مهما اختلفت معها ومع قيمك الشخصية التى تؤمن بها وتربيت عليها.. عليك أن تكون موضوعيًا ومحايدًا عندما تقف أمام الكاميرا لتقديم تقرير ينقل الخبر 100% وليس الرأى العام أو الشخصى.. لم يكن ذلك بالسهل لأنه شىء لم أعتد عليه فى تلك السن فقد كنت كبقية الشباب متشبثة بآرائى ويغمرنى اندفاع شبابى لا يعرف التواضع أو الحلول الوسط. المسئولية الأخلاقية والأمانة المهنية والتدقيق فى مصادر المعلومات كانت من أهم الأشياء التى تعلمتها فى تلك الفترة.

وفى هاتين السنتين.. قدمت تقارير صحفية من 8 بلدان عربية و4 أجنبية وفى كل مرة عشت مآسى الحرب وتعرفت عن كثب على عدة وجهات نظر مختلفة ولكن رغم ذلك اكتشفت فى نفس الوقت أن المعاناة الإنسانية متشابهة مهما اختلف لون البشرة أو اللغة أو الدين أو الموطن.

 باعتبارك طالبة أمريكية رفيعة المستوى والمقام.. وبعد خبرة 19 عامًا مع الإعلام العربى.. كيف ترى خلود الفوارق بين الإعلام العربى والإعلام الغربى.. وما الذى ينقص الإعلام العربى ليتطابق مع الإعلام الذى درسته خلود فى جامعة ماساتشوستس؟

– لا أعتقد أنه هنالك أى ضرورة لمطابقة مناهجنا بمناهج الغرب أمريكى أو غيره. عندما نتحدث عن مسئولية إيصال معلومات بكل مصداقية أو صناعة تلفزيون وسينما بأرقى صورة وصوت فنحن فى النهاية نتحدث عن صناعة لها أهدافها التجارية ومسئولياتها المهنية مثلها مثل صناعة الأدوية أو الأغذية إلخ.. وإذا أحببت استرجاع شىء مما تعلمته فى الجامعة.. فهو أن الإعلام دائمًا عن منتج يجرى تقديمه لمستهلك وهناك مؤسسات تستثمر فى المنتج وهيئات أخرى تدافع عن حقوق المستهلك. وفى الغرب هذا المبدأ يشمل كل الصناعات ومنها صناعة الإعلام. وباعتقادى هذا ما هو مغيب فى الإعلام العربى.. كما أن الإعلام منتج غير ملموس ولكنه مرئى ومسموع وله تأثير خطير على حياة المشاهدين وأفكارهم.. لذا علينا أن نوجد ميثاقًا أخلاقيًا ومهنيًا لكل عمل صناعى وتجارى نرغب فى إحداثه بدون الرجوع إلى مثال غربى أو أمريكى. أظن أننا قادرون على ذلك بمفردنا: ألم نقدم للعالم الفلسفة والرياضيات وعلم الاجتماع منذ مئات السنين.. كنا أول من كتب أُسس أبجديات الطب والجراحة ودونّاها فى كتب وبحوث لها قواعد مازالت تطبق اليوم فى جامعات الغرب.. وصناعة الإعلام فى الخارج لها دور فى تثقيف الجمهور وفى نفس الوقت هدفها النجاح والذى له معايير واضحة من الناحية التجارية والإبداعية. لكن ذلك لا ينفى أن لدينا مسئولية مهنية وأخلاقية تقيّد عملنا: مازلت أتذكر يوم طلب منى آداء قسَم شرف المهنة للإعلام الذى لا يختلف عن قسم شرف مهنة الطب والمحاماة.

 ألم تشعر خلود فى أى لحظة سابقة بأنها تريد التخلى عن هموم وأعباء الإدارة ومسئوليتها وتحلم بالجلوس كإعلامية أمام الكاميرا.. أو بمعنى آخر.. هل عاشت خلود اللحظة التى حلمت فيها بأن تكون هى النجمة وليس دورها العظيم كصانعة للنجوم؟

– تضحك خلود وهى تقول.. لو جاءتنى هذه الفرصة فلن أتردد لحظة.. ولكننى سعيدة بما حققته على الصعيدين المهنى والشخصى أضواء الشهرة والحضور أمام الكاميرا يلهيك عن العمل الإبداعى وصعب أن تقوم بالوظيفتين فى آن واحد. الكثير يطلبون منى أن أقدم عملاً تلفزيونيًا لكن كما قلت سابقًا.. وتواصل خلود ضحكاتها وهى تقول إنها تفضّل أكثر أن تكون نجمة وراء الكاميرا لا أمامها.

1

 ما الطموح المشترك حاليًا بين أو إس إن وخلود أبو حمص؟

– تحدى الأمر الواقع باستمرار وعدم القبول بما هو سائد وكما قال ألبرت آينشتاين “إذا لم يوافق الواقع مع النظرية غيِّر الواقع.. العمل على الرفع من القدرات الذاتية للوصول إلى أعلى مستويات الأداء.

دراية كاملة بأن النجاح مبنىٌ على العمل الشاق والمثابرة لا على ضربات الحظ.. والعمل المشترك هو سر النجاح.. كلنا حلقات متصلة ببعضها البعض: نجاح الشركة مبنى على عمل كل الأقسام كخلايا جسم واحد فلا يمكن للقلب أن ينبض بدون عقل مدبر ورجلين تقودهما إلى طريق النجاح.

أما طموحى فهو أن ننشر صورة مشرفة لعالمنا العربى صورة تعكس واقعنا وتعطينا بصيص أملٍ فى غدٍ مشرق إعلام نتشرف به ويتشرف بنا. طموحى أن أفتح جهاز التلفزيون لتستقبلنى صور الأطفال يمرحون لا ينزفون.. مدرس يلقى درسًا فى المحبة لا فى الكره فنانة أطرب لسماع صوتها لا من رقصات خصرها.. برنامج يطلعنى عما خفى عنى وينير طريقى.. مسلسل يخفف من ضجرى وينسينى تعب اليوم. تلك هى طموحاتى وذلك هو هدفى الشخصى والمهنى: أن أقدم للمشاهد ترفيهًا متميزًا متألقًا نباهى به ويباهى بنا.

 تديرين بنجاح 14 قناة حاليًا تجمع ما بين البرامج والترفيه والسينما والدراما.. لو افترضت جدلاً أنك الآن بصدد إنشاء القناة الخامسة عشرة.. ما المادة التى ستضعها خلود فى هذه القناة وما الأفكار التى ستسعى وراءها خلود وتحلم بها وتطاردها فى مثل هذه القناة الجديدة؟

– لا أستطيع فصل نفسى عن أو إس إن وهنا تكمن صعوبة الإجابة عن هذا السؤال.. لكن هناك العديد من الأفكار التى هى بصدد الدراسة منها قناة تكرّم السينما العربية وتعطيها المكانة التى تستحق. وقناة تخصص حصريًا لعرض الإنتاج والبرامج العربية فقط: نكتشف فيها عالمنا العربى الجميل بكل مكوناته الثقافية والجغرافية والسياحية: موسيقى طبخ روحانيات إلخ. قناة عربية بعيون عربية.

 ما الأحلام التى حققتها خلود فى أو إس إن حتى الآن وما الحلم الذى لم يتحقق حتى الآن؟

– حلمى أن تستمر فى دورها الريادى فى المنطقة وتغيّر طريقة مشاهدة التلفزيون ليست فقط شبكة قنوات مشفرة بل هى أسلوب حياة تمكنك من التحكم فى التلفزيون واختيار الوقت المناسب لمشاهدته.

 هل أعباء إدارة مجموعة أو إس إن الضخمة والناجحة كان لها تأثير على حياة خلود الشخصية والتزاماتها الإنسانية والاجتماعية؟

– بالطبع هناك ثمن يدفعه كل شخص يطمح إلى النجاح. أنا أطلب بالالتزام الكلى من فريق عملى فعلىَّ أن أكون قدوة لهم فى المثابرة على العمل وقضاء ساعات طويلة فى المكتب وذلك يكون على حساب حياتك الشخصية. لعلنى أكثر الناس حظًا لأن عائلتى تقف دائمًا إلى جانبى وتراعى متطلبات العمل. أمى مثلاً من أكبر متابعى أو إس إن ولا تتردد فى الإدلاء برأيها مهما يكن.. أحيانًا أخاف رأيّها أكثر من الجمهور (ابتسامة) فى الحقيقة عليك أن تقوم بمعادلة متوازنة بين الحياة الشخصية والمهنية وإلا فقدت الاثنين.

ما أبرز نجاحات أو إس إن مؤخرًا كما تراها خلود أبو حمص؟

– عندما أطلقنا قناة أو إس إن يا هلا منذ قرابة السنوات الأربع بإمكانات بسيطة لكن بفريق طموح وشاب شكك الكثيرون من قدرتنا فى النجاح. قيل لى “كيف لهذه القناة الناشئة أن تزاحم كبرى القنوات فى المنطقة؟” يا هلا لن تكون قصة نجاحنا الأخيرة بل صفحة أولى لرواية التميُّز التى نريد نشرها فى العالم العربى بأكمله وخلال فترة قصيرة أثبتنا أننا فعلاً يمكن أن نقوم بنقلة نوعية فى الإنتاج العربى بالاعتماد على قدرات شبابية وتقديم برامج مبتكرة لها بعد توعوى وترفيهى فى نفس الوقت.

 ما الجديد الذى قدمته أو إس إن فى رمضان الماضى وعيد الفطر أيضًا.. وهل هناك تغيير وبرامج وأفكار وخطط جديدة بعد عيد الفطر؟

– خلال رمضان قمنا بعرض 12 مسلسلاً جديدًا ومنها 4 مسلسلات حصرية. لقد أولينا خلال هذا الشهر الفضيل أهمية قصوى لتغيير طريقة المشاهدة مع ما يناسب أسلوب حياة الفرد وليس ضروريات البث. كنا أول قناة تبث مسلسلات قبل 5 أيام من رمضان ضمن ما يعرف بالعرض المسبق. وخلال رمضان أطلقنا خدمة ما فاتك تى فى التى تمكن المشاهد الكريم من متابعة كل لم يشاهده من حلقات مسلسلات رمضان المتعددة. ونظرًا لكثرة العروض الدرامية فى رمضان.

خلود أبو حمص 002

 ما علاقة أو إس إن بباقى المحطات والشاشات العربية الأخرى فى الشرق الأوسط؟

– علاقتنا ممتازة مع كل القنوات وإن كان سؤالك معناه هل هناك علاقة تنافسية مع بعض القنوات أم لا فيمكننى الجزم بأننا لا نسن إستراتيجيتنا بناء على ما يقوم به غيرنا.. إن هدفنا هو تقديم محتوى متميز يستسيغه المشاهد ويقبل عليه. بالطبع لدينا علاقات تجارية مع بعض القنوات المفتوحة التى تبث بعض برامجنا بعد عرضها الحصرى والأولى على أو إس إن.

 كيف ترى خلود أبو حمص الإعلام التلفزيونى العربى.. سياسيًا ورياضيًا واجتماعيًا وطبيًا وثقافيًا؟

– الإعلام العربى يمرّ بفترة حرجة.. مئات القنوات لكن المشاهدة حكر على العشرات. أموال طائلة ضخّت بدون دراسة جديّة للسوق فترى البعض منها (القنوات) لا تعدو أن تكون مجرد نافذة لهذا أو ذاك للتعبير عن وجهة نظر أو فكر أو سياسة.

صحيح التنوع فى القنوات إيجابى إذا ما تزامن مع تنوع فى العرض لكن إذا تنقلت بين القنوات فستجدها متشابهة كمًا وكيفًا ولا تختلف إلا بالرمز أو الشارة فالمبدع يعيد ويكرر نفسه من مسلسل إلى آخر والخبر على هذه القناة لا يختلف على الثانية إلا من حيث توجيه اللوم أو التأويل السياسى. أما برامج المرأة فلا تقبل عليها حواء وبرامج الأطفال يهرب منها الأطفال بل يهرولون أحيانًا. قنوات حكومية تتكلم باسم الشعب لا يشاهدها إلا قلة مختارة.

علينا مراجعة علاقتنا مع المشاهد وفهم متغيرات عصرنا الحالى لكى نبقى على صلة به وبأذواقه نصرف الملايين سنويًا فى إنتاجات ضخمة بعضها مفلسة ولا نصرف إلا القليل لدراسة ومعرفة أهم عنصر فى صناعة الإعلام.. المشاهد.

 

اقـرأ أيضـاً:

شوبير يقدم أدلة سحر “فتحي مبروك”

عكاشة يُعلن موعد سقوط الأسد

سهير رمزي لإعلام.أورج: الزواج من عمر الشريف شرف لأي إمراة

10 صور جديدة من زفاف أيتن عامر أبرزها قبلة العروسين

Arab wood يكشف الرصيد البنكي لعمر الشريف   

مصطفى بكري يُبلغ عن “إخواني” على الهواء

شاهد “بروفة” افتتاح قناة السويس الجديدة

خالد الغندور للإعلاميين: اشمعنى لاعيبة الأهلي؟

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا