الأهرام ويكلي تحتفل بعيد ميلادها الثلاثين

محمد إسماعيل الحلواني

تحتفل صحيفة “الأهرام ويكلي” بعيد ميلادها الثلاثين فقد تزامن تأسيسها مع الحرب التي قادتها الولايات المتحدة لطرد العراق من الكويت عام 1991، والمعروفة باسم عاصفة الصحراء، إحدى أهم الأحداث في الشرق الأوسط في القرن العشرين.

سعت الأهرام ويكلي على مدار ثلاثة عقود لتحقيق هدف واضح وهو تقديم لمحة عن مصر والشؤون الإقليمية وسط منافسة شرسة على قلوب وعقول الرأي العام العالمي.

نرشح لك:أثار الجدل بفيديوهات توم كروز.. تعرف على صاحب فيديوهات “التزييف العميق”

لم تكن الصحف الصادرة باللغة الإنجليزية جديدة على مصر، أول دولة عربية تكتسب مكانتها كدولة عصرية حديثة.

تأسست الجريدة الرسمية عام 1880، على سبيل المثال، قبل فترة وجيزة من الاحتلال البريطاني عندما كانت البلاد لا تزال تعاني من النفوذ الأوروبي. لكن الأحداث التي وقعت في العقود الثلاثة الماضية جعلت الأهرام ويكلي قادرة على تقديم نفسها على أنها صحيفة عالية الجودة، تعكس وجهات النظر المصرية الحقيقية وتحاول أن تكون أفضل سجل ممكن لما يحدث في المنطقة.

على عكس وسائل الإعلام الدعائية التي تستهدف الجماهير الدولية في العديد من البلدان، حرصت الأهرام ويكلي على أن تكون دائمًا مصدرًا إخباريًا موثوقًا به عن مصر، وأفدت مساحات كبيرة للتحليلات ذات الصلة بالسياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة.

بالنسبة للقراء الدوليين، والأجانب الذين يعيشون في مصر، وكذلك العديد من المصريين، قدمت الويكلي جرعة قيمة من المواد المتعمقة. في حين كانت القاهرة منذ فترة طويلة مركزًا لوسائل الإعلام الأجنبية في الشرق الأوسط وعمل الصحفيون الأجانب في مصر لعقود من الزمان، تظل وسائل الإعلام الوطنية في البلاد أحد المصادر الرئيسية للمعلومات والأخبار والرأي حول الكنانة.

وبمناسبة عيد ميلادها الثلاثين، سجل المراسل المخضرم “صلاح نصراوي” شهادته على البدايات حيث ساد إصرار على تلخيص القصص الرئيسية في الصحف الوطنية بصفة يومية، فلم يكن الهدف من التمرين فهم الأخبار من منظور مصري وإقليمي فحسب، بل كان يهدف أيضًا إلى انتقاء الأخبار على النمط الغربي.

بالنسبة للمراسلين الأجانب غير الناطقين بالعربية، أصبحت قراءة التقارير الأسبوعية غير المقيدة وسيلة رئيسية لمتابعة الشأن المصري والشؤون الإقليمية، حيث كانت بمثابة نظام إنذار مبكر حول تطور الأوضاع والمواقف والقصص والآراء والرؤى ثم إعادة إنتاجها ليتم نقلها بمصداقية لجميع أنحاء العالم.

على النقيض من الصور النمطية لوسائل الإعلام المملوكة للدولة، التي قد تبدو مملة، أو يتهمها البعض بأنها تفتقر إلى الموضوعية، أو في بعض الأحيان قريبة من أدوات الدعاية الحكومية، كان هناك شعور عام بين القراء الدوليين بأن “الأهرام ويكلي” صحيفة مختلفة من حيث الموضوعية والعدالة في التغطية وساد اعتقاد بأنها أكثر انفتاحًا وأكثر من مجرد عرض رواية مصر أو رواية المنطقة للجمهور الأجنبي.

تم استخدام المقالات الأسبوعية كمصادر للبحث وصنع السياسات من قبل مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا، من بين العديد من البلدان والمناطق الأخرى.

استخدمت السفارات الأجنبية تقارير الأهرام ويكلي في كتابة أوراق موجزة وتحليل لحكوماتها حول الوضع السياسي في مصر والظروف المتغيرة في المنطقة.

ولكن الأهم من ذلك، وبقدر ما يتعلق الأمر بالدور الأساسي لوسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية، فإن الويكلي تروي القصص المصرية والعربية للعالم الخارجي. على مدى ثلاثة عقود وقد  ضعت نصب أعينها هدف تلبية احتياجات الجماهير الأجنبية التي تبحث عن وجهات نظر محلية.

تلعب التغطية الإعلامية لمصر والعالم العربي دورًا حيويًا في تشكيل تصورات الدول العربية حول العالم، وقد خصصت المؤسسات الإعلامية من جميع أنحاء العالم على مدار عقود موارد أكبر من أي وقت مضى لإعداد التقارير من المنطقة وتغطية بعض من أكثر القصص تعقيدًا.