مفرش وكوفية وجذع خشب ورسم بالرمال.. منتجات بسيطة لقصص كبيرة في "ديارنا"

دنيا شمعة

من أسوان والواحات للقاهرة والأسكندرية.. بين خشب وصدف وحجر وصوف وجلود وأعشاب مرورًا بالدقيق والزيت، وبين من سَحَرَهم الفن فأصبح رسالتهم، ومن اتخذوه سبيلًا للتغلب على إبتلاءات الحياة من أمراض ووحدة.. جمع معرض “ديارنا” أكثر من 300 عارض تحت شعار “مصر بتتكلم حرفي”.

فتح معرض “ديارنا” للحرف اليدوية أبوابه للجمهور بدءًا من 15 فبراير ويستمر حتى 25 فبراير يوميًا من 10 صباحًا ل 10 مساءًا، لكن وقبل فتحه للجمهور.. فتحت وزارة التضامن الإجتماعي أبواب التقديم للمعرض للأسر والجمعيات الأهلية والمشروعات الصغيرة وكل من يهتم بالعمل اليدوي والحرفي والتراثي.

نرشح لك: نيفين القباچ: “ديارنا” يدمج بين ذوي الاحتياجات الخاصة والغارمات واللاجئين

الحقيقة أن ما يميز معرض “ديارنا” بعيدًا عن عرضه للتراث المصري بمختلف أشكاله، هو القصة وراء كل قطعة وكل عارض بالمعرض، فقد يكون وراء خاتم صغير أو منديل بسيط، قصة أسرة تحاول تشجيع ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة على الإندماج في المجتمع، وقد يكون وراء قارب خشبي رجل زهد الحياة واتجه نحو شغفه.. والكثير من القصص التي لا يمكن عدها داخل معرض “ديارنا”.

قابل “إعلام دوت كوم” أثناء جولته بمعرض “ديارنا” بعض العارضين الذين حملوا خلف أعمالهم الفنية قصص ملهمة ومنهم:-

١- نانا مرسي لملابس التراث السيناوي والكروشيه:-

نانا مرسي هي أحد محاربات السرطان، التي بدأت مشروعها بفكرة تحديث الزي التراثي السيناوي، بعد تركها لعملها كموظفة في وزارة الكهرباء والطاقة، وإصابتها بالسرطان لمرتين آخرهم مرة لم تشفى منها بعد، حيث خضعت لجراحة لاستئصال الورم منذ حوالي شهر ولكنها مع ذلك شاركت بالمعرض، لتعرض منتجات الكروشيه التي تنتجها بيدها بين ملابس وإكسسوارات للعام الثالث على التوالي، كما تنظم “نانا” أيضًا ورش عمل للسيدات المتعافيات من السرطان لتعليم الكروشيه والتطريز بعدد من النوادي بين حين وأخر.

٢- عادل محمود و أحمد وهبة من الوادي الجديد:-

عادل محمود هو أحد فناني حرفة النحت على جذوع الخشب، وتحديدًا النحت على جذوع النخل في الوادي الجديد، والذي رغم كونه بدأ هذه الحرفة منذ أكثر من 20 عام إلا أنه وصف دخله من حرفته قبل المشاركة بالمعارض الفنية وخصوصًا معرض “ديارنا” معلقًا: “مكانش فيه أي طلب على المنتجات، كنت شغال لنفسي بس كنت طموح إني هعرض شغلي وهعرف الناس عليا.. خصوصًا إن الصفحات على النت والمعارض بقوا يشيلوا عائق المسافة، أنا مبدورش على مكسب ولا فلوس أنا حرفتي دي بالنسبالي رسالة”، بينما أكد أحمد وهبة صاحب حرفة الرسم بالرمال الطبيعية، أنه يتخذها كهواية فقط وأنه لا بد أن يكون له مصدر دخل أخر، ولذلك كان يتخذها كهواية لوقت فراغه بعد عمله في هيئة قصور الثقافة، لكنه تفرغ لها تمامًا دون انتظار أي عائد منها بعد بلوغه سن المعاش، مضيفًا: “الحياة دي أنا عشتها كاملة بالواقع بتاعها، لكن الشباب ملحقهاش فإحنا اللي فاكرين ونقدر نعرفهم عليها”.

٣- الدكتور كريم أحمد مصطفى من ذوي الاحتياجات الخاصة:-

بزجاجة عطر فارغة أو بعض الكريستالات البسيطة مع بعض الخيوط، استطاع الدكتور كريم أحمد مصطفى، مدرب الحرف اليدوية في مدرسة “أولادنا” لذوي الاحتياجات الخاصة، أو يصنع قطعة فنية مميزة سواء كانت قطعة ملابس أو مفروشات أو إكسسوارات أو باقة ورد مصنع، فكما قالت والدته التي رافقته لأكثر من مرة للمشاركة في معرض “ديارنا”: “هو مبيرميش أي حاجة في البيت، حتى غطا إزازة البرفان ممكن يخليه فازة ورد، وتقريبًا كريم مبياخدش غير مقابل الخامات بس”.

وأضافت: “أنا فرحانة بكريم، والمعارض دي وشكرًا لوزيرة التضامن الاجتماعي، لأن هو ده الدمج الاجتماعي اللي بجد، هي بتوصل رسالة إننا مش هنسيب حد وكلنا إيد بإيد وهناخد خطوة لقدام سوا”.

النماذج السابقة هي مجرد 3 نماذج من أصل 300 عارض ب300 قصة، جعلت كل منهم يلخص شغفه وحبه وصبره وأمله في قطعة صغيرة تحت مسمى “الحرف اليدوية” وتحت شعار معرض “ديارنا” لعام 2021.. “مصر بتتكلم حرفي”.