شاهد.. التاريخ الدموي لجماعة الإخوان المسلمين وعلاقتها بتركيا وإيران

قدمت قناة العربية حلقة جديدة من برنامج “مهمة خاصة”، كشفت خلالها عن التاريخ الدموي لجماعة الإخوان المسلمين وعلاقتها بتركيا وإيران، وقدم الحلقة أحمد بجاتو مراسل “العربية” في مصر.

خلال الحلقة استعرض بجاتو تأسيس حسن البنا لجماعة الإخوان المسلمين؛ والذي بدأ من مدينة الإسماعيلية ثم انتقل إلى القاهرة بحي الحلمية؛ والذي أنشأ فيه أول مكتب إرشاد للجماعة.

نرشح لك: ماذا لو لم يحدث كل ذلك؟

استضافت الحلقة العديد من الضيوف المتخصصين الذين تحدثوا عن تاريخ الجماعة الدموي ونشأتها، من بينهم عبد الجليل الشرنوبي الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، والذي قال إن تنظيم الإخوان المسلمين بطبعه هو تنظيم يرى نفسه فوق الدين وفوق الأوطان وفوق الأنظمة والحكومات وفوق حتى الشعوب، موضحا أنه نظرا لذلك فإنه لدى الإخوان المبررات الشرعية والتكتيكية التي تسمح لأعضائها بالتواصل مع الخارج.

أما اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق، فقد لفت إلى أن: “الإخوان المسلمين معندهاش مانع إنها تتصل أو تتحالف إن شالله مع الشيطان بهدف الاستيلاء على الحكم”، مشيرا إلى أنهم لا يتوارون عن استخدام القوة والعنف والقتل للوصول إلى الحكم، مستطردا أنهم في سبيل تحقيق ذلك فإنهم استعانوا بأي وسيلة تمكنهم من التواصل مع الجهات الأجنبية.

أكمل “علام” أنه نشر جزءا من المستندات البريطانية والأمريكية التي توضح علاقة الإخوان بالخارج بدول أجنبية معادية لمصر، وتآمرهم معهم على ثورة 23 يوليو 1952.

من جانبه، تحدث أحمد بان الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عن أن حسن البنا مؤسس الجماعة ابتدع صيغة السمع والطاعة داخل الجماعة، ثم بعد عامين ابتدع صيغة النظام الخاص المسلح، موضحا أن حسن البنا سار في خطين متوازيين أحدهما تنظيم عسكري والآخر تنظيم مدني.

بدوره، ذكر عمرو فاروق الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة، أن اتباع الجماعة للنظام المسلح ظهر في سلسلة اغتيالات دبرتها قيادات مكتب الإرشاد، من بينها اغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر عام 1945 واغتيال القاضي أحمد الخازندار عام 1948 وأيضا اغتيال النقراشي باشا في نفس العام، وأشار فاروق إلى أن جماعة الإخوان اعتبرت نفسها مركز قوى في تلك الفترة.

نرشح لك: الصحفيون والفنانون.. كثيرٌ من الصدامات قليلٌ من التفاهم

أوضح أحمد بان أن جماعة الإخوان تغلغلت في مصر عبر السنوات، حتى أنه في بداية حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، تغلغل الإخوان في النقابات المهنية فحصلوا على مراكز القيادة، مما أتاح لهم فرصا للاحتكاك بكل النخب والمهنيين في مصر وكذلك تغلغلوا داخل الجامعات المصرية، ثم دخولهم في المجالس النيابية حتى أنهم حازوا على 20% من مقاعد مجلس الشعب في عام 2005.

روى محمد حبيب نائب مرشد جماعة الإخوان سابقا، شهادته عن محاولة تواصل الجماعة مع أمريكا، قائلا إن أحد القيادات الكبرى في الحزب الديمقراطي الأمريكي قال له إنه جاء لمقابلة الإخوان لتهيئة المناخ لهم في مصر؛ حرصا منه على استمرار الصلة بينهما وتقديم الدعم للجماعة.

وخلال الحلقة، قال إبراهيم ربيع القيادي الإخواني السابق، إن الإخوان كانوا النواة لكل التنظيمات الإرهابية التي تصدرت المشهد كالقاعدة وداعش، لافتا إلى أن الجماعة هي الأب الشرعي لكل تنظيمات الإرهاب والعنف.

أشار أحمد بجاتو إلى أنه في عام 2003 عقد الإخوان اجتماعا بالنادي السويسري بالقاهرة مع ممثلين عن الولايات المتحدة وشخصيات أوروبية بمشاركة عصام العريان ومحمد الكتاتني، مضيفا أنه خلال الاجتماع تم عرض رؤية الجماعة السياسية تجاه الكثير من القضايا، لافتا إلى أنه بعد ذلك بعامين خلال 2005، حصل الإخوان على 88 مقعدا في مجلس الشعب؛ وهو ما يعد أكبر نجاح سياسي حققه الإخوان حتى ذلك الوقت.

أضاف بجاتو أنه في عام 2010 وبداية 2011 زاد تواصل الإخوان مع الخارج خاصة الولايات المتحدة، مقدمين أنفسهم بديلا لنظام مبارك، مستطردا أنه بعد ثورة 25 يناير 2011 انتقل مكتب إرشاد الإخوان الرئيسي إلى المقطم، ولم يكونوا يدرون أنه سيكون مكتبهم الأخير الذي أحرقه المصريون بعد ذلك.

من جانبه، ذكر منير أديب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أنه داخل مقر المقطم هذا استقبل مرشد الإخوان شخصيات كان لها تأثير وثقل دولي، عبارة عن مهاتفات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وراشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي، بالإضافة إلى شخصيات أخرى رفيعة على المستويين العربي والدولي.
ولفت سلامة الجوهري عضور مجلس النواب السابق إلى أنه من المفترض أن يجيء أي رئيس دولة لمقابلة المسؤوليين الرسميين في البلاد، مشيرا إلى أن ما كان يحدث هو العكس وهو مجيئهم مباشرة إلى مكتب الإرشاد.

أوضح أحمد بجاتو أنه في هذه المرحلة بدأت العلاقة بين الجماعة وإيران والتي كان يرفضها جموع المصريين، مشيرا إلى أنه لم يزر أي رئيس إيراني مصر منذ الثورة الإيرانية إلا في عهد حكم الإخوان بعد ثورة يناير، مستطردا أنه لم يقف تواصل الجماعة مع القوى الخارجية المتضادة كإيران وأمريكا، بل سعت الجماعة إلى محاولة فرض تطوير علاقة مصر مع دول أخرى كتركيا.

تابع بجاتو أن الإخوان المسلمين بدأوا في الترويج لأن تركيا هي قائدة العالم الإسلامي وأن قيادتها تعمل على إعادة الخلافة الإسلامية، موضحا أن كل هذه أمور قوبلت برفض شعبي، انتهى بثورة 30 يونيو التي أزاحت الإخوان عن الحكم.