هبة العفيفي: العشم غشم.. عن أكذوبة المجموع وأسطورة الثانوية العامة
قعدنا سنين، وأيام متخيلين إن الشاطر هو اللي بيقفل كل الإمتحانات، وبيجيب أعلى الدرجات ..قعدنا سنين بندرس في حاجات مالهاش أي تلاتين لازمة.. الأدبي بياخد مادة علوم، والعلمي بيجبر على حاجه مبيحبهاش .. الدين مش في المجموع والرسم بينجح !!
جيلنا اتكفى عالكتب وفضل يتعشم بكل حاجة حلوة هتحصل بس لما تجيب مجموع، والعشم غشم لأن لا حاجة حصلت لما نجحت واتفوقت، ولا كتير منا بقى الحاجة اللي كان نفسه ومموت نفسه عليها.
في آلاف كان نفسهم يدرسوا اعلام، وهندسة، وطب، ومعرفوش على نص وربع درجة، يعنى تبقى جايب 97% ويفرق معاك حلمك على نص درجة فتقرر تبقى كمالة عدد في تجارة، و حقوق وآداب ..
والوش التاني من الحدوتة الآلاف اللى بتدخل كليات القمة بعد غصب الأهل عشان عيالهم ماتبقاش أقل من ولاد طنط فلانة، وطنط علانة.
اهو العيال الشاطرة دي في منها بعد سنتين تلاتة بتحول تجارة، وآداب بس بعد ضياع كام سنة كده من عمرهم، وفي ناس غيرهم بيكملوا مجبورين، ودول بعد التخرج منهم ناس كتير بتبقي ممثلين، أو مخرجين أو كتاب ومؤلفين أو حتى محاسبين شاطرين !
وفي آلاف الآلاف اللي حب يدرس اللي بيحبه، واهله استعيبوا المزيكا والرسم والتمثيل وغيرهم كتير استعيب الصنعة والتدريس إلا من رحم ربي بقى .
فهموا عيالكوا بقى إن الثانوية العامة، والمجموع عمره ما كان مقياس بني آدمين ناجحين..الدراسة لما تتحول لمنظرة، أو اجبار بتبقى فاشلة، وعمر المجموع والكلية ماطلعوا ناس بتفهم، والمجموع ما هو إلا شوية ارقام الأهالى بتتمنظر بيها دوروا جوه عيالكوا عالموهبة …أو امشوا ورا القطيع أو موتو في سلام .