هشام المياني: هل يصدق الرئيس أن الإرهابيين مضحوك عليهم؟

كيف يعطي تصريح السيسي بأن عدم حل القضية الفلسطينية ضمن أسباب نجاح جماعات التطرف في تجنيد الشباب شرعية لتلك الجماعات الكاذبة؟

نقلًا عن جريدة المقال

توقفت كثيرا أمام ما صرح به الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه أمس الأول مع وفد اللجنة الأمريكية اليهودية، فخلال اللقاء تناقش الرئيس والوفد الأجنبي عن الإرهاب في سيناء وخاصة العمليات الإرهابية  الغادرة التي تعرضت قوات الجيش هناك والتي تم الرد عليها بقوة.

لكن اللافت هو ما قاله الرئيس من أنه يجب” العمل على القضاء على بعض الأسباب التي تستغلها الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب ومن بينها الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وأن تسوية القضية الفلسطينية بشكل عادل سيقضي على أحد أهم الأسباب والذرائع التي يعتمد عليها الإرهابيون لاِستقطاب البعض للانضمام للجماعات الإرهابية والمتطرفة”.

ومنبع الاستغراب هنا هو أن كلام الرئيس- وهو كرره بالمناسبة في لقاءات سابقة مع عدة مسئولين أجانب- يوحي بأنه يعتقد أن الشباب الذين ينضمون للإرهابيين وخاصة في الوقت الراهن مضحوك عليهم باسم الدفاع عن القضية الفلسطينية والقضاء على احتلال إسرائيل لها.

وفي الحقيقة إن الجماعات الإرهابية تردد هذا بالفعل وقد تكون تستخدمه فعلا في دعاياتها الكاذبة والمضللة والمبررة لعملياتها الفاجرة ضد مصر وجيشها وشرطتها وشعبها، وآخر تلك الدعايات المضللة ان الجيش الإسرائيلي ساعد الجيش المصري في حربه الأخيرة ضد الإرهابيين وهو ما يكذبه الواقع نفسه.

ولكن علينا أن نتوقف ونسأل أنفسنا: هل الشباب الذين ينضمون للإرهابيين مضحوك عليهم فعلا ويصدقون أنهم يقومون بهذه العمليات جهادا من أجل تحرير فلسطين؟

هل هؤلاء الشباب لا يعلمون أن جيش إسرائيل في فلسطين وليس في سيناء وأن من يحاربونه ويقتلون أبناءه هو جيش مصر الذي طالما خاض معارك من أجل فلسطين؟

وهل هؤلاء الشباب افتقدوا البوصلة والقدرة على تحديد الاتجاه وتحديد ما إذا كانت عملياتهم هذه ضد إسرائيل أم لصالحها؟

لا والله.

هم يعلمون جيدا أنهم يحاربون الجيش الوحيد الباقي في المنطقة قويا ومستقرا ويمثل تهديدا لأعداء الأمة العربية والإسلامية.

هم يذهبون وينضمون لتلك الجماعات وهم على وعي كامل بأنهم يفعلون ذلك لصالح إسرائيل وليس ضدها، لأن إضعاف الجيش المصري بالقطع انه في صالح إسرائيل.

هم يذهبون ويعلمون أنهم سيقومون بإرهاب لتخريب مصر والسيطرة عليها لمآربهم السلطوية المستبدة التابعة للغرب قلبا وقالبا.

هم ليسوا مضحوكا عليهم ولا مغيبون بل هم واعون جيدا وتركيبتهم وتربيتهم القائمة على خيانة الوطن والتفريط في الأرض والعرض تدفعهم لذلك دفعا.

ومن ثم فلا ظروف اقتصادية ولا مبررات الجهاد في صالح نصرة فلسطين تدخل ضمن أسباب نجاح الجماعات المتطرفة في تجنيدهم، بل إن تلك الجماعات لا تبذل أي جهد مطلقا في تجنيدهم لأنهم مجندون فعلا منذ صغرهم لصالح الشر ودمار مصر والمنطقة.

وأفهم بالطبع أن الرئيس يتحدث هنا بلغة السياسة الدولية ويتحدث لوفد أمريكي يهودي له تأثيره في القرار الأمريكي والإسرائيلي ويريد أن يدفعهم  نحو حل القضية الفلسطينية من اجل استقرار المنطقة ككل، ولكن إدخال عدم حل القضية الفلسطينية ضمن أسباب نجاح جماعات الإرهاب في تجنيد الشباب يعطي شرعية لكذب هذه الجماعات في ترديداتها الكاذبة حول أنها تهدف لتحرير القدس.. فالقدس ليست في سيناء، وليس الجيش المصري هو الذي يحتلها، فليذهبوا لمحاربة جيش إسرائيل لو كانوا رجالا.

اقرأ أيضًا:

هشام المياني: مصر تحارب إرهاب أعدائها وجهل إعلامها

هشام المياني: السيسي عايز نواب بمنطق العرسان.. يبقى الفلوس هتكسب البرلمان!

هشام المياني: “لجنة سياسات” السيسي لحكم مصر!

هشام المياني: السيسي بيطلب من “ناس عايشة في الثلاجة” تنمية وتطوير سيناء!

هشام المياني: السياسة الغائبة عن قرار الرئيس بالعفو عن الشباب

هشام المياني: المسئول ما بيشفش الغلط ويسكت.. ده هو الغلط ذات نفسه !

 هشام المياني: قصر الاتحادية للأعمال الخيرية!

 .