7 حالات أخيرة.. متى تعتذر وسائل الإعلام؟

محمد إسماعيل الحلواني

شهد عام 2020 موجة غير مسبوقة من مطالبات الجمهور للصحف ووسائل الإعلام بالاعتذار، فمتى يجب أن تعتذر الصحف؟.

نرشح لك: تويتر يحد من انتشار وسائل الإعلام التابعة للحكومات

من جانبها، تعتقد إليسا بابيرنو، بصفتها ممثلة للقراء لدى صحيفة “هارتفورد كورانت” أن الاعتذار واجب على الفور في عدة حالات هي كالآتي:

1- في حالة وقوع إهانة.

2- في حالة وجود أخطاء جسيمة تلحق الأذى المباشر بالأفراد.

3- في حالة الأخطاء التي تسبب الكثير من الإزعاج والتي لا يمكن تصحيحها بمجرد نشر الحقيقة.

4- نشر خبر كاذب عن وفاة شخص، أو عن إدانة شخص بجريمة.

5- نشر تفاصيل عن حوادث الاغتصاب.

6- نشر معلومات عن ضحية جريمة قد تعرضه أو تعرضها لمزيد من الضرر.

7- الأخطاء الجسيمة في الموضوعات الخفيفة التي يعتمد عليها القراء، مثل خطأ في أسعار الأسهم أو نشر خبر ناقص عن طريق الخطأ.

ف في هذه الحالات المحدودة، قد يكون هناك ما يبرر الاعتراف العلني بالخطأ.

في نفس السياق، قدم مساعد مدير التحرير مايكل ريجان، المسؤول عن تغطية الأخبار المحلية، بعض الفروق المفيدة، حيث علق في تقرير على هذا الجدل قائلا: “لا يمكن الاعتذار إلا إذا كان هناك ذلة جسيمة وخروج سافر عن المعايير الصحفية أو إذا سببت الصحيفة إزعاجًا شديدًا للأفراد دون سبب”.

ولكنه أكد على أن الاعتذار يجب أن يوجه إلى الشخص الذي تعرض للضرر مباشرة وليس للقراء إلا في ظروف استثنائية، وهذا رأي منطقي، فالاعتذار العام فارغ من المضمون، معلقًا: “عليك أن تعتذر للشخص الذي سببت له الأذى أو الظلم بدلاً من الاعتذار للعالم بأسره”.

فيما قالت ستيفاني سمرز، محررة أسلوب الحياة والغذاء والفنون والترفيه، من بين أقسام أخرى، إنها تشعر بالضيق الشديد عندما تنشر الصحيفة التاريخ أو الوقت الخطأ لبث فيلم أو حفلة موسيقية خاصة عندما يستعد الجمهور لمشاهدة شيء يعجبهم فيفاجئون بالخطأ.

أضافت: “أشعر بالسوء تجاه هذه الأمور أكثر من بعض القضايا الصعبة التي نغطيها، إنها أخطاء بسيطة ولكنها تقوض مصداقيتنا في ذهن ذلك الشخص إلى الأبد، نحن متعاقدون مع القراء لذا يجب أن يوحي أداؤنا لهم بأنه بإمكانهم الاعتماد علينا في الحصول على معلومات صادقة ومهمة”.

نرشح لك: لماذا تدفع جوجل وفيس بوك ملايين الدولارات لوسائل الإعلام الإخبارية؟

وفيما يلي نستعرض حالات الاعتذار ذات الصلة بالإعلام خلال العام الجاري 2020، على سبيل المثال وليس الحصر:

1- اعتذار فوكس نيوز
اعتذرت قناة فوكس نيوز يوم الاثنين الموافق 21 سبتمبر “عن أي ارتباك” تسبب فيه نشر قصة اكتشف فيما يعد زيفها عن عمدة بلدة ناشفيل بولاية تينيسي، وكانت القناة قد بثت تقريرًا يوم الخميس الموافق 17 سبتمبر، زعم أن السلطات الصحية في البلدة بأمر من العمدة “تخفي العدد الحقيقي لحالات الإصابة بفيروس كورونا المرتبطة بالحانات والمطاعم والمقاهي في تلك المدينة”.

وكشف تحقيق أجرته صحيفة The Nashville Tennessean يوم الجمعة عن زيف التقرير الذي أعدته لفوكس شركة WZTV، ونشر القصة دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأمريكي في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، وأدت إلى مطالبة السيناتور الجمهوري تينيسي مارشا بلاكبيرن، بفتح تحقيق فوري مع العمدة جون كوبر، الديمقراطي.

وقال مكتب العمدة في وقت لاحق، إن البيانات ظلت سرية خوفا من أن تؤدي عن غير قصد إلى الكشف عن أسماء الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بكوفيدـ 19، وهو ما يعد مخالفة لقوانين الخصوصية الفيدرالية

2- اعتذار لوس أنجلس تايمز
نشرت صحيفة لوس أنجلس تايمز، اعتذارًا في افتتاحية العدد الصادر بتاريخ 27 سبتمبر 2020، ولكن الطريف أن الاعتذار جاء كما وصفته الافتتاحية “في موسم التأمل”، وجاء الاعتذار في العام الجاري عن تحقيق صحفي تابعه قراء التايمز بعنوان “اللصوص في ضواحي لوس أنجلوس”، ونشر يوم الأحد الموافق 12 يوليو 1981، ووصف “الطبقة الدنيا” في “الأحياء الفقيرة” التي امتدت من جنوب لوس أنجلوس بأنهم لصوص مقارنة بالتجمعات السكنية المزدهرة – ومعظمها من البيض – في باسادينا وبالوس فيرديس وبيفرلي هيلز وأماكن أخرى.

نشرت القصة من جزأين، وأشارت إلى أن انخفاض التعليم وعدم توفير الوظائف من الأسباب الأساسية للضيق داخل المدينة. لكنها عززت أيضًا الصور النمطية الخبيثة التي تقول إن السود واللاتين لصوص ومغتصبين وسفاحين.

وقالت الافتتاحية: افتقر التحقيق الإنصاف بشكل كامل وتجاهل الفروق الدقيقة والسياق، متجاهلاً عقودًا من السياسات الحكومية التي أدت إلى الفصل في السكن والمدارس بين البيض والملونين وإنشاء أحياء جيتو وباريوس، والتي تم تزويدها بعد ذلك بخدمات عامة متدنية. وتجاهلت القصة الإخبارية حقيقة أن الغالبية العظمى من سكان المنطقة كانوا مواطنين عاديين يحترمون القانون، ويحاولون فقط تربية أبنائهم والعيش الكريم.

وجاء الاعتذار، وفقًا للافتتاحية، بعد أن اكتشفت الصحيفة أنها تسببت في عداء صريح، لسكان المدينة غير البيض. وأرجعت الافتتاحية السبب إلى انخفاض عدد المراسلين والصحفيين السود واللاتين العاملين بالصحيفة في ذلك الوقت، علاوة على تراث منحاز للبيض ورثته التايمز عن تحت “هاريسون جراي أوتيس”، الذي كان مديرًا للتايمز من عام 1882 حتى وفاته في عام 1917، وفي زمنه، دافعت الصحيفة عن الممارسات الفجة لسلطة أرباب العمل والصناعيين وملاك الأراضي على لوس أنجلوس.

3- اعتذار مذيعة فوكس نيوز
في يوم الأربعاء الموافق 16 سبتمبر 2020، قدّمت مذيعة قناة فوكس نيوز، هاريس فولكنر، اعتذارها إلى رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش، عن واقعة مقاطعته على الهواء في اليوم السابق أثناء تقديم برنامجها. وكان جينجريتش، أحد المساهمين في قناة فوكس نيوز، يحاول إيضاح وجهة نظره ومفادها أن السبب الرئيسي للعنف في الاحتجاجات التي شهدتها أمريكا هو “جورج سوروس، واليساريين، المناهضين للشرطة، والمؤيدين للجريمة، الذين يرفضون حبس مرتكبي الجرائم” ودفعت عبارته المذيعة “ميليسا فرانسيس” إلى التدخل: “لست متأكدة هل من المناسب أن نقحم اسم جورج سوروس في هذا الأمر”.

ويتلقى سوروس، وهو يهودي، انتقادات كثيرة من الشخصيات والضيوف في قناة فوكس نيوز، باعتباره محركًا للدمى السياسية التي تحظى بشعبية طويلة في الأوساط اليمينية المتطرفة، بعد أن دافع جينجريتش عن تعليقاته حول البعبع اليميني، وقاطعته المعلقة الليبرالية في قناة فوكس نيوز “ماري هارف” أيضًا متضامنة مع “فرانسيس”، اعرب جينجريتش عن تذمره: “إذن، هل هو خط أحمر لديكما؟”.

وتبع سؤال الضيف صمت طويل محرج، ظهرت فيه هاريس فولكنر وهي تحدق مباشرة في الكاميرا قبل أن تكسر التوتر في النهاية وتنهي المقطع بعبارة: “حسنًا، سنكمل حلقتنا. وسرعان ما انتشر المقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبينما أشاد العديد من المراقبين بالمذيعتين لمقاطعتهما تصريحات جينجريتش شبه التآمرية، كان مشاهدو فوكس نيوز غاضبين من أن الشبكة على ما يبدو استسلمت للغوغاء الليبراليين.

وجاء اعتذار هاريس فولكنر بعبارات هادئة عن واقعة “صغيرة” أثناء حلقة الأمس التي لم تكن سلسة بالقدر الكافي، وقالت: “بينما كنت أدير النقاش، كانت لدينا مقاطعات، وجلست بصمت بينما كان كل ذلك يحدث، وما كان ينبغي أن ينعطف الحوار إلى نقطة الاحتدام كما حدث”.

تابعت فولكنر: “تمت مقاطعة ضيفنا، رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش، وهو شخصية محبوبة ويحتاج إلى السماح له بالتحدث بانفتاح واحترام مستحقين له، ويجب أيضًا أن نمنح بعضنا البعض مساحة للتعبير عن أنفسنا “. واختتمت قائلة: “نحن لا نفرض رقابة على هذا البرنامج أو على ضيوفه، ولهذا السبب نفوز في أيام الأسبوع بمشاهدات كثيفة على الرغم من بث البرنامج وقت الظهيرة”.

4- اعتذار رئيس تحرير ميامي هيرالد عن منشور عنصري
في منتصف سبتمبر، اعتذر رئيس تحرير صحيفة ميامي هيرالد، بعد نشر ملحق عنصري، وبدأت الهيرالد تحقيقًا لمعرفة كيف حدث نشر ملحق الطباعة الأسبوعي باللغة الإسبانية الذي سحبته من الأسواق بعد أن اشتكى أحد القراء.

قال المحررون للقراء: “نأسف بشدة لأن التعليقات التحريضية والعنصرية والمعادية للسامية وصلت إلى مشتركي الملحق الأسبوعي El Nuevo Herald، وسيحاسب المسؤول عن النشر”.

5-اعتذار بعد فوات الأوان
في أواخر يوليو 2020، أي بعد ستة أسابيع تقريبًا من إعلان شركة برافو عن قطع علاقاتها مع بيتر هونزيكر بسبب منشور عنصري ومسيء جنسيًا للسود، تحدث نجم تليفزيون الواقع في تغريدة قائلاً: “منذ أكثر من 3 أشهر بقليل، أرسل لي شخص ما ملصقًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأعدت نشره بدون تفكير، أدرك الآن خطئي وبعد دراسة أعمق، أدرك أن التحيز الضمني الموجود في النص المختصر المكتوب في الصورة مسيء”.

تابع: “إلى كل من جرحهم وأساء إليهم منشوري، أرجو أن تعلموا أنني آسف بصدق. لقد دعمت دائمًا الحقوق المتساوية وتكافؤ الفرص لجميع الناس. كن على الجانب الآمن وفكر دائمًا قبل نشر أي شيء. مع حبي وتقديري، بيت”.

6- معارك إنستجرام واعتذار النجوم
في منتصف أبريل 2020، وكنتيجة لجائحة كوفيد-19، شارك العديد من المشاهير في معارك على إنستجرام للإبقاء على حماس معجبيهم ومتابعيهم.

وانضمت أسماء كبيرة إلى التحديات وبطولات البث المباشر بما في ذلك، وكان نتيجة إحدى المعارك اعتذار الدي جي الأمريكي الشهير “ماني فريش” إلى منتج الاسطوانات الأمريكي “سكوت ستورش” وجاء الاعتذار عبر شبكة “ريفولت تي في” الأمريكية.

فخلال حواره مع برنامج “The Breakfast Club”، افتتح فريش حديثه عن معركته عبر إنستجرام مع ستورش حيث سخر من نظارته الطبية وحياته الشخصية وتاريخه مع تعاطي المخدرات. وتابع: “اتصلت بسكوت بنفسي في صباح اليوم التالي وقلت له: مرحبًا يا صديقي، أعتذر يا أخي إذا كنت قد أسأت إليك بتعليقاتي”. وقبل ستورش الاعتذار.