بعد تأكيد حبسها.. مشوار سما المصري من صايع بحر لـ سجن القناطر

هالة أبو شامة

قبل قليل، أصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية قرارًا يقضي بتأييد حكم حبس سامية أحمد عطية عبد الرحمن، الشهيرة بـ سما المصري، لمدة عامين مع تغريمها مبلغ مالي بقيمة 300 ألف جنيه، وذلك على خلفية اتهامها بالإغراء بالدعارة وتحريضها على الفسق والفجور، من خلال مقاطع الفيديو التي بثتها عبر حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

جاء قرار حبس سما المصري، بعد سنوات عديدة من إثارتها للجدل، إذ دائما ما اقترن اسمها بالمشاهد المبتذلة والتصريحات الجريئة الصادمة.

نرشح لك: حنين حسام ليست الوحيدة… سما المصري تستخدم هذا التطبيق


وفي السطور التالية، يستعرض “إعلام دوت كوم” أبرز المحطات في رحلة سما المصري، منذ بداية ظهورها وحتى قرار حبسها:

بداية ظهورها الفني

ظهرت على الشاشة لأول مرة عام 2004 من خلال فيلم “صايع بحر” الذي قام ببطولته الفنان أحمد حلمي، لم تنطق خلال المشهد بأي كلمة، إذ اقتصر دورها على تجسيد دور فتاة الترام التي تتعرض لبعض المعاكسات من بطل الفيلم، الذي يتورط بسببها في مشاجرة مع أقربائها بعد أن تشير لهم من نافذة الترام بأنه ضايقها.




وعلى أي حال، فإن دورها في ذلك الفيلم لم يكن بارزًا بدرجة كبيرة حتى تترسخ صورتها في ذاكرة الجمهور، إلا أن ظهورها من جديد عام 2008 من خلال فيلم “الدادة دودي” الذي قامت ببطولته الفنانة ياسمين عبد العزيز، كان كفيلاً بأن يجعل وجهها مألوفًا للبعض، بعد أن ظهرت في المشهد الذي جمعها بالفنان الراحل حسن مصطفى”، و”عبد العزيز”، والذي جسدت فيه دور “نوسة” فتاة الليل، التي ظلت ترقص للأول حتى انتهى به الموقف للإغماء.



شائعة زواجها من أنور البلكيمي

في مارس 2012، تناقلت وسائل الإعلام العديد من الأنباء التي تؤكد زواجها السري من أنور البلكيمي، النائب السابق لمجلس الشعب عن حزب النور السلفي، فيما نفى الأخير وجود أي علاقة تربطه بها.




أزمة فيلم “على واحدة ونص”

بعد ثورة 25 يناير 2011، أصبح اسم سما المصري، معروفًا للكثيرين بعد أن قررت أن توظف مهاراتها الإغرائية في الأعمال الفنية المثيرة للجدل، كان أبرزها فيلم من بطولتها بعنوان “على واحدة ونص” الذي تم عرضه لأول مرة عام 2012، والذي أحدث ضجة كبيرة لما تضمنه من مشاهد منافية للآداب وألفاظ نابية لا تتوافق مع تقاليد المجتمع.

فوفقًا لما نُشر في موقع “اليوم السابع” بعنوان “الرقابة تعترض على مشاهد في واحدة ونص وتقرر: الإثارة زايدة عن حدها”، في 10 مارس من نفس العام، فإن الرقابة حذفت بعض المشاهد والجمل الإباحية، من بينها مشهدا واحدا يجمع بين بعض الفتيات المثليات أثناء ممارسة الجنس.

فيما أصدرت أصدرت حركة “صحفيون أحرار” بيانًا اعترضت فيه على قصة الفيلم التي تدور حول صحفية يحاول رئيس التحرير إجبارها على ممارسة الرذيلة، إلا أن رفضها ينتهي بها في النهاية للعمل كراقصة في ملهى ليلي، ومع توالي الأحداث تساهم في الكشف عن عصابة كبيرة متخصصة في تهريب الآثار.

جاء نص البيان كالآتي: “أن مهنة الصحافة تبغض وتكره القمع الفكرى، ولكن لا يجب أن نترك إنسانة مجهولة تعبث بالذوق العام وتهين مهنة الصحافة وتصف أبناءها بالراقصات والقوادين، نعم كل مهنة بها الصالح والطالح ولكن ان تعلن سما المصرى منتجة ومؤلفة وممثلة الفيلم لوسائل الاعلام ان وقائع الفيلم لقصة حقيقية أبطالها موجودون، فلابد من محاكمتها والتحقيق معها لتعلن لنا عن الأبطال الحقيقيين، لتلك القصة المزعومة ان كانت صحيحة بالفعل كما تدعى وذلك حتى نقوم ايضا بتطهير المهنة إذا كان بها فاسدون كما تدعى تلك الفنانة الصاعدة المجهولة”.


نرشح لك: شاهد.. أخر فيديو لـ سما المصري قبل القبض عليها

اتجاهها للسياسة


بعيدًا عن الأفلام، وظفت “المصري” مهاراتها الإغرائية في المجال السياسي من خلال الكليبات الغنائية التي رقصت من خلالها على كلمات تضمنت الكثير من الانتقادات والألفاظ النابية الموجهة لجماعة الإخوان الإرهابية، من بينها أغنية “بلطج” التي طرحتها عام 2012، والتي سخرت فيها من مشروع “النهضة”.




استبعادها من الانتخابات البرلمانية

عام 2015، أحدثت “المصري” جدلا واسعا في الشارع المصري ووسائل الإعلام بعد إعلانها عن ترشحها للانتخابات البرلمانية عن دائرة الجمالية، إلا أن الأمر انتهى باستبعادها من قِبل المحكمة الإدارية العليا، وجاء في حيثيات حكم الاستبعاد الآتي: “طيب الخصال من الصفات الحميدة المتطلبة في الفرد بصفة عامة، وفي عضو مجلس النواب بصفة خاصة، باعتبار أنه بدون توافر هذه الصفات تختل الأوضاع وتضطرب القيم في جميع مناحي عمله البرلماني، طيب الخصال لا يحتاج في التدليل على نقصه صدور أحكام قضائية خاصة بها، إنما يكفي في هذا المقام وجود دلائل أو شبهات قوية في هذا الشأن، وتلقي ظلالاً من الشك على شخص المترشح حتى يتسم بسوء الخصال، أخذًا في الاعتبار بيئة المجتمع التي يعيش فيها وطبيعة المهام التي من المفترض أن يضطلع بها”.

وأكدت المحكمة أنها “اطلعت على المقاطع التي حوتها الاسطوانات المدمجة التي تضمنتها بعض البرامج والحوارات التلفزيونية التي أجريت مع “المصري”، وتناولتها الكثير من وسائل الإعلام المختلفة والمتاح مشاهدتها للكافة”، موضحة أنه تبين للمحكمة إقدام «سما» على مجموعة من التصرفات بما يخرجها عن المسلك القويم والتمسك بحسن الخلق وتوشحها بالحياء اللازم للمرأة.

أزمة ظهورها بمهرجان القاهرة السينمائي


خلال افتتاح الدورة الـ 38 لمهرجان القاهرة السينمائي، الذي انطلق عام 2016، روجت “المصري” للمهرجان بظهورها على السجادة الحمراء، في مقطع فيديو نُشر عبر الصفحة الرسمية، ظهرت فيه وهي تدعو الجمهور لمتابعة كافة الأخبار الخاصة بالفعاليات.

استنكر البعض تواجد سما المصري في ذلك المهرجان، بدون أن يكون لها عملا بارزًا أو حتى مشاركتها في أحد الأعمال مؤخرًا حينها، ذلك الجدل دفع إدارة المهرجان لتبرير موقفها، فقالت الدكتورة ماجدة واصف، رئيس المهرجان حينها في تصريح خاص لـ “إعلام دوت أورج“، إنها لا تعرف الفنانة سما المصري، وأن أحد القائمين على الصفحة الرسمية للمهرجان على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، نشر فيديو لها، وهي على “السجادة الحمراء”، قائلة “هتلاقيه عجبه فستانها أو حاجة لكن أنا معرفهاش”.



تقديم برنامج ديني

بعد أن انتهت فرصتها للظهور إعلاميًا من خلال جدل السياسة، خرجت “المصري” للجمهور عام 2017، بشائعة جديدة دارت حول تقديمها لبرنامج رمضاني اجتماعي ديني، بعنوان “عقوق الوالدين”، وبررت تقديمها له قائلة خلال مداخلة هاتفية بحلقة برنامج “90 دقيقة” مع الإعلامي معتز الدمرداش، أنها مثل الكثيرين، اندهشت من اختيار القناة لها، وسألت عن سبب اختيارها، فقيل لها بصراحة أن ظهورها “ترافيك” للقناة، مؤكدة على أنها احترمت صراحة القناة معها، التي أكدت لها أنها ستكون “مذيعة فقط”، لكنها سألتهم “هل كلمتوا شيوخ ووافقوا عشان يطلعوا معايا؟”، وأكدوا لها أنهم بالفعل تحدثوا مع أحد شيوخ الأزهر وأنهم رتبوا كل هذه الأمور.



وبعد فترة، تأكد الجمهور من ادعاءات سما المصري، التي لم تظهر في برنامج خلال ذلك العام.

أزمة ضريح جمال عبد الناصر


في 23 يوليو 2017، تسبب حذاء سما المصري في جدل كبير بعد أن ظهرت وهي تقف بجوار الضريح لالتقاط صور تذكارية، إلا أن الأمر تسبب في غضب رجال أمن الضريح، الذين سرعان ما طالبوها بالتوقف عن التقاط الصور بحجة أن للميت حرمة ولا يجوز الوقوف فوق ضريحه بالحذاء، مما دفعها لخلعه على الفور، إلا أن الأمن أصر على منعها مما أدى إلى تدخل قوات الأمن الموجودة بالمكان لتنسحب “المصري” تلبية لغضب المواطنين الحضور.



تعمد لفت الأنظار


اتبعت سما المصري بعد ذلك أسلوبًا جديدًا للفت الأنظار وذلك من خلال الظهور بإطلالات مختلفة، فعلى سبيل المثال، ظهرت على السجادة الحمراء بملابس فرعونية، في الدورة الـ 40 من مهرجان القاهرة السينمائي، الذي انطلق عام 2018.

سما المصري

فيما أثارت الجدل مرة أخرى، خلال نفس المهرجان في دورته الـ 41، التي أقيمت عام 2019، من خلال ظهورها في حفل الافتتاح وهي ترتدي الحجاب.

سما المصري

بيجامة معرض الكتاب


أثارت “المصري” الجدل من جديد من خلال ظهورها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي انطلقت دورته الـ 51 في يناير 2020 الماضي، وذلك بعد تجولها في أروقة المعرض وهي مرتدية بيجامة بنية اللون وشبشب، مما أدى إلى طردها من قِبل الأمن.

سما المصري

سما المصري

فيديوهات مثيرة على السوشيال ميديا

قررت سما المصري، أن تجذب أكبر قدر من المتابعين من خلال محتواها، إذ حرصت دائمًا على نشر صور وفيديوهات مثيرة للجدل.

كانت تشوق جمهورها بأجزاء من فيديوهاتها على صفحتها على موقع “فيسبوك”، ومن ثم تخبرهم بأن الفيديو كامل على قناتها الرسمية على موقع “يوتيوب”، حتى تجمع أكبر قدر من المشاهدات، إلا أنها اتجهت في الفترة الأخيرة لإغراء متابعيها بلقطات حديثة لها من إحدى تطبيقات البث المباشر.

سما المصري


تلك الفيديوهات كانت سببًا في محاكمة سما المصري بتهمة التحريض على الفسق والفجور، واليوم انتهت رحلتها المثيرة للجدل بالحبس لمدة عامين، فهل ستعود للأضواء من جديد بعد انقضاء مدتة حبسها؟