في أقل من عام.. واشنطن بوست تجذب آلاف المتابعين على تيك توك

محمد إسماعيل الحلواني

عندما يذكر اسم “واشنطن بوست”، من المستبعد أن نفكر في مقاطع الفيديو التي تغزو التريند والتي تبلغ مدتها 15 ثانية والتحديات الطريفة، ولكن وبفضل شغف ورؤية رجل واحد هو “ديف جورجنسون”، فإن الصحيفة الموقرة لديها الآن حساب تيك توك ذائع الصيت، يحظى بأكثر من 647700 متابعًا منذ إطلاقه قبل عام واحد.

تصحيح المعلومات السائدة

في مؤتمر الإعلام العالمي 2020 التابع لمنظمة FIPP الإعلامية العالمية، كشف “ديف جورجنسون”، المنتج والكاتب الإبداعي في واشنطن بوست، كيف يمكن للصحف والناشرين الاستفادة بالشبكات الاجتماعية لمشاركة مقاطع الفيديو مع 800 مليون مستخدم، معظمهم من الشباب.

نرشح لك: واشنطن بوست: سياسة أردوغان القمعية للشبكات الاجتماعية تقترب من محطتها الأخيرة


ووفقًا لتقرير نشرته مجلة WHATS NEW IN PUBLISHING الأمريكية، أوضح جورجنسون، وهو القوة الدافعة وراء إطلاق حساب واشنطن بوست على منصة تيك توك: “تتمثل إحدى مزايا تيك توك في زيادة الثقة بين واشنطن بوست ومتابعينا، فكنت أتلقى تعليقات في وقتٍ مبكر من الأشخاص الذين قد يقولون: ” لا أحب صحيفة واشنطن بوست ولكني أحب حساب تيك توك الخاص بكم”. وعلق ديف: “إنه لأمر رائع أننا حققنا نجاحات مع المستخدمين الذين ينظرون إلينا الآن من منظور مختلف”.

اختراق جيل الألفية

تابع ديف: “الشيء الرائع الآخر في التواجد على تيك توك هو أنه عندما لا يكون لدى الجمهور أي فكرة عن هوية الواشنطن بوست، يمكن تصحيح ذلك. ويعتقد بعض الجمهور أننا الصحيفة الناطقة بلسان ولاية واشنطن، ولكن الآن يمكنني تصحيح هذه المعلومات غير الدقيقة وإخبارهم بأننا صحيفة عمرها 143 عامًا. إنها طريقة ممتعة ومثيرة لإدراك وجودنا بين جيل الألفية”.

عزف النغمة الصحيحة

كان مفتاح نجاح حساب واشنطن بوست على تيك توك هو الإصرار على عزف النغمة الصحيحة، وهو الأسلوب الذي استخدمه جورجنسون نظرًا لسرعة التقاط رواد العالم الرقمي في التقاط الشيء الأصلي ورفض الأشياء المقلدة، فقد تبنى منهجًا قائمًا على إنكار الذات عند الظهور على تيك توك.

وأوضح أن سر النجاح هو الأداء الطبيعي غير المتكلف، فجمهور تيك توك لا يريدون أن يشاهدوا أشخاصًا يمثلون، وسر النجاح هو أن يبدو المرء على سجيته، وأن يكون المرح جزءًا من العرض.

تبنت واشنطن بوست منهجًا متواضعًا منذ البداية مع تيك توك منذ الأيام الأولى، فنشرت مقاطع أوضحت في البداية كيف أن موظفيها لم تكن لديهم فكرة بالضبط حول كيفية عمل التطبيق.

وامتد هذا النهج إلى سياسيين ظهروا على حساب واشنطن بوست وموافقة المرشح الرئاسي أندرو يانج على الرقص في مقطع فيديو، ونشر الحساب مقطعًا ساخرًا من وسائل الإعلام لخلطها باستمرار بين المرشح الرئاسي “جوليان كاسترو” وشقيقه “جواكين”.

نشر الأخبار

عندما سئل عما إذا كان تيك توك يقدم أي شيء أكثر من مجرد بناء العلامة التجارية، كان جورجنسون واضحًا في إجابته، فقال “تيك توك هو الصحافة بكل معنى الكلمة، وإلى حد كبير كل مقطع ننشره لديه شيء متعلق بالصحافة وبهذا نقدم الأخبار للمستخدمين. هذا هو المقصود بالصحافة – إيصال الأخبار ولكنك قادر على ذلك بطريقة مسؤولة ومع تيك توك أصبحت الطريقة سهلة كذلك”.

على سبيل المثال، أشار جورجنسون إلى مقطع قدمه لتثقيف الجمهور حول وباء كورونا، والقضايا المحيطة بحركة “حياة السود مهمة”، فقال: “لقد أوضحنا كل هذه الجوانب المختلفة لكوفيد مثل عدم المصافحة والتباعد الاجتماعي وارتداء القناع،” وأكد ان تيك توك بوابة رائعة لعبور المراسلين الذين يتحدثون عن تجاربهم مع العنصرية المنهجية وكيف كانت بيئة العمل بالنسبة لمراسل من السود.

وأضاف: “لا أتوقع أن يحصل فتى يبلغ من العمر 14 عامًا على اشتراك في إحدى الصحف، لكني آمل أن يبدأ في متابعة صحيفتنا عبر تيك توك من هاتفه الذكي”. ووفقًا لجورجنسون، تشير التعليقات على المنصة إلى أن الأشخاص بدأوا في النظر إلى حساب واشنطن بوست على تيك توك كمصدر أخبار قيم ويتابعون ذلك بالانتقال إلى الموقع.

نرشح لك: “فايبر” يعلن عن إطلاق أدوات جديدة لحماية خصوصية مستخدميه