خبراء يشككون في قدرة "إنستجرام ريل" على منافسة تيك توك

محمد إسماعيل الحلواني

وصفت مجلة Mashable الأمريكية تحرك شركة فيسبوك، الأخير للتغلب على منافسيه من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى بأنه استمرار لنفس النهج الذي يتبناه فيسبوك دائمًا وينفذه جيدًا وهو منهج: نسخ الابتكار.

نرشح لك: “فوربس” تتوقع سعي جوجل للاستحواذ على تيك توك


في إطار الرد على شعبية “تيك توك” الطاغية، أطلق مارك زوكربرج طريقة جديدة لإنشاء ومشاركة مقاطع الفيديو على إنستجرام ويعتقد المراقبون أن التشابه الكبير يغفر لأي مستخدم خطأ الاعتقاد بأن إنستجرام ريلز هو نفسه منصة تيك توك التي تمتلكها شركة بايت دانس الصينية.

مع الميزة الجديدة، التي سماها زوكربيرج Reels، والتي من المقرر طرحها على مراحل في جميع أنحاء العالم، بدأ المؤثرين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في التفكير في السؤال الذهبي: ما هو الفرق بين تيك توك وإنستجرام ريلز؟ ورصدت المجلة الأمريكية أهم الاختلافات، وجاءت كالآتي:

الاختلاف الأول: الهوية

سيتم إصدار “إنستجرام ريلز” على مراحل في جميع أنحاء العالم. ظاهريًا، ومن المنطقي أن نلاحظ أن الفرق بين تيك توك وإنستجرام ريلز، يكمن في حقيقة أنهما مصممتان من قبل شركتين مختلفتين، يقع كلاهما في منطقتين جغرافيتين مختلفتين: شركة فيسبوك في الولايات المتحدة وتيك توك التي بدأت مسيرتها من الصين. وسجلت المنصتان حضورًا طاغيًا في عناوين الأخبار مؤخرًا بسبب القضايا المتعلقة بالخصوصية والتي، إلى حد ما، تم تسييسها بشدة من قبل كلا البلدين.

بينما كان فيسبوك يثير غضب الجمهور والحكومات في جميع أنحاء العالم، واجهت منصة تيك توك مشكلات مماثلة أيضًا لأن التطبيق لديه سياسة تسمح له بمشاركة معلومات المستخدم مع أعضاء مجموعة الشركات الخاصة به. باختصار، يمكن للشركة الأم بايت دانس مشاركة بيانات المستخدم مع الحكومة الصينية، نظريًا.

بينما يواصل “فيسبوك” توسيع قاعدة مستخدميه ونشر مخالبه، تم حظر تيك توك في الهند ومؤخراً، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا ضد بايت دانس. هذا يعني أنه بعد مرور 45 يومًا من اليوم، سيتم منع الجميع في الولايات المتحدة من القيام بأي عمل تجاري مع بايت دانس أو أي من الشركات التابعة لها بما في ذلك تيك توك.

من الناحية السياسية، تبدو هذه الخطوة إيجابية بالنسبة لترامب بين أتباعه، من رجال الأعمال، ستمطر الدولارات على زوكربيرج. فقد ساعد ترامب بشكل أساسي في إضعاف منافس فيسبوك. لن يكون أمام المؤثرين الذين جعلوا تيك توك موطنًا لفيديوهاتهم لما يقرب من عامين الآن أي خيار سوى التسرب بهدوء إلى ريلز لمواصلة كسب العيش والشهرة.

من المؤكد أن هوية كلتا العلامتين التجاريتين هي الاختلاف الأكبر ولكن هناك اختلافان أخريان، ربما لا يكونان مهمين ولكن لهما نفس التأثير في دفع الجمهور لاختيار أي من المنصتين.

الفرق الثاني: الحد الزمني

قامت تيك توك مؤخرًا بتمديد الحد الأقصى لطول مقاطع الفيديو الخاصة بها إلى 60 ثانية في أوائل عام 2020. قد يعتقد البعض أن ريلز ستفعل نفس الشيء. ولكن هذا لم يحدث، وبدلاً من ذلك، تقتصر مقاطع الفيديو على ريلز على 15 ثانية فقط. وعلى الرغم من أن هذا لن يمثل مشكلة كبيرة، نظرًا لأن غالبية مستخدمي تيك توك معتادون بالفعل على نشر مقاطع قصيرة على أي حال، فإن حقيقة أن بعض المستخدمين لن يتمكنوا من نشر 45 ثانية إضافية قد يؤدي إلى ابتعاد شريحة من المستخدمين عن الريلز.

بالنسبة للمقيمين في الولايات المتحدة، سيكون الخيار الواضح هو ريلز. ولكن بالنسبة لأي شخص آخر في جميع أنحاء العالم، قد يختلف تفضيلهم بسبب ميولهم الإبداعية.

الاختلاف الثالث: اختيار الموسيقى

تقول منصة “تيك توك” إنها لن تلجأ لأي إجراء بعد أن وعد ترامب بحظر التطبيق، وتقول المجلة الأمريكية: “لنكون صادقين، فإن إنستجرام ريلز هو نسخة كربونية من تيك توك تنقصها فقط صور السيلفي، وصور القطط والطعام. وقد يكون الاختلاف الوحيد في شعارات كلتا العلامتين التجاريتين، يبدو شعار الريلز خافتًا إلى حد ما ولكن الانطباع بأنه منسوخ من تيك توك، قوي للغاية”.

سيتمكن الأشخاص من معرفة عدد المشاهدات التي تلقاها مقطع فيديو معين وهناك خيار للتعليق ومشاركة الفيديو أيضًا في الجزء السفلي الأيسر. يعرض الجزء السفلي الأيمن أداء الفيديو من حيث التفاعل. ولكن ما يميز كلا النظامين عن بعضهما البعض هو اختيار الموسيقى والصوت.

لا يوجد بيان رسمي حتى الآن من فيسبوك حول هذا الأمر حتى الآن، لكن عملاق التكنولوجيا الأزرق أكد أنه سيطلق موسيقى مرخصة قريبًا. أما مدى جودة مجموعة الموسيقى والصوت المتاحة فهو غير معروف في الوقت الحالي وكيف سيواجه تيك توك تحديًا ضد فيسبوك؟ هذا لا يزال لغزًا بدون حل.