إنتصار الغيطاني : هكذا ظهرت تركيا في الكبير قوي

في أول حلقة من حلقات مسلسل أحمد مكي”الكبير”، اكتشفت الصدمة ولم أصدقها وهي أن المواقف التي تحدث ستكون في تركيا “وتركيا كما قالوا لنا هي الدولة التي تكرهنا، تبغضنا،تقتلنا وترغب في محو اسم مصر من الوجود”، لكن مكي والمنتجة مها سليم لم يصدقوا ماقالوه لنا وقرر الاثنان معا تمجيد تركيا والشعب التركي العظيم، لذا تم تصوير الأحداث في تركيا وفي مشهد عظيم للفنانة مشيرة إسماعيل وهي تقول له “أنت أحمد أحمد أنت ابني”.

بالضبط قبل هذه الجملة التي تؤكد الدفء والعظمة كانت جملة الحوار القاتلة بالنسبة لي، الممرضتان وهن يتحدثن عن ذلك الرجل الملقى أمامهما منذ ستة أشهر تقريباً ويرفضن أن يترك المستشفى بدون علاج؛ لقد تعرض لحادثة في بلادهما ونقلته الشرطة إلى هذا المستشفى الفخم وهو لايملك أية أوراق أو إثبات شخصية أو حتى يرد عليهما، واستقبلته المستشفى بدون أية مشكلة أو سؤال عن اسمه أو لونه أو جنسيته، هكذا بدون أية مشكلة وليس هذا فقط بل رعاية على أعلى مستوى من العلاج حتى يسترد صحته؟ أليس هذا بشعب رائع؟أليس هذا المشهد فقط يروج لتركيا أفضل مليون مرة من إعلان الخطوط التركية الذي استضاف ميسي ونجوم العالم في الرياضة ومنهم دروجبا.

فهذا المشهد فقط يروج للشعب التركي ويصفه بالعظيم؛ لأنه لو كان في مصر لظهر المشهد والمستشفى تلقيه خارج أبوابها لأنه بلا اسم أو على الأقل تتركه ليموت أو تطلب مليون جنيه قبل أن يدخل للطوارئ، وهكذا أصبحت المستشفى التركي عظيمة، وليس هذا فقط إنما يستمر مكي في حياته بلا وثيقة أو هوية ومع ذلك لم يقترب البوليس التركي منه أو يطارده أو يقبض عليه أو حتى يقابله في الشارع يسأله – أنت مين يا ابني – بوليس مؤدب ومحترم، وأيضاً لم يرد أن يقلق المواطن “الذي هو في الأساس ليس مواطناً”إنما رجل هبط فجأة عليهم لكي يرى بنفسه مشروع والده وهو الدواء الجنسي أو المسحوق الجنسي وقبض 50 ألف يورو وشاغب مع لصوص في الشارع حاولوا الحصول على المبلغ لكنه قاتلهم وقضى عليهم وسط تصفيق أفراد الشارع التركي، وعندما تربصوا به وقاموا بالاعتداء عليه لم نرى أي بوليس إنما صوت صافرة النجدة، وكأن مكي يرفض أن يظهر البوليس التركي في الموضوع على الإطلاق لأن تركيا تحكم بلا بوليس، شعبها يديرها بنفسه “مش زينا أحنا الشعب المصري العظيم المحتاج لبوليس”.

وبمناسبة البوليس في تركيا كان مشهد القبض على النجم طارق علام في هولندا وقدوم البوليس الهولندي الشيك إليه، وكلمة -ونتيد– المكتوبة له ثم جلوسه في السيارة، كل هذا تم تصويره في برنامج اسمه الأسير، والبوليس الهولندي تركه يصور نفسه داخل الحجز الذي وصفه بأنه رائع ونضيف وشيك وقال”تقعد ربع ساعة بس وتمشي”،”الله على البوليس الهولندي الشيك الرائع المؤدب، مش زي بوليسنا وأقسامنا”، وليس هذا وقت الكلام عن ترويج طارق علام للسياحة في العالم في برنامجه الأسير لكنه الشيء بالشيء يذكر،أعود إلى مسلسل “الكبير أوي الجزء الخامس” ورغم كل ذلك يتبقى المشهد الذي كسر نفسي بصراحة ثم قلت “تعمل ليه كده ياكبير”، وهو مشهد السفارة المصرية في تركيا والذي يذهب إليها الكبير أوي مع بابا بطاطس أو بابا أوسكار لكي يجدون حلاً له، فالشعب التركي بحث أيضاً عن عمل للكبير الفاقد للذاكرة “شفتم الشفقة والرحمة”، المشهد أن رجل السفارة المصرية “طلع أهبل وعبيط” فعندما يقول له إن الكبير أوي أصيب في حادثة يرد بسذاجة “ياساتر يارب”، وبعد الشرح يقول لهم”وأنتوا عايزين إيه”، فيردون عليه بالشرح من جديد والبداية دائماًأنه أصيب في حادثة فيرد “ياساتر يارب”، وهكذا أظهر مكي السفارة المصرية بتركيا وكأنها سفارة متخلفة عبيطة ساذجة “الحاجة الوحيدة لنا في تركيا ظهرت بهذاالشكل من السذاجة والهطل” ليه كده يامكي كنت اعتبرتها البوليس التركي العظيم؟

هكذا قام مسلسل الكبير في تسع حلقات أو قل عشرة حلقات بالترويج لتركيا العظيمة على شاشة سي بي سي الوطنية التي تقاتل من أجل مصر على مدار العام، ثم يأتي أحمد مكي وبدون هدية “دنيا سمير غانم” وبدون فزاع “هشام إسماعيل” ليروج لتركيا العظيمة “اللي أحنا مفروض متغاظين منها وحالفين لنرد عليها وكمان أرودغان أو قردوغان نازل شتيمة فينا وكمان كانوا حاجزين ولادنا بتوع المنتخب المصري للكرة الطائرة في مطار أنقرة”، ومع ذلك قرر فنان بحجم وقيمة أحمد مكي ومنتجة كبيرة مثل مها سليم أن يجعلا حلقات مسلسل اسمه الكبير “أوي الجزء الخامس” يشتغل لحساب تركيا أكثر من عشرة حلقات حتى الآن، وأن يروج للسياحة والبوليس التركي وأيضا للشعب التركي العظيم “طب ماكنش ممكن يروجوا للشعب المصري الشقيق وللبوليس المصري الشقيق وللمستشفيات المصرية الشقيقة؟ ماينفعش هه صح”.

 

شاركنا الرأي واختار المسلسل الذي قررت أن تتابعه حتى نهاية شهر رمضان للمشاركة أضغط هنـا

اقرأ أيضًا:

إنتصار الغيطاني تسأل عصام الأمير عن برزينتشن والبث الأرضي