مصطفى الفقي: هناك دول تدعم التعنت الإثيوبي في أزمة سد النهضة

علق الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي، على البيان الأخير الذي أصدرته وزارة الري السودانية حول أزمة سد النهضة، موضحا أنه يبدو أننا اتفقنا على التفاصيل أو اقتربنا من الوصول إلى توافق بشأنها، لكن تبقى الأساسيات محل إنكار من الجانب الإثيوبي.

نرشح لك: مطالبة أمريكية لإثيوبيا بتوقيع اتفاق سد النهضة

 

أضاف الفقي خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج “يحدث في مصر” على قناة mbc مصر، أن إثيوبيا لا تريد الاعتراف بحصص تاريخية ثابتة للدول المختلفة في مياه النهر، بل تعتبر كل الاتفاقيات التاريخية السابقة غير ملزمة لها، وتريد أن تخرج من سياق الحقوق التاريخية لمياه الأنهار الدولية وفقا لما هو متعارف عليه، قائلا: “محدش قال في الدنيا أبدا إنه أي نهر الحق الأوحد لدولة المنبع، هذا أمر غير واقعي”.

تابع أن إثيوبيا تريد أن تتخلص من شبح اتفاقية 1959 الخاصة بحصة المياه بين كل من مصر والسودان، ولذلك حذر وزير الري السوداني من أن هذا الأمر ليس محل جدل، لافتا إلى أن الحوار يجب أن يبدأ من حيث أن هناك ثوابت موجودة، لكن إثيوبيا تريد أن تلغي كل التاريخ والقانون وهذا أمر صعب قبوله.

أكد الفقي أن هناك تعنت إثيوبي غير مبرر، وأنه ليس أمام مصر في مثل هذه الحالة إلا اللجوء لمجلس الأمن، والذي بدوره ومن صلاحياته من أن يحيل إلى محكمة العدل الدولية أحد الموضوعات التي يرى فيها تهديدا للسلم والأمن الدوليين، لأنه هنا تصبح ولاية محكمة العدل الدولية قائمة بغض النظر عن قبول الأطراف لهذه الولاية أم لا.

في نفس السياق، أشار إلى لا بد من استخدم كل القوى الصديقة والشقيقة للطرفين في الوساطة، لأن مشكلة بهذه الطريقة لن تحل بسهولة، خاصة وأن هناك من يغذي إثيوبيا ويحقن في ذهنها بعض المواقف المعادية لمصر، مشيرا إلى أن امتناع إثيوبيا عن الذهاب إلى واشنطن كان بإيحاء بعض القوى ذات تأثير على الحكومة الإثيوبية، مضيفا: “كنا خلاص على وشك التوقيع والاتفاق مسألة ساعات، وفجأة امتنع الجانب الإثيوبي عن الذهاب تحت ضغط ما.. لا نعلم ما هو هذا الضغط حتى الآن”.

تابع: “هناك قوى في المنطقة صاحبة مصلحة في ألا تصل مصر وإثيوبيا إلى حل ويرون أن مثل هذه المشكلة إذا ظلت ساخنة ومشتعلة فهي استنزاف للطرفين وللطرف المصري بالدرجة الأكبر.. هذا الأمر لم يكن يحدث لولا حالة الفوضى التي صاحبت ما جرى في 25 يناير، مكنش يجرؤ الجانب الإثيوبي أبدا إنه يعمل ده، اللي كان وقت مبارك مكنش السد ده كان سد صغير، هو استخف بمصر بعد الثورة ورأى أن الاستقرار لن يأتيها سريعا وأن هذه الفرصة مواتية”.