هل يمكن أن يؤثر بودكاست الجريمة الحقيقية على العدالة؟

محمد الحلواني

تصاعد الجدل حول بودكاست الجريمة الحقيقية وتأثيره على العدالة الناجزة، ومنذ أوائل 2020، وفقًا لمجلة Marie Claire الأسترالية الترفيهية، أصبح لا يوجد شيء أكثر تشويقًا من الاستماع لبودكاست جيد أثناء ساعات العمل.

 

نرشح لك: “المونتيور” يوقف نسخته العربية

 

علاوة على ذلك، لا يوجد شيء مثل بودكاست الجريمة الحقيقية لتحويل تلك الساعات إلى رحلة مثيرة وخاصة بالنسبة لربات البيوت أثناء الطهي أو طي الغسيل.

وتعتقد منتجة البودكاست الكندية “تشارلي روك” أن البودكاست عن الجريمة الحقيقية في الولايات المتحدة وكندا، بدلاً من التركيز على تفاصيل الجرائم فحسب، كشف الكثير من العيوب والإجراءات الروتينية المتجذرة في نظام العدالة الجنائية، بل ومنح الفرصة للبرلمانيين بتقديم مشاريع قوانين تخدم العدالة الناجزة.

وتواصل ملفات البودكاست معدل نموها السريع. وقد أكد العدد الرسمي الأخير أكثر من 750,000 بودكاست على Apple Podcasts. ومع ذلك، في مؤتمر المطورين العالمي السنوي (WWDC) لشركة Apple، قالت الشركة إن هناك أكثر من 555,000 ملف بودكاست نشط.

الأمر الجدير بالملاحظة، وفقًا لـ “لوك” هو أن الملفات السمعية في هذه الزاوية بالذات تحظى بمتابعة لا تقل بحال من الأحوال عن مستويات متابعة المسلسلات البوليسية التلفزيونية، ومن حيث السلبيات، لفتت لوك إلى أن العديد من أكثر العروض شهرة تحول المتلقي إلى حالة تشبه الإدمان، وترسخ مفاهيم قد لا تكون لها أي علاقة بعمل المحققين، وبصفة خاصة الصور النمطية للمجني عليه الطيب والجريمة المروعة والمخبر غليظ الطباع وهذا يجعلها سهلة الهضم، لكن المبالغة في تبسيط القضايا المعقدة والمأساوية قد تأتي بنتائج عكسية.

تميل عروض الجريمة الحقيقية من استوديوهات البودكاست الكبيرة – مثل Wondery، إلى رفع جودة الإنتاج وتعتمد في أغلبها على لغز منذ اللحظة الأولى، وبعض العروض مثل تلك التي يقدمها باين ليندسي، المؤسس المشارك لـ Tenderfoot TV تستعين بمحقق حقيقي يحضر إلى الاستوديو ويشارك بوجهة نظره وخبرته الجنائية في إرشاد جمهور المستمعين إلى حل اللغز وكشف حقيقة القضية خطوة بخطوة.

 

وقد تعددت عروض البودكاست المهتمة بتفاصيل الجرائم ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر: مطاردة تشارلي التي تحكي قصة واقعية عن جريمة تصدت لها محققة خاصة تدعى جوليا روبسون في قضية كانت تبدو روتينية حول شخص مهاجر، ولكن أسفرت التحقيقات عن اكتشاف مجرم عديم الضمير يدعى تشارلي، تعقبته جوليا بلا هوادة وبعزيمة قوية على مدار سبع سنوات لتكتشف قائمة كاملة لضحايا سلوكه الإجرامي وتسعى لإنصافهم بتقديمه إلى العدالة.