قناة السويس على طريقة إبراهيم عيسى

أنس هلال

“إذن هي قناة السويس” بهذه العبارة المميزة اختار الإعلامي والكاتب الكبير “إبراهيم عيسى”، بداية حلقات برنامجه الجديد الذي يُعرض على التلفزيون المصري وعددًا من القنوات الفضائية والذي يروي فيه تاريخ قناة السويس، ويقدم فيه “عيسى” قراءة مُتزنة ومتعمقة للأحداث والوقائع التي شهدها تاريخ انشاء القناة، وكيف كانت القناة محط أنظار القوى العالمية الكبرى وسببًا رئيسيًا في عدد من الصراعات العالمية وأيضًا الدينية، كما يعيد تصحيح مجموعة من المغالطات التاريخية المتعلقة بالقناة، ويكشف الدور الكبير الذي لعبته القناة في التأثير على أحداث تاريخ مصر من خلال اختيار الحُكام ونشوب الصراعات والحروب، ويؤكد عبر رؤيته التي يطرحها في البرنامج أن قناة السويس هي ملخص لمصر، وأنه يجب علينا معرفة كيف نقرأ تاريخنا لنعرف كيف نقرأ مستقبلنا.

البرنامج من انتاج جهات عديدة والمنتج المنفذ شركة هاما برودكشن وهو مكون من 38 حلقة على الأقل ومدة كل حلقة لا تزيد عن 10 دقائق وسيتم بث الحلقات حتى موعد افتتاح القناة الجديدة.

فيما يلي استعراض لأبرز ملامح البرنامج بعد عرض خمس حلقات منه حتى الآن.

تاريخ مُفصل.. لكن بإيجاز!

إبراهيم عيسى من القلائل الذين يملكون موهبة الكتابة والتحدث بنفس الدرجة من الموهبة والكفاءة من خلال تبسيط وشرح المعلومات وعرضها بشكل موضوعي يبتعد عن الحشو والتفاصيل غير المهمة أو تشابك خيوط المعلومات مع بعضها بدون ترتيب، كما أنه يعرف كيف يختار الطريقة الأنسب لعرض موضوع يحمل كثير من المعلومات التاريخية، وذلك ببداية أولى حلقات برنامجه برواية واقعة تاريخية لها طابع شخصي عن محاولة “الخديو سعيد” قتل صديقه “فرناند ديليسبس” وذلك من كثرة الضغوط النفسية التي سببها إرهاق الخديو من كثرة التفكير في موضوع القناة، وقد يشكل هذا إيحاء بشكل ما لوطنية الخديو سعيد ليس كما تم تصويره في كثير من كتب التاريخ بأنه كان لا يخاف على مصلحة مصر، وكان ذكاء من “إبراهيم عيسى” بداية الحديث عن القناة بهذه الواقعة التي رواها بشكل قصصي استطاع من خلاله أن يجذب الانتباه للشخصيات والتفاصيل، وكانت “مدخلاً” هامًا لعرض المعلومات التاريخية الهامة حول القناة، ويجب الإشادة بتوقيت البرنامج الذي لا يزيد عن 10 دقائق بحيث يمكن تقديم هذا الكم من المعلومات دون أن يشعر المشاهد بالملل من طول الوقت ويفقد تركيزه مع كثرة المعلومات.

رؤية ورسالة تاريخية

كان واضحًا من خلال الحلقات الأولى، أن البرنامج ليس مجرد سرد لمعلومات وحقائق تاريخية، أو فقط لعرض تاريخ مراحل إنشاء القناة، بل كان ذلك من خلال رؤية يقدمها “إبراهيم عيسى” بالتأكيد على دور القناة كمحرك رئيسي لأحداث تاريخ مصر وذلك كما قال عيسى في حلقات البرنامج “أن القناة هي تلخيص لمصر ومصر هي تلخيص للقناة”، كما أكد على أهمية “تمصير” هوية القناة فكرة ومشروع وحفر وتنفيذ ليس كما يحاول البعض ادعاء أن فكرة القناة ليست مصرية، وأيضًا بتصحيح المعلومات التي ما زالت تُدرس في كتب التاريخ بأن الفراعنة أخطئوا في حساباتهم المتعلقة بمنسوب مياة البحر الأبيض والمتوسط، وهو ما استنكره عيسى على عظمة وعبقرية الفراعنة وتقدمهم في مختلف العلوم والمجالات، وأيضًا بطرح مراحل تنفيذ الفكرة مرورًا بالعصر العباسي حتى بداية تنفيذ المشروع، وتأكيده على ضرورة قراءة التاريخ لمعرفة المستقبل.

قراءة السطور وما بين السطور

ميزة أخرى يتمتع بها الإعلامي “إبراهيم عيسى” وهي القراءة التحليلية الناقدة للوثائق التاريخية أو كما كنا نشاهده دائمًا في قراءة البيانات والقرارات الرسمية، حيث يقوم بقراءة الوثائق والخطابات التاريخية عن طريق تجسيد آداء قرائتها من خلال الآداء الصوتي بارتفاع النبرات وهدوئها والوقوف عند جملة أو كلمة وأخرى، ذلك بجانب قراءة ما وراء السطور وما تحتوي عليه هذه الخطابات والكلمات، أو بمعنى أصح “تشريحها” بالتحليل لكل ما يمكن أن تشتمل عليه من معلومات وأبعاد مختلفة وارتباطها بالأحداث والوقائع الأخرى، كل ذلك ساهم في عرض الصورة العامة لأحداث تاريخ القناة بشكل إيضاحي مميز.

ولنا ملاحظات أخرى

هناك بعض الملاحظات لو تم الاهتمام بها لأضافت كثيرًا للبرنامج وساهمت في إتاحة عرضه بشكل أوسع، وتأكيد وصوله لأكبر عدد من الجمهور، ومن بين الملاحظات بالنسبة للمحتوى هي خلو أو ضعف المادة الفيلمية المصاحبة للبرنامج حتى الآن، فكان من المهم جدًا وجود فواصل ومقاطع فيديو تاريخية تساهم في توضيح الصورة بشكل أكبر، واستغلال عرض البرنامج تلفزيونيًا بحيث جعله يختلف عن أي برنامج راديو، فرغم تمكن “إبراهيم عيسى” من التعامل أمام الكاميرا ويعرف كيف يجذب انتباه المشاهد إلا أن المادة الفيلمية كان يجب أن تكون مساحتها أكبر خلال البرنامج.

ملاحظة أخرى على توقيت عرض البرنامج وعدم وجود التنسيق الكافي بين القنوات لعرضه وعدم وضوح التوقيتات المحددة كي ينال البرنامج قدره المُستحق من المشاهدة، هذه الأمور من الأشياء التي كان ينبغي تدراكها بالنسبة للقنوات.

ملاحظة أخيرة وهي ضرورة الدعاية والتسويق للبرنامج سواء عبر إعلانات بسيطة أو باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في نشر حلقات البرنامج والترويج لها، حيث تلعب هذه المواقع رغم كثرة سلبياتها دور كبير في الترويج للبرنامج ومثلًا الرد على الاستفسارات المتعلقة بموضوع عرضه وغيرها من الأدوار المؤثرة لهذه المواقع.

شاركنا الرأي حول ما هي القناة التي تحرص على متابعتها وقت الإفطار؟ للمشاركة أضغط هنـا

اقـرأ أيضـاً:

أديب بعد الإفراج عن أحمد منصور: باسبوره شمال

مباحث المعلومات تحقق في بلاغ سمير زكي ضد فودافون

ريهام سعيد في “هبوط اضطراري”: هبعتلكم العفاريت توقعها بجد

مقلب رامز جلال في إبراهيم سعيد يتحول لمشاجرة حقيقة

استطلاع رأى: رامز واكل الجو والمنافسين

إعلان فودافون ينقصه صفاء أبو السعود وأروى جودة

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا