البرنس.. محمد رمضان يستعيد شعبية نجوم كرة القدم

أسماء شكري
منذ بداية رمضان الحالي وانتظار المشاهدين للجرعة الدرامية ككل عام، دخل مسلسل البرنس المنافسة مع باقي المسلسلات في هدوء، فكان تفاعل الجمهور مع أحداثه يسير في المعدل الطبيعي؛ أب يتوفى ويكتب كل ما يملك لأحد أبنائه ويحرم الباقين، فيبدأ الإخوة – يقودهم فتحي عقلهم المدبر – في التخطيط لاسترداد حقوقهم التي يسيطر عليها أخوهم رضوان البرنس.

نرشح لك: هكذا أسقط البرنس مقاطعة محمد رمضان (تحليل)

حتى بداية التخطيط للانتقام من رضوان؛ كان تفاعل الجمهور ما زال بدون “أفورة”، ولكن بعدما ارتكب الإخوة عددا من الجرائم ضد رضوان: من قتل زوجته وابنه ثم حبسه ظلما، بدأ تفاعل المشاهدين يأخذ منحنى آخر، وهو أمر طبيعي تجاه مشاهد القتل والظلم والقسوة؛ فيما يجسد الصراع ما بين الخير والشر؛ وهي “التيمة” المفضلة لدى الجمهور خاصة في عالمنا العربي.

حتى جاءت الحلقة الـ 18 التي تضمنت مشهدا يعد نقطة تحول في تفاعل المشاهدين مع المسلسل، عندما ترك فتحي ابنة أخيه مريم في الشارع بكل قسوة، ليبدأ الجمهور بالتفاعل مع الأحداث وكأنها حقيقية وليست تمثيلا؛ فأصبحنا نرى يوميا رواد مواقع التواصل الاجتماعي يصبون لعناتهم على من ظلموا البرنس، ويدْعُون بأن تظهر براءته ويخرج من حبسه لينتقم من إخوته.

نال مشهد ترك مريم في الشارع تفاعلا واسع النطاق من الناس، لدرجة أنهم حزنوا على ضياع مريم كضياع هدف لمصر في كأس العالم، ومن هنا تحوّل جمهور المسلسل إلى ما يشبه جمهور الكرة؛ الذي يحزن على الفرص الضائعة.. ويهلل للهدف أو “اللعبة الحلوة”.

ورأينا مستخدمي السوشيال ميديا يعلقون بأنهم لو عرفوا عنوان منزل رضوان لأوصلوا مريم إليه، وبعضهم كتب عنوان موقف الميكروباص الذي تركها عمها فيه وطالب بنشره ليصل إلى والدها، واكتفى البعض الآخر بالدعاء على فتحي ليل نهار، لدرجة أن البعض تفاعل مع مشهد ضرب علا حبيبة رضوان فتحي بقالب طوب فسال الدم من جبهته، ونشروا فيديوهات يحتفلون فيها بضرب فتحي مهللين في فرحة عارمة، وهم يرددون هتاف “أوولييه أوولييه” الذي تردده جماهير الكرة داخل الملاعب.

 

 

وصل السخط على فتحي وكرهه هو وإخوته لدرجة انتظار لحظة خروج رضوان من السجن وانتقامه منهم، لدرجة أن مشهد خروجه شهد تفاعلا غريبا، إذ شارك الكثير من مرتادي السوشيال ميديا فيديوهات لهم وسط أصدقائهم وعائلاتهم وهم يشاهدون لحظة خروج رضوان، مرددين في فرحة: “الحمد لله.. رضوان طلع من السجن”.

 

وعند خروج رضوان وسجوده شكرا؛ بدأ تهليل المشاهدين وتهنئتهم لبعضهم البعض؛ لدرجة أن بعضهم سجد شكرا لله على لحظة خروج رضوان، والبعض الآخر توعّد فتحي وفدوى وباقي الإخوة لما سيفعله رضوان بهم، وبدأ ترديد السؤال: رضوان هيعمل إيه في إخواته؟

 

 

نفس ردود الأفعال تكررت مع مشهد ضرب رضوان لفتحي وياسر، فبدأ الجمهور بإظهار مشاعر الفرحة والتهليل.. الذي يشبه تفاعل جمهور الكرة مع إحراز هدف في الفريق المنافس.

رأينا جمهور البرنس يكتب تعليقات شامتة في فتحي وياسر بعد ضربهما؛ وكأنه شفى غليلهم من أشخاص حقيقيين يعرفونهم، بل ويعلنون أنهم منتظرين المزيد، ويبتكرون لـ رضوان أفكارا جديدة للانتقام والانتصار على من ظلموه، وتكرر التهليل مع عثور رضوان على مريم، وتفاعل الجمهور مع مقابلتها الباردة لوالدها ودموعهما فبكى معهما.

صفّق المشاهدون أيضا مع بداية تخطيط رضوان للانتقام من إخوته في الحلقة الـ 29، والذي بدأ بضربه لرأفت زوج أخته وحبسه في مكان مهجور، وكشْف رضوان لخيانة فدوى لفتحي مع ياسر، وكأن أحداث الحلقة كلها جاءت تلبية لأمنيات المشاهدين طوال الحلقات الماضية، باعتبارها حلمهم الذي طال انتظاره.

وإذا حاولنا تفسير تفاعل جمهور البرنس الزائد مع أحداثه كأنها واقعية، فسنجد أنه ربما لبشاعة قسوة إخوة رضوان وتعاطف الناس معه، وقد يكون لكمية الشر في شخصية فتحي الذي حرّك مشاعر الجميع، كذلك فكرة الانتصار للخير والعدل والحق، وأيا كان السبب؛ فإنه من المؤكد نجاح المسلسل في صنع حالة غريبة وملفتة للانتباه من ردود الأفعال؛ والتي ابتعدت في معظمها عن تفاعل الجمهور الطبيعي مع مجرد أحداث تجري على الشاشة.

نرشح لك: لماذا أحب الناس أحمد زاهر في “البرنس”؟