بعد ربع قرن.. كيف عاد ثنائي عادل إمام ودلال عبد العزيز؟

رباب طلعت

“لما أجي اختار أم لابني من الممثلات هختارك إنتي”.. بهذه الكلمات كشف الزعيم عادل إمام، سبب اختياره للفنانة دلال عبد العزيز، لأداء دور زوجته في “النوم في العسل” العمل الأول والوحيد لهما فيما يقارب 25 عامًا، إلى أن تجدد اللقاء في رمضان 2020، بالزوجين “ميس عفاف”، و”فلانتينو”، وللمفارقة يعود معهما، رامي إمام الابن الصغير في الفيلم مخرجًا للمسلسل.

نرشح لك: مفاجأة الحلقة الـ 16 من فلانتينو.. زواج عادل إمام وداليا البحيري


عام 1996 ظهرت دلال عبد العزيز في دور زوجة العقيد مجدي، وقد اختارها الزعيم وقتها، حسب تصريحها للفنانة إسعاد يونس، في برنامجها “صاحبة السعادة”، رغبة منه في الإحساس بدفء الأسرة، المطلوب إظهاره خلال الأحداث، كما أنها تصلح لتجسيد زوجة المهندس والضابط والطبيب، وأي مواطن عادي، من طبقات الشعب المختلفة وذلك لبساطة أدائها، وطبيعة شخصيتها القريبة من الزوجات والأمهات الحقيقيات، وقد كان بالفعل، حيث ظهر الثنائي كزوجين طبيعيين، وأبوين لطفل، يشكل ثلاثتهم أسرة أقرب ما يكون للأسرة المصرية وقتها.

مالت شخصية دلال عبد العزيز، خلال أحداث “النوم في العسل”، إلى الزوجة الجميلة والهادئة المطيعة، سر زوجها وشريكة أفكاره وحياته، والأم الحنونة، في شكل يتناسب مع المرحلة العمرية التي تنتمي لها وقتها، وقد تدرجت في تقديم دور الزوجة، والأم والذي نجحت فيه وكانت الأقرب من بنات جيلها للأم المصرية من الطبقة المتوسطة بالفعل، وقد قدمت العديد من النماذج الناجحة له خلال الأعوام الماضية، ومنها “7 جار”، و”صنع في مصر”، و”عشم إبليس”، و”حق ميت” وغيرهم، إلى أن وصلت لـ”ميس عفاف” الأكثر نضجًا وإتقانًا وكوميدية.

ظهرت دلال عبد العزيز، من جديد أمام الزعيم، بعد 24 عامًا، ولكن هذه المرة على عكس “النوم في العسل” فهي الزوجة المتسلطة والمتحكمة تمامًا في حياة زوجها وأبنائها، ومديرة المدرسة التي لا تتهاون مع الخطأ وتتعامل مع أولياء الأمور والمدرسين على أنهم طلاب بالمدرسة، كما تتعامل مع أبنائها وزوجها تمامًا، الذي تعطيه هي مصروفه الشخصي، وتحدد ما يأكل ويلبس، وتتحكم في زواج أبنائها ومشاعرهم.

بالرغم من أن أحداث المسلسل تفتقد ما وصفه عادل إمام سابقًا بـ”الدفء الأسري” ظاهريًا، فقسوة “ميس عفاف” غالبة على حنانها كأم وحبها كزوجة، إلا أنها نجحت في تنشئة ٣ أبناء ناجحين ومنضبطين، كما أن السياق الدرامي يتناول فكرة الترابط الأسري، بشكل عكسي، حيث إن الأب “فلانتينو” الذي لا يجد في زوجته الحنان ولا الدلال يتزوج من سيدة تصغره بسنوات منحته ما فقدته مع تسلط “عفاف” التي ثار عليها أبناؤها أيضًا، حيث يخبرها ابنها “أرشميدس” محمد الكيلاني بأنها “لا تعرف شيء عن المشاعر” لتعبر عن غضبها من الوصف وتنفيه تمامًا عن نفسها بدعوة أن الكثيرين قد أحبوها سابقًا، في رسالة خفية بأنها “إنسانة طبيعية” غلبت عليها طبيعة عملها كمدرسة، فأصبحت تتعامل مع الجميع كمدرسة.

كسرت “عبدالعزيز” صورة الأم النمطية -الحنونة والتي تحتوي أبنائها- والزوجة المطيعة أو الشريرة، فهي أم تحب أبنائها بشدة، ولكن طبيعتها التي تميل لفرض القواعد وعدم تقبل الخطأ تجعلها تبدو قاسية، ونفس الشخصية هي من تجعلها زوجة تظهر وكأنها بلا مشاعر، وهو ما يتهاوى أمام كلمات شعر يقرأها لها زوجها، تجعلها كالطفلة في التعبير عن سعادتها بكلمات الحب التي تسمعها، أو تثور من اتهامها بأنها لا تمتلك مشاعر، كما أن قسوتها لم تخفِ خفة ظلها، ومواقفها الكوميدية التي قدمتها بسلاسة بدون أي مجهود، بشكل يليق للوقوف أمام زعيم الكوميديا في مصر.

نرشح لك: سمير غانم : دلال عبد العزيز قفشتنى بخونها قبل الجواز


نجحت الفنانة الكبيرة في التناغم مرة أخرى وبعد سنوات مع أداء الزعيم، حتى إن مشاهدها معه ظهرت كمباراة “بينج بونج” كل منهما يقدم أفضل ما لديه، لتستحوذ “عبدالعزيز” على إشادات كثيرة من الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.