الاندبندنت: نصف أطباء بريطانيا اشتروا مهمات الوقاية من كورونا على نفقتهم

محمد الحلواني

وفقا لدراسة إحصائية جديدة أجرتها الجمعية الطبية البريطانية (BMA)، اضطر ما يقرب من نصف الأطباء إلى شراء معدات الحماية الشخصية الخاصة بهم على نفقتهم أو حصلوا عليها من خلال تبرعات. وعلى الرغم من أنها أقرت بتحسين إمدادات معدات الوقاية الشخصية، إلا أن الجمعية الطبية البريطانية قالت إن ردود 16343 طبيبًا في إنجلترا تظهر أنه لا يزال هناك المزيد من الجهد الذي يجب أن يبذل من أجل حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية. وأكدت الجمعية البريطانية أن دراستها تعد أكبر مسح للعاملين بمجال الرعاية الصحية فيما يتعلق بأزمة فيروس كورونا حتى الآن.

نرشح لك: بسبب كورونا.. وفاة 50 صحفيًا حول العالم في شهرين


من بين الممشاركين في الدراسة، قال 48 في المائة من أعضاء الأطقم الطبية إنهم إما حصلوا على معدات الوقاية الشخصية بشرائها مباشرة لأنفسهم أو لذويهم، أو حصلوا عليها من قبل مؤسسة خيرية أو محلية. وقد حصل خمسة وخمسون في المائة من الأطباء في فئة “ممارس عام” على معدات وقائية بهذه الطريقة، مقارنة بـ 38 في المائة من أطباء المستشفيات.

وذكر ما يقرب من ثلثي الأطباء (63%) أنهم شعروا بالحماية جزئياً أو لم يشعروا بحماية على الإطلاق خلال الوباء، في حين قال ما يقرب من ثلث المشاركين (30 %) أنهم ليسوا على استعداد للخوض في اي تفاصيل حول معدات الوقاية الشخصية، ونقص الكوادر الطبية المؤهلة وعدد المسحات والاختبارات والفحوص أو نقص الأدوية لأنهم لا يعتقدون أن الحديث في هذه الأمور ذو جدوى.

بالإضافة إلى المخاوف بشأن نقص معدات الوقاية الشخصية، كشفت الدراسة عن حصيلة ردود أعضاء الأطقم الطبية فيما يتعلق بتأثير فيروس كورونا المستجد على الصحة العقلية للعاملين بالقطاع الطبي على الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء.

قال أكثر من ربع الأطباء إنهم يعانون من ضغوط تتعلق بالصحية النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق، والتي ربما ازدادت سوءًا من خلال عملهم أثناء الوباء. وقال الدكتور تشاند ناجبول، رئيس الجمعية إن البيانات تشير بإصبع الاتهام  إلى إخفاق الحكومة البريطانية في تزويد العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء بريطانيا بالأدوات اللازمة لحمايتهم”. وأضاف: “لا يزال هناك الكثير الذي يتعين على الحكومة فعله لحماية خطها الأمامي”. وكتب أحد الأطباء في المساحة المتروكة لتعليقات الأطباء بنموذج الاستبيان أن القصور في توزيع وتوفير معدات الوقاية الشخصية سبَّب “غضبًا بين أوساط الأطباء ومساعديهم”.

وقال طبيب آخر: “كنا نحاول التأقلم” لكن كثيرين ساورهم  “القلق” على خط المواجهة، بسبب العجز في  أدوات حماية العينين ونقص المآزر البلاستيكية والكمامات الجراحية. ووجه الدكتور ناجبول سؤاله للحكومة البريطانية كيف يمكن التأكد من أن الوباء تحت السيطرة عندما “لا تتوافر الحماية الملائمة للعاملين في مجال الرعاية الصحية؟”.

وأعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون في مؤتمر صحفي يوم الخميس أن حكومته واجهت صعوبات في توفير ما يكفي من معدات الوقاية الشخصية. وأجريت الدراسة خلال الفترة بين 28 و30 أبريل.