ميمي جمال.. اعتزلت حزنًا على حسن مصطفى

إسلام سيد ميمي جمال

فنانة مصرية من أصول يونانية، برعت في أدوار الكوميديا خاصة دور الأم، ولدت عام 1941 من أب مصري وأم يونانية، لتخرج كملكة فرعونية رسمت بريشة رسام إغريقي، شعر أشقر ينساب كخيوط من ذهب، وعينان سوداون تشعان بهجة وعذوبة، ووجه ممتلئ دائري كوجه القمر، هي الفنانة القديرة ميمي جمال.

في عيد ميلادها الـ78 الذي يحل في مثل هذا اليوم 13 فبراير، يرصد إعلام دوت أورج أبرز المواقف خلال مسيرة ميمي جمال الفنية:

طفلة في “أقوى من الحب”

في سن التاسعة كانت إحدى صديقاتها في المدرسة، ابنة عبد الله بركات مساعد المخرج عز الدين ذو الفقار، فطلبت من والدها أن يرشحها في دور طفلة في فيلم “أقوى من الحب”، وافق واصطحبها إلى مكتب “ذو الفقار”، الذي أراد أن يختبر موهبتها في التمثيل فطلب منها أن تبكي، لترد قائلة ” أعيط ليه، انت مقلتش حاجة عشان أعيط”، أعجب بردة فعلها وقال “لو كنتي عيطتي كنت مشيتك، لازم الممثل يحس بالحاجة قبل ما يعملها”، فكان هذا أول درس تتلقاه في فن التشخيص، التصنع والادعاء يعني الفشل، والإحساس والتقمص يعني النجاح في التمثيل.

 

اللقاء الأول

في مسرحية “مطرب العواطف” التقت للمرة الأولى بالفنان حسن مصطفى كزملاء عمل، كان كل منهما قد مر بعلاقة عاطفية فاشلة، فكان متزوجًا قبل زواجه بميمي جمال، لكنه انفصل عن زوجته الأولى بثينة حسن بسبب عصبيتها وعدم تفهمها له وتقديرها لظروف عمله، كذلك ميمي جمال كانت مرتبطة بضابط عسكري لكنها انفصلت عنه بسبب رفضه عملها بالتمثيل، من ثم وجد كل منهما ضالته عند الآخر، فتقول: ” حبيته بأذني قبل قلبي، كان إنسان طيب ممكن تصاحبه بسرعة وتتطمنله وتحكيله سرك”.

نشأت بينهما صداقة قوية تقوم على الثقة والصدق، فكانت تعتبره قدوة لها وسند بعد وفاة والدها، فسرعان ما اتخذا قرار الزواج الذي استمر 50 عامًا حتى وفاته، إذ تقول إن سر استمرار الحب هو الأمان والتفاهم.

 

 

دور مؤقت في مدرسة المشاغبين

أثناء عرض مسرحية مدرسة المشاغبين، اضطرت سهير البابلي للسفر لإجراء عملية جراحية، وكان لا بد من وجود ممثلة أخرى لأداء دورها لمدة شهرين، رشحت ميمي جمال للدور، لكن رفض حسن مصطفى خشية حدوث مقارنة بينها وبين “البابلي”، فأقنعه عبد المنعم مدبولي بالموافقة، وعندما تعافت سهير البابلي وعادت إلى مصر، جلست مع الجمهور لتحضر المسرحية كمتفرجة يومين، لتقول “ميمي” على خشبة المسرح: “صاحبة الدور جت”، فقالت لها “جايه اتفرج عليكي”.

الدور الذي تمنت تقديمه

قالت ميمي جمال في حوار لها في جريدة الأهرام 1998، إنها تتمنى أن تقدم دور الأم، الذي شاهدته في فيلم “إمرأتان” لصوفيا لورين، وتدور أحداثه حول قصة جميلة تتمثل في مأساة أم وابنتها الوحيدة، إذ تدور الأحداث حول (سيزيرا) وابنتها (روزيت) البالغة من العمر 13 عامًا، اللتان تفران من قنابل الحلفاء على (روما) خلال الحرب العالمية الثانية، وتسافران إلى القرية التي ولدت بها (سيزيرا)، وخلال الرحلة تفعل (سيزيرا) أي شيء لحماية ابنتها، ولكنهما عندما تلجآن لإحدى الكنائس تتعرضان لاغتصاب وحشي من قبل الجنود المختبئين بداخل الكنيسة، وكان لهذا الحادث أثر نفسي سيئ جداً على المرأتين المغتصبتين، خصوصا الأم القوية المقاتلة، ولكنها عانت من الانهيار.

أثناء تواجدهما بالقرية تتقابل (سيزيرا) مع المفكر الشاب (ميشيل)، ويقعان في الحب، ولكن (ميشيل) لم يستطع أن يجيب (سيزيرا) عن تساؤلها: كيف حدث ذلك؟ ولماذا؟

الوداع الأخير

في يوم 19 مايو 2015، توفى الفنان حسن مصطفى شريك الحياة وتوأم الروح الذي عاشت معه نصف قرن، تقاسما فيه الأفراح والأتراح، النجاحات والإخفاقات، فكان الزوج والصديق والمستشار الفني والأب، أخر كلماته لها كانت: ” خلي بالك على نفسك يا ميمي أنت قوية وخلي بالك على البنات”، بعد وفاته أعلنت اعتزالها الفن، إذ فقدت الشغف بالتمثيل، لتنتهي قصة حب جسدت معاني الوفاء والإخلاص، إذ صرحت في أخر لقاءاتها التلفزيونية؛ أنها مازالت تدخل كل ليلة إلى حجرته قبل النوم قائلة: “تصبح على خير يا حسن”، فقد فارق الحياة لكن ظلت روحه تسكن قلبها.

نرشح لك: ليلى رستم.. أيقونة الأيام الذهبية لـ ماسبيرو‎

شاهد : الإعلاميون والمشاهير خارج البلاتوهات في برنامج مش عادي