مرسي جميل عزيز.. فكهاني الأغنية المصرية

09 فبراير 2019 | 10:26 صباحاً

سارة مؤمن مرسي جميل عزيز

“عيش أيامك عيش لياليك، خلي شبابك يفرح بيك، عيش بالروح والعين والقلب.. ضحك ولعب وجد وحب”، كلمات حُفرت في أذهاننا يرددها كل كبير وصغير، تُشعرك بالحب والبهجة عند سماعها، مرت عليها عشرات السنين وما زلنا نسمعها، ليس من الغريب أن يكون كاتبها الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز.

مرسي جميل عزيز، ابن الزقازيق، ولد عام 1921، وهو شاعر الألف أغنية، كتب عدة أغاني لكوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، ونجاة الصغيرة، ومحرم فؤاد، وشادية، ومحمد قنديل وفيروز وغيرهم.

وفي ذكرى وفاته الـ 39، يُلقي إعلام دوت أورج الضوء على أبرز المحطات في حياة مرسي جميل عزيز:

حياته الشخصية:

كان مرسي جميل عزيز ابن أحد كبار تجار الفاكهة، الذي ساعده على إشباع ميوله واهتمامته الفنية والأدبية، حصل على شهادة البكالوريا عام 1940، والتحق بكلية الحقوق بعدها، ثم تزوج عام 1946، وأنجب ابنًا واحدًا هو اللواء “مجدي”، وثلاث بنات هن “وجدان” المحامية، الدكتورة ماجدة مرسي جميل عزيز أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا، والدكتورة “نهاد” وهي طبيبة أطفال.

قال ابنه اللواء مجدي: “لم يعتمد أبي على موهبته فقط.. بل درس اللغة العربية والشعر والأدب والتراثين العربي الحديث والقديم، وكذا الأدب العالمي وأصوله ونظرياته وقواعده النقدية”.

التحاقه بمعهد السينما:

التحق شاعرنا الكبير بمعهد السينما عندما أُنشئ عام 1963، وحصل على دبلومة في كتابة السيناريو، ودرس المسرح وأصول الدراما وحرفية السينما، كما أنه كان شغوفًا بالقراءة والدراسة والمعرفة، وتم تكريمه عام 1965 بوسام الجمهورية للآداب والفنون.

أول أغانيه في الإذاعة:

قدمت الإذاعة أول أغنية لـ مرسي جميل عزيز وهو عمره 18 عامًا، بعنوان “الفراشة” في عام 1939، التي لحنها الموسيقار رياض السنباطي.

ولكن الجمهور لم يعرفه إلا بعد أغنية “يا مزوق يا ورد في عود” التى تغنى بها المطرب عبدالعزيز محمود، وقال فيها مرسي جميل عزيز: “يا مزوق يا ورد ف عود، والعود استوى، والكحل في عينيك السود، جلاب الهوا”.

مرسي جميل عزيز وأم كلثوم:

كانت بدايته مع أم كلثوم بأغنية “سيرة الحب”، ورغم تخوفه من العمل مع الست، إلا أنه تعاون معها في أغانٍ أخرى، فكتب لها أغنية “ألف ليلة وليلة، وفات الميعاد”، والثلاثة من ألحان بليغ حمدي.

وفي إحدى لقاءته التلفزيونية؛ قال إنه تهرب من أم كلثوم أكثر من مرة، حتى طلبت منه أن يجتمعا معًا لتعرف ما المشكلة، وبعدها عرض عليها ثلاث مطالع أغاني لتختار منهم واحدة لتغنيها، ولكن المفاجأة أن أم كلثوم قالت له إنها أُعجبت بالثلاث وسوف تغنيهم جميعًا، وتركت له حرية الاختيار في البدء بأي واحدة منهم، واختار “سيرة الحب”.

مرسي جميل عزيز وعبد الحليم:

قال الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز في إحدى لقاءته في التلفزيون، إن أغنية “ولد الهدى” لأم كلثوم كانت الأغنية التي أذهله بها عبد الحليم حافظ بعد تأديته لها، وتمنى بعدها أن يكتب له، وبالفعل كتب له أول أغنية ولحنها الموجي، وهى أغنية “مالك ومالي يا أبو قلب خالي”، وبالفعل تم تسجيلها على أسطوانة.

أضاف “عزيز” أن عبد الحليم حافظ كان النقلة الثانية للموسيقى؛ بسبب بساطة أدائه وصوته العزب، مشبهًا إياه بـ محمد عبد الوهاب في بداياته، وكتب مرسي جميل عزيز له أكثر من 20 أغنية.

أشهر المواقف في حياته:

من أشهر المواقف التي تعرض لها مرسي جميل عزيز في عام 1957، هي دعوة النقاد لمنع أغنية “أما براوة” التي غنتها نجاة الصغيرة، من الإذاعة المصرية لأنهم اعتبروها أغنية خادشة للحياء.

كان شاعرنا الكبير مرسي جميل عزيز يقول دائمًا: “الأغنية هي أهم وأخطر الفنون جميعًا، فهي التى تشكل الوجدان والأحاسيس وترتقي بالمشاعر، وتربي الانتماء وتؤكد الهوية”.

اشترك الشاعر الكبير مع عدة مطربين وكتب أغانٍ كثيرة جدًا مشهورة ومتداولة بين الناس حتى الآن، منها: أغنية “سوف أحيا” لـ فيروز، “يا سمر يا جميل” لـ عبد العزيز محمود، “أنا قلبي إليك ميال” لـ فايزة أحمد، “رمش عينه اللي جارحني” لـ محرم فؤاد، “مال الهوا يا ما” لـ صباح، وغيرهم كثير.

واليوم.. بعد عشرات السنوات على رحيله، ما زلنا نسمع كلماته وأغانيه بأصوات المطربين الكبار، ونتابع ما قيل عنه من الجميع.. وسنظل نسمع له؛ لأن الفن الأصيل لا يفنى أبدًا، ولا يختلف عليه أحد.