طارق عباس.. "بسمة - عراقي": إنتوا بتشتغلوا إيه؟!

أن يتحول الإعلامي إلى شخص يتمتع بالشهرة كونه يظهر على شاشات التلفاز، هو أمر طبيعي، أما أن يتحول بقدرة قادر إلى رمز وطني وزعيم مفدى وقائد ومفجر الثورات، فتلك هي المشكلة التي تصنعها وسائل الإعلام دون وعي، أن تترك محتوى البرامج على شاشات الفضائيات، لاسترسال المذيع وحكاياته وبطولاته، وإفراد مساحات زمنية للاحتفال مثلا بعيد ميلاده، -أو ميلادها- والحديث عن تميزه وأنه توقع كذا وحدث، وأجرى تلك المقابلة أو قام بهذا التحقيق قبل المذيع الفلاني…. إنه منتهى العبث.

بالأمس القريب، شاهدت جزءا من حلقة برنامج “المستخبي” للمذيعة والمعدة والمخرجة منى عراقي، وكانت تصور الحلقة وهي تقود سيارتها وتمسك بهاتفها المحمول، تحدثت كثيرا عن تامر أمين، وقالت إنه قال عنها وعن طاقم برنامجها كذا وكذا، وظلت توجه له عبارات “يا مهني، ياللي قاعد في الاستوديو أمور وفي التكييف وأنا بصور في الشوارع….”، وما إن انتهت من مبارزة تامر أمين، تحولت إلى ريهام سعيد – زميلتها في الشخصنة الإعلامية- وعرضت لقطات لها وهي تتحدث عن إجراءها تحقيقا قبل عراقي بـ3 سنوات، وقالت لها “إحنا مش مهم مين عمل كذا قبل مين، المهم إننا نكمل بعض”، حسنا، فالكلام يبدو منطقيا، لكن مكانه ليس على الشاشة، بل في التليفون المحمول أو في إحدى أروقة مدينة الإنتاج الإعلامي، التي فتحت أبواب الشهرة لكل الأطراف.

وبعيدا عن مفجر الثورات والزعيم الشعبي توفيق عكاشة، صاحب الصولات والجولات في عالم السياسة وإسقاط الدول والمطارد من جميع مخابرات دول العالم، ومخابرات الكواكب والمجرات الفضائية الأخرى أيضا، فإن المُشاهد الذي يدفعه حظه “السعيد” للجلوس أمام تلك البرامج باحثا عن الترفيه أو المعلومة أو الخبر وتحليله، يجد نفسه في النهاية حلقة في سلسلة مشجعين للمذيع أو الإعلامي الذي يتحفه طيلة الوقت بالحديث عن أخلاقه وكرمه وتضحياته وحياته الشخصية التي تصل أحيانا للحديث عن الأسرة والأبناء والأجداد وخلافه.

المذيعة بسمة وهبة، التي كانت تقدم برامج على قناة “إقرأ” الإسلامية، وهبطت على سوق البرامج الفضائية بـ”باراشوت” هي الأخرى، دخلت ماراثون “الشخصنة”، وباتت تصور حلقات تسميها “مغامرات” وعرضت مغامراتها التي اعتمدت فيها على اختلاس التصوير بـ “الهيدن كام”، فبرنامجها “هي مش فوضى” المذاع على قناة TEN، يبدو أنه يدعو للفوضى، ويسعى فقط للبحث عن الأضواء، من خلال لقاءات مع الشواذ والمتحولين جنسيا ومغتصبي الأطفال وخلافه، وأخيرا الحلقة التي أذاعتها وهي تحضر “زار بلدي”، وعقب عرض التسجيل، قالت إنها تعتذر عن منظر الدم، رغم أنها كان من الممكن “منتجته” وقطع المناظر التي تؤذي المُشاهد وتدعو “للقرف” كما قالت عن نفسها “كنت قرفانة”، والأكيد أنها أصرت على أن “تقرفنا معاها”.

اقرأ أيضًا:

طارق عباس: ضع كلمة “جنس” في برنامج أو خبر!  

طارق عباس: تقنين الحشيش.. “القلشة” حكمت!

طارق عباس: ريهام سعيد.. تاجرة الآلام

طارق عباس: ضغط الفيسبوك.. صداع في رأس الداخلية!

طارق عباس: ترسانة “داعش” الإعلامية!

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا