هشام صلاح يكتب: بين لعبة "التريندات" و"ببجي" يا قلبي لا تحزن!

بحلول عام 2019 أصبحت إحدى سمات العصر الحالي هي مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعبر عن حال ثقافتنا المختلفة، فبكل تأكيد من يريد الشهرة السريعة يذهب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويفعل كل ما هو غريب، وكل ما يريد، ومع مرور الوقت سيصبح “تريند” بكل سهولة، بل أيضًا ستشاهده نجمًا يتصدر صفحات المواقع الإخبارية، ويتصارع عليه الصحفيين والإعلاميين، لإجراء لقائاتهم الإعلامية معه!

الملفت في الأمر أن غالبية “التريند” الذي يتصدر اهتمامات الصحافة والإعلام المصري، هو الشيء المخزي والمحزن فقط، إنما الشيء الذي له أهمية مجتمعية بالتأكيد لن يصل إلى مرحلة “التريندات”، وذلك لعدة أسباب منها المعلوم والمجهول، حتى أصبحت هذه “التريندات” أهم بكثير من لعبة “ببجي” المنتشرة حاليًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

نرشح لك.. PUBG.. مجتمع القتلة الافتراضي

أكثر الأشخاص الذين يلعبون هذه اللعبة بمنتهى الذكاء، هو الفنان محمد رمضان، فبكل تأكيد لا يختلف أحد على موهبته كممثل، بدليل نجاح أعماله خلال السنوات الماضية، اختلفنا أو اتفقنا عليها، مع العلم أنني لست أحد جمهوره بالمرة لكن أرى حالة نجاحه ملموسة للغاية، وهو ما جعله يفكر دائما أن يقوم بـ”بروزة” هذا النجاح من خلال لعبة “التريندات” على مواقع التواصل الاجتماعي.

فبدأ رمضان يدخل اللعبة سريعًا من خلال إبرازه لممتلكاته الخاصة وتصويرها مما جعل “سيرته على كل لسان” سواء من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال الصحافة والإعلام في مصر، وهو المطلوب إثباته من خلال هذه اللعبة العجيبة والمثيرة، استمر رمضان في مراحل اللعبة حتى بدأ بتسجيل أغنيات بطريقة الفيديو كليب يمدح في نفسه فيها مما جعله ليصل لمرحلة “البلبلة” التي يريدها.

ومرت الشهور حتى جاءت الفنانة بشرى خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقررت أن تدخل هذه اللعبة أيضًا من خلال توظيف أغنيتها الخاصة للرد على زميلها “رمضان” والتقليل من شأنه ومن شكله ومن حالة نجاحه، فهذه اللعبة كما قلنا في السطور الماضية أصبحت أسرع الطرق للوصول إلى المجتمع، فيما ينجرف فيها الإعلام بشكل غريب وأصبح جزءًا لا يتجزأ من هذه اللعبة السيئة.

نرشح لك.. بشرى تتحدى محمد رمضان.. “أسدك هبشته قطة”

والدليل القاطع في هذه اللعبة “القذرة”، جاءت الفنانة رانيا يوسف في إحدي المناسبات العامة وظهرت بفستان مثير للجدل، حتى وصل الأمر إلى أن الإعلامي عمرو أديب استضافها وخصص حلقة كاملة معها للحديث عن “فستانها” وهل كانت البطانة موجودة أم لا؟! وغيرها من مواقف و”تريندات” على مواقع التواصل الاجتماعي مثل حمو بيكا وشطا والمهرجانات.

لعبة “التريندات” أصبحت أسوأ ما فينا في الفترة الحالية، الكل يلهف إليها بكل أسف سواء كان نجمًا أو شخصًا عاديًا من الشارع المصري، وصلنا إلى مرحلة البحث عن التريند للشهرة لتسليط الضوء علينا بشكل مستمر دون النظر إلى ماذا نقدم للمجتمع من فن وإعلام محترم، يحترم نفسه ويحترم مكانته ويحترم مجتمعه “الغلبان” والذي يتم “الضحك” عليه بشكل مستمر من خلال لعبة “التريند القذرة”.

شاهد| أبرز الأحداث التي شغلت الوسط الثقافي خلال عام 2018