معتز مطر.. إعلامي رمته السبوبة في أحضان الإخوان

رباب طلعت

أسباب كثيرة، تدفع البعض لسلك طرق شائكة، وضالة، مثل الارتماء في أحضان الجماعة المحظورة، والظهور على شاشتها كأحد وجوهها الإعلامية أو السياسية، في أحد منابرها التلفزيونية، يصرخ ويضلل ويعارض ويلفق الأكاذيب ويطلق الشائعات، ويفعل ما يحلو للممولين، الذي ينفقون أموالهم ببذخ للوصول لأكبر شريحة من المصريين، لاستمالتهم لصفهم، بحثًا عن شرعية جماعتهم ورئيسهم “الباطلة” التي أسقطها الملايين من أبناء الشعب في ثورة 30 يونيو، ومن تلك الأسباب البحث عن الشهرة، أو المال، أو نجاحٍ لم يستطع تحقيقه في وطنه، ما دفعه للعمل ضده، وتشويه صورته، مقابل أيًا منها. معتز مطر كان واحدًا من أولئك الذين “غيروا جلدهم” بحثًا عن فرصة عمل وظهور إعلامي بمساحة أكبر من التي فشل في تحقيقها في مصر، ولعله بسبب المال أيضًا فهو حاليًا يتقاضى 12 ألف دولار شهريًا في “مكملين” حسبما قاله أحد رجال الإخوان العائدين من تركيا مارس الماضي، ومن الممكن أن يكون ذلك الرقم أقل من المنطقي، نظرًا لأن هؤلاء نقلوا حياتهم بالكامل إلى تركيا ويتقاضون أموالًا تؤمن مستقبلهم في حالة توقف هذه القنوات.

لم يكن “مطر” يومًا واحدًا من الإخوان المسلمين، أو المنضمين إلى أحزابهم أو المدافعين عنهم، بل كان أحد المشاركين في اعتصام المثقفين ضد مرسي، اعتراضًا على تولي الوزير الإخواني علاء عبد العزيز وزارة الثقافة، ما اعتبره المتظاهرون وقتها بأنه تسلل للفكر الإخواني لعقول المصريين عن طريق الثقافة والفن، وأكد وقتها أن حركة “تمرد” صاحبة أداء سلمي، ولصالح الرئيس المعزول مرسي، مهاجمًا إياه في خطابه الأخير، مشددًا على أن من مصلحته أن يطرح نفسه للاستفتاء، كما تطالب الحركة.

بعد نجاح ثورة 30 يونيو، وعزل مرسي، خرج “مطر” على الفضائيات يمجد لما فعله الفريق أول عبد الفتاح السيسي – وقتئذ – وإنقاذه لأهداف ثورة 25 يونيو، مهاجمًا مرسي قائلًا: ” “كنا متفائلين ومش متخيلين إن مرسي ياخد المركب بهذا الشكل، لأني بعتبر إن مرسي شريك رئيسي لكل ما يحدث بالبلاد إن لم يكن الشريك الأكبر في كل ما يحدث ويتحمل وزر كل شئ، لأنه كان أكتر بني آدم عنده فرصة تاريخية ومعملهاش.. ونصحته بده.. ولم يستجيب لأحد ولا لعشرات الناس الذين نصحوه”، وتابع: “كلهم نصحوه حتى زعماء المعارضة وقيادات القوات المسلحة والفريق السيسى نفسه نصحه.. وكان فاكره مانديلا ونصحه قبل ما يطلع البيان، وحاول ينصح للحظة الأخيرة علشان ينقذ البلد، وكذلك حمدين صباحي والبرادعي”.

قبل فلوس قطر وتركيا .. معتز مطر يعترف ان السيسي انقذ البلد شيييير وافضح الكذاب

Posted by ‎قالوا ايه علينا‎ on Thursday, April 5, 2018

لم يحظَ معتز بشهرة ولا اهتمام جماهيري في ذلك الوقت، مثل الكثير من الإعلاميين الذين نجحوا في التألق على الشاشة وحجز مقاعد ثابتة في القنوات الفضائية، ولعل ذلك أصابه بالإحباط، ما دفعه لأحضان الإخوان، ولعل الكثيرين لم يتعرفوا عليه فعليًا إلا على قنواتهم، حيث إنه لم يكن مشهورًا في مصر، بالرغم من أنه عمل في الإذاعة المصرية، حيث ألحقه والده الكابتن علوي مطر، أحد نجوم الكرة في فترة الستينات في مصر بـ”الواسطة” في أواخر التسعينات إلى إذاعة الشباب والرياضة بعد تخرجه من من جامعة عين شمس، ليبدأ عمله بها كمعد للبرامج في إدارة الرياضة، وتحول لمقدم برامج بعدما حصل على دورة تقديم البرامج، وكان يكتفي بتغطية نشاط اتحاد الكرة، بمساعدة من والده ومعارفه، ثم بدأ في تقديم المباريات الخفيفة، ومنها لأول برنامج “توك شو” إذاعي رياضي.

في ذلك الوقت حدثت واقعة شهيرة، في برنامجه “هنا القاهرة” عام 2009، حيث اتصل فريق الإعداد الخاص به مع الكابتن ضياء السيد المدير الفني لمنتخب الناشئين قبل انطلاق الحلقة والاتفاق معه على مداخلة هاتفية للرد على ما أثاره أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وقتها في أحد التقارير التي عرضها البرنامج، والذي سخر فيه من الكابتن ضياء، ولكن “مطر” صدم الجميع، حيث تظاهر بأنه لا يعرف شيء عن الموضوع، وادعى أن “السيد” اتصل بالبرنامج للرد على تصريحات لم يسمعها جيدًا، وقطع الاتصال عليه، دون إعطائه فرصة لكشف حقيقة ما قاله عضو اتحاد الكرة -الذي كان يحرص معتز على التودد له- ولكن المدير الفني لمنتخب الناشئين خرج وكشف أن البرنامج هو من طلب مداخلته وليس هو من اتصل، مهاجمًا معتز لعدم إعطائه فرصة للرد.

في عام 2010، قدم معتز مطر أول برامجه على التلفزيون “ستاد بلدنا”، الذي يهتم بأندية دوري “المظاليم”، ولكنه لم يستمر طويلًا لقيام ثورة 25 يناير عام 2011، ما دفعه للاتجاه لتقديم “توك شو” سياسي بدلًا من الرياضة، وهو “محطة مصر” على قناة “مودرن حرية”، قبل أن تحدث الواقعة الشهيرة بقطع إرسال البرنامج عنه فى أواخر فبراير عام ٢٠١٢، من قبل إدارة القناة، نظرًا لانتقاده خلال الحلقة أداء المجلس العسكري الذي وصفه بالسيئ خلال إدارته للمرحلة الانتقالية، لينتقل بعدها إلى قناة “مصر 25” صوت الإخوان في تلك الفترة، بالرغم من دعمه لحمدين صباحي، ضد محمد مرسي في انتخابات الرئاسة 2012، ومن هنا كانت بداية “تألقه” الإعلامي حيث دعمه الإخوان وقتها بإحضار وزرائهم ومحافظيهم كضيوف في البرنامج، ولكنه لم يستمر كثيرًا معهم، وترك المحطة نظرًا لتدخلات الإخوان السياسية في برنامجه، وسياسة تكميم الأفواه في القناة حسب وصفه وقتها، لينتقل إلى قناة crt، بقيمة عقد تخطت المليون جنيهًا، ولكنه اختفى بعدها عن المشهد الإعلامي تمامًا، حتى بدأ الظهور كضيفٍ في البرامج ليهاجم مرسي وسياسة الإخوان، بعد عزل مرسي، مادحًا موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي وقتها منهم، إلا أن ظهر وبشكلٍ مفاجئ على منصتهم الإعلامية الأولى في تركيا قناة “الشرق” كأحد أوائل المنضمين لصفوفهم في تركيا، براتب 120 ألف دولار وقتها، بحسب تقرير نشره “اليوم السابع” عن أجور الوجوه الإعلامية للإخوان في تركيا.

سطع نجم معتز مطر بطل الإخوان المغوار على شاشاتهم من خلال برنامجه “مع معتز”، بعدما سلك دروب التزوير والكذب والتلفيق والتحريض على الدولة المصرية وأجهزتها، حتى أصبح نجمهم الإعلامي الأبرز الذي يهللون له ويكبرون لآرائه وتضليله، إلا أن انقلب عليه العاملون في القناة، وكشفوا حقيقته، بأنه “كداب ومنتفع” حيث إنه تخلى عن زملائه وأبناء بلده المغتربين في تركيا، والعاملين في الشرق، مقابل الأموال الطائلة التي يحصل عليها من إدارتها، منتقدين موقفه المعارض لاعتصامهم الذين يطالبون فيه بحقوقهم، مذكرين “مطر” بموقفه واعتصامه في قناة “مودرن حرية” بعدما قطعوا بث برنامجه.

تلك الأزمة بدأت بسبب الحلقة التي خصصها معتز مطر، لكشف أزمة قناة الشرق، وضلل فيها مشاهدي القناة، بناء على طلب إدارتها، وأيمن نور رئيسها، للدفاع عنهم وعن موقفهم ضد العاملين بها والمطالبين بحقوقها، ما دفعهم لإصدار بيان مطول، نشرته صحيفة “الأناضول التركية”، اتهموه فيها بالكذب والتضليل، حتى إنهم كشفوا وقتها أن ما يدعيه عن حبس أخيه بسبب مواقفه السياسية باطل، معلنين أن السبب الرئيسي هي قضية نصب، وقدم المتضرر الشيكات التي تثبت ذلك إلى النيابة، بعدما تهرب معتز من سداد قيمتها هو الآخر.

في ذلك البيان كشف العاملون في الشرق المعتصمين حقيقة معتز مطر قائلين: “إنه الدواء المر الذى كنا لا نريد أن نتجرعه، ولكن معتز مطر لديه إصرارًا شديدًا أن يحطم داخلنا كل ما تبقى من أمل أو قيمة فى شخصه للأسف بعدما استغل الشاشة والهواء -الذين هما ملك لمشاهد يريد أن يرى الحقيقة- فى ترويج أكاذيب، والتدليس عليه عمدًا، والانحياز الأعمى دون ضمير أو وعي ومجاملة مدير القناة أيمن نور الذي ارتكب عشرات المظالم والمخالفات، والتي نفندها هنا واحدة تلو الأخرى، وإن كنا نعلم أن هذا الأمر سيؤلم متابعي ومشاهدي معتز وسيتفاجأون بكمية أكاذيب فاحشة من إعلامي كتب في تعريف شخصه على تويتر “أن أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في المواقف الأخلاقية العظيمة””.

‎أضاف البيان: “للأسف لم ينحز معتز لزملائه المظلومين مثل إعلاميين آخرين، ولم يقف حتى على الحياد، زميلنا معتز مطر كذب في المرة الأولى عدة مرات في البث الاستثنائي يوم 28 ديسمبر 2017، ولم نرد على كذبه، وأرسلنا له عدة رسائل مباشرة ولكنه أصر على الاستمرار، لذلك وجب توضيح الآتي للرأي العام، لا سيما وأننا اخترنا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال ولكننا اخترنا الحقيقة”، تابع البيان: “معتز مطر كذب للأسف فى حلقة الإثنين، وزعم أن هناك وثائق وأدلة تم إثباتها بأن هناك ثلاثة أصابع تلعب داخل القناة تريد هدمها لأنها تحقق مشاهدات وأرقامًا قياسية، وهنا نذكره أننا نملك ذاكرة جيدة لن تنسى طريقته المكشوفة في الكذب على المشاهد”.

نرشح لك: محمد ناصر علي.. الشاعر الذي باع نفسه للإخوان

أردف العاملون في القناة في بيانهم أنها أصبحت مليئة بـ”المطبلين والمنافقين” الذين وصفوهم بأنهم “هم الذين يختارهم مدير القناة بعناية فائقة حتى يلتفوا حوله ويكونوا عونًا له على الزملاء الأحرار الشرفاء، ويمارسون أحط الأدوار، ولا نريد أن نشغل الرأي العام بالمزيد من أمراض وآفات بعض ضعاف القلوب ولكننا نكشف اليوم فقط ما تم تصديره لهم من أكاذيب وضلالات”، أضافوا:”لم نكذب عندما تحدثنا عن زميلنا الذى أمر بتنظيف شقة مدير القناة ولم ندلس عندما تحدثنا عن الآخر الذى عمل 4 أشهر تحت مزاعم أنه متدرب دون أجر فقط بوجبة طعام، ولكننا نقول الحقيقة ولدينا ما يثبت ممارسة الضغط والإرهاب على شباب غض من قبل من لا رحمة لديهم ولا أخلاق”.

استطرد البيان: “لماذا لم يسأل معتز مطر نفسه: لماذا صمت العاملون في قناة الشرق الإصدار الأول مع الدكتور باسم خفاجي عن عدم صرف رواتبهم لأكثر من 5 أشهر كاملة ولم يصمتوا الآن في الإصدار الثانى مع أيمن نور، على الرغم من استمرار صرف رواتبهم؟، الإجابة: لأنها لم تكن ثورة مرتبات كما ادعى الذباب الإلكتروني الذى ينفق عليه مدير القناة آلاف الدولارات للنيل ممن يطالبون بالعدالة والكرامة ووضوح الرسالة الإعلامية”.

بالرغم من ذلك، ومن كل الفضائح التي تلاحق “مطر” لم تهتز صورته في منابر الإخوان، بل ظل لليوم نجمهم المخلص، المدافع عن شرعية رئيسهم المعزول، بالرغم من تأكدهم من عدم ولائه إلا لمصلحته.

شاهد| تصريحات أثارت الجدل في 2018