طارق رمضان عن حقوق بث المباريات : تكسير عظام مستمر

لم تهتم القنوات الفضائية المصرية أو التلفزيون المصري بمباراة الزمالك وسانجا الكونغولي على الإطلاق (خاصة المباراة الخارجية) فالبعض اعتبرها تحصيل حاصل، فالكل أجمع وآمن أن الزمالك سيكتسح سنجا على أرضه وبين جماهيره بعدد وافر من الأهداف، فترك المباراة ولم يتحرك إلى الكونغو ليشتري حقوق البث لها كما أنه غيرمتأكد من أن الإشارة ستصل إلى القاهرة في وقتها خوفاً مما حدث في مباراة مصر ورواندا عندما لم تأت الإشارة، خاصة مع نقل المباراة من كينشاسا إلى مدينة أخرى تبعد عن العاصمة بأكثر من 80 كيلومتراً، ولا يوجد بها تغطيات أو سيارات إنتاج أو بث للقنوات الفضائية مما يجعل الشركة التي ستشتري الحقوق (وغالباً هي برزنتيشن) التي وسطت السفارة المصرية هناك للتفاوض باسم التلفزيون المصري لشراء المباراة ، وتقوم السفارة المصرية بجهود مضنية حتى الآن للوصول لشراء الحقوق لصالح الشركة التي هي قطاع خاص لكنها حصلت على تفويض من التلفزيون المصري بالتفاوض باسمه – وهذه كارثة أخرى سياتي ذكرها فيما بعد – وتحاول برزنتيشن الانتهاء من المباراة حتى يصبح لها الحقوق الخارجية والداخلية أيضاً.

فالجميع ينتظر نتيجة المباراة خاصة أن المباراة القادمة ستكون في مصر وهي مباراة ليست حصرية لوجود التلفزيون المصري أرضياً وفضائياً باعتبار أن هذه المباراة ملكاً خالصاً للشركة الراعية لنادي الزمالك، وهي التي من حقها بيعها طبقاً للتعاقد بين الزمالك والشركة الراعية، وهي نفس الشركة التي ترعى قناة النيل للرياضة وستعرضها حصرياً في حالة فوز الزمالك هناك أو تحقيقه نتيجة إيجابية- وهو الاحتمال الأرجح – ومع ذلك تقوم بعض الشركات بالتفاوض الآن مع نادي سانجا لشراء حقوق المباراة تحت أدنى سعر لها خاصة أنها لن تأتي بإعلانات كثيرة لضيق الوقت وعدم أهمية المباراة في ظل المعلومات المتداولة عن ضعف المنافس، ومن المؤكد أن قناة سي آر تي أو برزنتيشن ستكون صاحبة هذه الحقوق بالنسبة لمباراة الأحد للزمالك مع سانجا الكونغولي، ولن يزيد سعر هذه المباراة عن 30 إلى 40 ألف دولار فقط؛إذاً مباراة الزمالك وسانجا في دور الستة عشر التي ستقام على أرض سانجا لاتحظى بهذه الأهمية المطلقة مثل مباراة الأهلي والأفريقي التونسي سواء التي ستقام في القاهرة أو التي ستقام في تونس و رفض الفريق التونسي حتى تلك اللحظة بيع حقوق مباراته مع الأهلي إلى أية قناة وحدد موعد البيع بعد انتهاء المباراة في القاهرة حيث يصل بها إلى أعلى سعر ممكن خاصة أنه رفض البيع للقنوات التونسية حصرياً بعد أن تلقى عروضاً من قنوات مصرية وعربية أخرى قد ترفع سعر المباراة إلى أكثر من 160 ألف دولار وهو أعلى سعر قد تصل إليه مباراة في التصفيات الأفريقية للأندية في الكونفدرالية الأفريقية، وهو ما يجعل الأفريقي التونسي ينتظر وينتظر خاصة أن المباراة لن تخضع لفكرة الحصرية بعد أن قدمت قناة الوطنية التونسية عرضاً لبث المباراة فضائياً بعيداً عن بيع الأفريقي لأية قناة أخرى وعرض القناة الوطنية التونسية للمباراة يخرج بها من حيز الحصرية خاصة أنها تبث على القمر الصناعي المصري نايل سات،أما قناة حنبعل فهي إلى الآن لا تستطيع التأكيد أنها ستعرض المباراة إلا بعد أن تشتري الحقوق التي ستعرض للبيع فعلياً بعد مباراة الذهاب بالقاهرة والتي ستحدد بشكل كبير سعر وقيمة مباراة العودة خاصة إذا حقق فيها الأفريقي نتيجة متقاربة مع الأهلي أو حتى خسرها بفرق هدف مما سيجعل مباراة العودة مباراة مشتعلة وقوية وساخنة، لذا فالصراع بين القنوات المصرية وخاصة بين سي آر تي والنهار مشتعل على آخره، وهو ماجعل إيهاب جلال رئيس قناة النهار يسافر يوم السبت الماضي إلى تونس لعقد اتفاقيات بين النهار وحنبعل التونسية لعرض المباراة بين القناتين بالإضافة إلى ستديو تحليلي مشترك بين القناتين وهي الاتفاقيات التي تقوم بها القنوات المصرية مع قناة حنبعل تحديداً حيث قامت بهذا الاتفاق قناة الأهلي في مباريات للأهلي مع الفرق التونسية قبل ذلك لتحصل على المباراة وأيضاً الاستديو والبث المشترك، لكن عدم شراء حنبعل للحقوق يجعل هذا الاتفاق خارج السيطرة حتى يتم بيع الحقوق بشكل واضح للمباراة التي ستقام في بداية الشهر القادم.

وتحاول شركات أخرى السيطرة على المباراة ومنها قناة TeN التي تدخل السباق على المباراتين التي ستقام في القاهرة وأيضاً مباراة العودة التي ستقام في تونس، وتحاول القناة المنافسة على مباراة القاهرة للأهلي والأفريقي بالاشتراك مع شركة برزنتيشن حيث تم الاتفاق بين الطرفين أنه في حالة حصول TeN على حقوق المباراة سيتم بيع الحقوق لشركة برزنتيشن للعرض الفضائي على قناة النيل للرياضة بجوار البث الأرضي للقناة، وهو الذي سيعرض عليها باعتبار الحق الأرضي حقاً أصيلاً للتلفزيون المصري، وضم الاتفاق قيام TeN أو برومو ميديا صاحبة الحقوق بالدخول في المزايدة التي أقيمت يوم الثلاثاء الماضي بالنادي الأهلي كنوع من رفع السعر على أي طرف ثالث يدخل منافساً للثلاثي – بروميديا – برزنتيشن – ناين وان أون وهما شركاء مع بعض، وفي حالة وجود طرف ثالث يتم رفع السعر عليه ليتجاوز سعر هذه المباراة خمسين ألف دولار وهو رقم مرتفع في ظل ضيق الوقت لبيع الحقوق الإعلانية له خاصة أن الأهلي هو الطرف الرابح من هذه المزايدة في حالة حصوله على هذا المبلغ الضخم من مباراة واحدة، أما في حالة حصول شركة أخرى خلاف هذه الشركات على حقوق المباراة فضائياً فسيتم التفاوض معها للحصول على الحقوق الفضائية له، وفي هذه الحالة سيكون العرض إما على قناة TeN بالاشتراك مع التلفزيون المصري أو إعطاؤها لبرزنتيشن فقط للعرض على قناة النيل للرياضة مقابل الحصول على المبلغ والتعاون المشترك، إذاً أمام النيل للرياضة فرصة للحصول على مباراة الأهلي حصرياً أرضياً وفضائياً في حالة حصولها على الحقوق من الأهلي أو البث المشترك بينها وبين TeN وفي هذه الحالة ستخرج قناة سي آر تي من المعادلة في حالة تخلي الشركة صاحبة الحقوق عنها،أما إذا استطاعت قناة سي آر تي الدخول بشدة في المزايدة والحصول على الحقوق منفردة بعيداً عن قناة النيل للرياضة TeN خاصة أن القنوات التونسية تجري اتفاقاً حالياً لمعرفة كيفية بث المباراة على شاشتها، وفي كل الأحوال سيكون سعر مباراة الأهلي والأفريقي التونسي في تونس قد تتعدى الـ160 ألف دولار وفي القاهرة 50 إلى 60 ألف دولار ليصل الإجمالي إلى 220 ألف دولار بالنسبة للمباراتين وفي هذه الحالة قد تضطر الوكالة التي ستحصل على الحقوق إلى بيع المباراتين معاً كنوع من – البكدج – للحصول على مكاسب نظراً لضيق الوقت بالنسبة للمباراة الأولى، لكن تقف عثرة أمام بيع المباراتين معاً وهي سعر شارة البث لمباراة الأهلي والأفريقي بالقاهرة حيث يكون سعر الشارة 30 ألف دولار لتصل المباراة إلى 80 ألف دولار أو 90 ألف دولار لو بيعت بـ60 ألف دولار وهو رقم مرتفع جداً سيتم التفاوض مع التلفزيون المصري عليه؟ المباريات في دور الستة عشر للأهلي تحظى بأهمية أكثر وأصبحت تحت عنوان تكسير العظام بين القنوات والوكالات للحصول على حقوق بثها في كل الأحوال ستعرض المباريات في مصر سواء التي داخل مصر أو التي خارجها.

 

اقـرأ أيضًـا:

 طارق رمضان: قرار غريب عجيب فظيع شنيع لإبراهيم محلب

طارق رمضان: القرصان عصام الأمير

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا