ماني الأناني.. هل يؤثر على معدل تهديف صلاح؟

محمد سلطان محمود

منذ بداية الدوري الإنجليزي الممتاز، الشهر الماضي، تألق السنغالي ساديو ماني، مع ناديه، ليفربول، ونجح في إحراز 4 أهداف في 5 مباريات، تضعه في صدارة هدافي الدوري حتى الآن.

أهداف ماني الـ 4 ساعدت ليفربول على تصدر ترتيب الدوري، لكنها لم تساعده على الحصول على جائزة “لاعب شهر أغسطس”، التي حصل عليها البرازيلي “لوكاس مورا”، لاعب توتنهام، برغم تسجيله 3 أهداف، في 4 مباريات.

خلال المباريات الخمس، تميز أداء ماني بالفردية، ورغبته أن يكون هو متصدر المشهد، وهو ما أدى إلى تراجع معدلات تهديف شريكيه في خط الهجوم، محمد صلاح والبرازيلي روبيرتو فيرمينو، حيث لكل منهما هدفين في 5 مباريات.

عقب مباراة “ليفربول” و”توتنهام”، ظُهر اليوم السبت، والتي انتهت بفوز ليفربول بنتيجة 2-1، تحول مشجعي ليفربول إلى انتقاد أنانية ماني، وعدم رغبته في تمرير الكرة إلى محمد صلاح في أكثر من فرصة، كانت لصلاح وضع مميز فيها، سواء في مباراة اليوم أو المباريات السابقة.

اتهام ساديو ماني بالأنانية، ليس وليد اللحظة، بل هو اتهام تكرر الموسم الماضي، وخرج محمد صلاح ليدافع عن زميله، ويؤكد أن علاقته به طيبة، وهو بالتأكيد تعقيب دبلوماسي من صلاح، الذي يعرف المتابعين أن قائمة اصدقائه بين لاعبي ليفربول لا يوجد بها السنغالي.

أنانية ماني أصبحت تشكل خطرًا على قدرة الفريق التهديفية، وتميز ثلاثي “صلاح – فيرمينو – ماني” أمام الفرق الكبرى.

فيما يلي، نرصد أبرز نقاط أنانية ماني مع صلاح:

الموسم الماضي

خلال الموسم الماضي، ظهرت غيرة ماني من تألق الوافد الجديد محمد صلاح.

غزارة أهداف صلاح وحب الجماهير الجنوني له، وضعا ماني تحت ضغط محاولة الظهور وإثبات خطورته الهجومية.

المنافسة بين صلاح وماني كانت على أشدها في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل صلاح 11 هدفا، بينما سجل ماني 10 أهداف.

كما أن تألق محمد صلاح وتسجيله لـ 44 هدفا في كافة المسابقات،  ومن بعده فيرمينو بـ 27 هدفا، جعلا ماني الثالث في ترتيب هدافي ليفربول، حيث سجل 20 هدفا في كل المسابقات.

الضغط الذي وضعه تألق صلاح على ماني، انعكس على عصبية السنغالي في الملعب، وهو ما كلفه  الحصول على 5 بطاقات صفراء وبطاقة حمراء.

أفضل لاعب في إفريقيا

جائزة أفضل لاعب في إفريقيا، تشكل حلما لساديو ماني، حيث ترشح للجائزة مرتين على التوالي، في عام 2016 حسمها الجزائري رياض محرز، لاعب ليستر سيتي وقتها، وجاء ساديو ماني ثالثأ، خلف “بيير أوباميانج” مهاجم بوروسيا دورتموند في ذلك الوقت، وفي عام 2017، حسمها محمد صلاح، وجاء ساديو ماني ثانيًا.

وفي ظل وجود رياض محزر في صفوف “مانشستر سيتي” و”بيير أوباميانج” في صفوف “أرسنال”، إلى جانب تواجد محمد صلاح في ليفربول، أصبحت المنافسة على الجائزة أشد صعوبة، لوجود المنافسين المباشرين في أندية كبرى بنفس الدوري.

رقم 10

في الصيف الماضي، أعلن محمد صلاح أنه يفكر في ارتداء القميص رقم 10 مع ليفربول، لكي يوحد رقم قميصه على مستوى الأندية والمنتخب، لكن ساديو ماني، عاد مبكرًا إلى تدريبات ليفربول، وقام باختيار القميص رقم 10، بعد ارتدائه سابقًا للقميص رقم 19.

الإعلام والمجد

ساديو ماني استغل كونه هداف ليفربول حتى الآن، وقام بإجراء عدد من الحوارات الصحفية ليتحدث عن الفريق، وفرصه في المنافسة.

وبعكس ما يظهر في الملعب، تحدث ماني بكل الود عن روبيرتو فيرمينو ومحمد صلاح، شركائه في الخط الأمامي لفريق ليفربول، وقال إن تسجيلهم للأهداف مسألة وقت، كونهما حصلا على فترة إجازة طويلة عقب المشاركة في بطولة كأس العالم، وهو ما يجعلهما في حاجة إلى مزيد من الإعداد مع الفريق لاستعادة لياقتهما البدنية والتهديفية.

تصريحات ساديو ماني “المتواضع” لا تتفق مع أدائه الفردي في الملعب، وهو ما جعل الألماني يورجن كلوب، مدرب ليفربول، يقف على الخط وهو يصرخ غير مصدقًا عقب انفراد “ماني” بمرمى توتنهام، ثم اختياره التمرير إلى لاعب الوسط نابي كيتا، بدلا من محمد صلاح الذي كان في مكان يجعله يسجل هدفًا بسهولة، لتضيع فرصة هدف مؤكد من ليفربول.

المحطة القادمة

يستعد ليفربول لمواجهة “باريس سان جيرمان” يوم الثلاثاء المقبل، في أولى مباريات دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا.

مجموعة ليفربول هي الأصعب في البطولة، وباريس سان جيرمان، هو المنافس الأقوى على اللقب، في ظل امتلاكه لقوة هجومية كبيرة تضم الفرنسي كليان امبابي، الأورجوياني إدينسون كفاني، البرازيلي نيمار والأرجنتيني أنخل دي ماريا، ومن خلفهم عدد من اللاعبين الأفضل في مراكزهم على مستوى أوروبا.

أنانية ساديو ماني، لن تفيده، ولن تجعله ملك ليفربول المتوج، فهو أمر كان متاحا له قبل انضمام صلاح إلى الفريق، لذلك عليه أن يرضى بدوره كواحد من اللاعبين المهمين في الفريق، وأن يدع المجد الشخصي جانبًا، لأن عدم تسجيل صلاح وفيرمينو، قد يكون دافعًا لكي يجلسه المدرب الألماني يورجن كلوب على دكة البدلاء، ومنحها إلى لاعب يستطيع مساعدة زملائه على التألق.

نرشح لك: ليفربول يخطف 3 نقاط من توتنهام في وجود صلاح