في عيد ميلاده.. رحلة خالد النبوي من "المواطن مصري" إلى العالمية

أسماء شكري

من أبرز نجوم جيله، عمل في بداية مشواره الفني مع كبار المخرجين أمثال صلاح أبو سيف ويوسف شاهين، اشتهر بأدائه للأدوار المركبة، إنه الفنان خالد النبوي الذي يحل اليوم 12 من سبتمبر عيد ميلاده الـ 52.

عمل كـ كومبارس لفترة من حياته، حيث قال خلال لقائه في برنامج “واحد من الناس” مع الإعلامي عمرو الليثي، إنه يعتز بهذه التجربة كثيرًا واستفاد منها لأنه يمثل صامتًا، مؤكدًا أنه لم يتأفف أبدًا من العمل خلالها.

التمثيل مع الكبار

بدأ بـ فيلم “ليلة عسل” من بطولة النجمين سهير البابلي وعزت العلايلي فتعلّم الفن من خلال التمثيل مع الكبار، شاهده بعدها المخرج الكبير صلاح أبو سيف وأعجب بأدائه فقرر ضمه لفيلمه “المواطن مصري” عام 1991؛ والذي جسّد فيه دور ابن الفنان العالمي عمر الشريف، فكان سعيد الحظ بالتعامل في بداياته مع جيل عظيم من الفنانين.

“المهاجر” أول اختبار

يعتبِر خالد النبوي دوره في فيلم “المهاجر” بمثابة أول اختبار حقيقي له كممثل، قائلًا: “المهاجر أول اختبار كبير يمر بيه أي ممثل، وكمان شخصية زي (رام) ليست شخصية عادية والفيلم  ضخم جدًا.. فكان الاختبار ده لو منجحتش فيه مش ممكن تكمل في التمثيل”، وقد حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان جوهانسبرج عن دوره في هذا الفيلم.

وبالنسبة للضجة التي أثارها الفيلم حول حكم تجسيد شخصيات الأنبياء في السينما؛ أكد “النبوي” أن شخصية “رام” التي جسّدها داخل الفيلم لم يكن المقصود بها النبي “يوسف” عليه السلام، موضحًا أن هناك العديد من الاختلافات بين الشخصيتين.

 وسوف تُعرض نسخة جديدة رقمية من فيلم “المهاجر”، خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية في سبتمبر الجاري، إحياءً للذكرى العاشرة لوفاة المخرج الكبير يوسف شاهين.

المصير

توالت بعد ذلك أعمال “النبوي” في السينما والتلفزيون التي حققت له الانتشار، حتى جاءته فرصة العمل مع المخرج يوسف شاهين مرة ثانية من خلال فيلم “المصير” والذي مثّل مصر في مهرجانات عالمية ورُشح للعديد من الجوائز.
يحكي “النبوي” أن تجربته في فيلم “المصير” كانت أصعب بالنسبة إليه من تجربته في “المهاجر”، نظرًا لعدم وجود اتفاق واضح على تفاصيل دوره في الفيلم، مشيرًا إلى أن الفنان الراحل نور الشريف قد اقترح عليه رسم الشخصية وأبعادها أثناء أدائهما لكل مشهد على حدة، وأكد “النبوي” أنها كانت تجربة خطرة جدًا وممتعة في الوقت ذاته قائلًا: “لما تكون واقف على حافة جبل، ولو وقعت.. يعني خلاص مش هتقوم”.


داوود باشا

حقق عدة نجاحات متوالية بعد فيلمه “المصير”، مثل فيلم “إسماعيلية رايح جاي” الذي فتح الباب لجيل جديد من الشباب ليثبتوا مواهبهم، وشارك كذلك في مسلسلات ناجحة مثل “بوابة الحلواني” و “نحن لا نزرع الشوك”، حتى جاءته فرصة عمره من خلال دور “داوود باشا” في مسلسل “حديث الصباح والمساء” الذي يُعد من أعظم أدواره.

تجلّت موهبة وقدرات خالد النبوي التمثيلية، في دور “داوود باشا”، من خلال تمكنه من أداء الشخصية باقتدار في كل مراحل حياتها، بدءً من مطلع الشباب مرورًا بمرحلة النضج حتى الوصول إلى سن الشيخوخة، يقول “النبوي” أنه هو الذي اختار الشخصية بعد قراءته للسيناريو حيث أنهم لم يحددوا له شخصية معينة، لافتًا إلى أنه استلهم تفاصيل شخصية “داوود” في شيخوخته، من جدته لأبيه، حيث أنها أُصيبت في أواخر حياتها بمرض الشلل الرعاش، فقرر أن يكون “داوود” مثلها في عمر الـ 90 يرتعش ويسير ببطء، واهتزاز في مشيته.

الطريق إلى العالمية

 

يُعد خالد النبوي من القلائل من أبناء جيله الذين نجحوا في الوصول بفنهم إلى العالمية، بدأ الأمر معه أولًا من خلال تعاونه مع المخرج يوسف شاهين في فيلمي “المهاجر” و “المصير” اللذين عُرضا بأكثر من لغة وفي أكثر من دولة حول العالم، ومن ناحية أخرى ساعده في ذلك إتقانه للغة الإنجليزية.

ثم تطور الأمر إلى مشاركته في عدد من الأفلام العالمية، كان أولها الفيلم الأمريكي مملكة السماء “Kingdom Of Heaven” في عام 2005، والذي جسّد فيه شخصية صلاح الدين الأيوبي.

ثم قدم دور البطولة في الفيلم الأمريكي “The Citizen” في عام 2012، والذي يتناول قصة مواطن عربي يصل إلى الولايات المتحدة قبل يوم واحد من تفجيرات 11 سبتمبر، ويتناول تلك الأحداث وتداعياتها على معيشة المواطن العربي هناك.
يحكي خالد النبوي أن هدفه من هذا الفيلم كان تصحيح صورة العربي المهاجر للخارج خاصة في أمريكا، في محاولة منه لإثبات خطأ نظرة الغرب للمواطن العربي على أنه إرهابي.

المسرحية الأمريكية “كامب ديفيد”

 

من أعماله العظيمة أيضًا في رحلته إلى العالمية، المسرحية الأمريكية “كامب ديفيد” في عام 2014 والتي قدم فيها دور الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتحكي تفاصيل الـ 30 يومًا التي تمت فيها المفاوضات بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكا.
لاقت المسرحية نجاحًا كبيرًا داخل أمريكا ونالت إعجاب النقاد وتمت تغطيتها من قِبَل “BBC” و “CNN”، كما أشادت السيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل بدور “النبوي” في المسرحية، والذي أكد أنه يتمنى عرضها في مصر لأنها تقدم صورة مشرفة لـ “السادات” ولمصر.

7 أرواح

 

في السنوات الأخيرة خاض “النبوي” الدراما التلفزيونية بعدد من الأعمال الناجحة التي أثرت في الجمهور خاصة في الموسم الرمضاني، مثل مسلسل”7 أرواح” في رمضان عام 2016.

واحة الغروب

 

قدم في رمضان عام 2017 واحدًا من أفضل أعماله وهو مسلسل “واحة الغروب المأخوذ عن رواية للكاتب بهاء طاهر بنفس الاسم صدرت في عام 2008، كتبت السيناريو الكاتبة مريم نعوم وأخرجت المسلسل كاملة أبو ذكري وهما الثنائي الناجح في الدراما التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة.

جسّد خالد النبوي في المسلسل دور ضابط البوليس المصري (محمود عبدالظاهر) الذي يتم نقله إلى واحة سيوة؛ بعد أن اتُهم بممارسته لبعض الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني، فيتوجه إلى هناك وتدور صراعات بينه وبين أهل الواحة.